خلال المؤتمر الدولي لتكنولوجيا البترول «إيجيس 2022» يوم الاثنين الماضي، دعا عبد الفتاح السيسي مذيع CNN جون ديفتيريوس إلى إدارة جلسة حوار في المؤتمر ومشاهدة التطورات التي تحدث في البلاد.
وبحسب تقرير نشره موقع "ميدل إيست مونيتور" فإن ديفتيريوس هو مذيع سابق لشبكة CNN ويعمل حاليا كمستشار لشركة APCO Worldwide وهومتخصص في العلاقات العامة ، وعلى الرغم من دعوة السيسي، فإن واقع المراسلين المصريين والأجانب يروي قصة أخرى.
الصحفيون الميدانيون مصيرهم السجن
لسنوات، جاب المدون المصري محمد إبراهيم، المعروف باسم «محمد أكسجين»، شوارع مصر حاملا الكاميرا لنقل آلام الناس وأحلامهم، ونشرها على مدونته وقناته على يوتيوب، والتي يتابعها الناس 386 ألف مشترك.
لكن نظام السيسي يعتبر مقاطع الفيديو الخاصة به «تهديدا للأمن القومي».
في إبريل 2018، اعتقل جهاز الأمن الوطني لنظام السيسي محمد أكسجين بتهمة الانضمام إلى جماعة منشأة على خلاف أحكام القانون، ونشر أنباء كاذبة عن الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد.
سُجن محمد لمدة عام وثلاثة أشهر، تم إطلاق سراحه في يوليو 2019 بإجراء احترازي يقضي ساعتين في مركز للشرطة مرتين في الأسبوع للإجابة على الأسئلة والإبلاغ عن أنشطته.
أعادت الشرطة اعتقاله في سبتمبر 2019 أثناء خضوعه للمتابعة في قسم شرطة البساتين، في إطار حملة الاعتقال الشرسة التي انطلقت على خلفية المظاهرات المفاجئة التي خرجت للمطالبة برحيل السيسي.
ووجهت للمدون الشاب نفس التهم ، واتُهم بالمشاركة في جماعة إرهابية لنشر أخبار وتصريحات كاذبة، تم سجنه على خلفية القضية رقم 1356 لعام 2019 بأمن الدولة العليا.
وسُجن محمد لمدة عام وشهرين قبل أن تقرر محكمة جنايات القاهرة في نوفمبر 2020 إطلاق سراحه، ولم تنفذ الأجهزة الأمنية قرار المحكمة وضمت محمد في قضية جديدة لمواصلة سجنه.
واتهم المدون الشاب بمجموعة الاتهامات المعتادة، بما في ذلك الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار وتصريحات كاذبة، بالإضافة إلى ذلك، تم سجنه فيما يتعلق بالقضية 855 لعام 2020 بأمن الدولة العليا، وهي قضية بدأت وقائعها أثناء اعتقال محمد بالفعل.
وتعرض محمد أثناء سجنه لانتهاكات جسيمة منذ فبراير 2020، حرمت إدارة سجن طرة 2 شديدة الحراسة أسرته من زيارته ، وهو حظر استمر لأكثر من عام، مما أدى إلى تدهور شديد في صحته النفسية، نتيجة لذلك حاول الانتحار في يوليو 2021 ولكن تم إنقاذه.
وقبل أيام، توفيت والدة محمد، وبسبب تدهور حالته النفسية رفض عرض إدارة السجن بالإفراج عنه مؤقتا لتلقي التعازي.
بالإضافة إلى محمد، تعرض العديد من الصحفيين الميدانيين للاضطهاد الأمني لمنعهم من نقل الحقيقة، ومن بينهم الصحفية بسمة مصطفى التي اعتُقلت في أكتوبر 2020 خلال تغطية ميدانية لتداعيات مقتل مواطن على يد الشرطة في قرية العوامية، كما اتهمت بالانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة.
وتم إطلاق سراح بسمة بعد أيام قليلة، لكن الملاحقات الأمنية استمرت، مما دفعها إلى الفرار من البلاد مع زوجها وطفليها، ولم تتمكن من العودة إلى مصر منذ ذلك الحين.
ترحيل المراسلين الأجانب
كان أداء المراسلين الأجانب الذين أرادوا العمل في مصر أفضل من نظرائهم المصريين، حيث قام نظام السيسي بترحيلهم أو منعهم من دخول البلاد دون احتجازهم في السجون المصرية سيئة السمعة.
وفي فبراير 2019، اعتقلت سلطات الانقلاب الصحفي الأمريكي المعروف ديفيد كيركباتريك لدى وصوله إلى القاهرة بعد أن أمضى ساعات في الحبس الانفرادي.
عمل كيركباتريك رئيسا لمكتب لصحيفة نيويورك تايمز في القاهرة بين عامي 2011 و 2015 وكان مراسلا في عهد الرئيس السابق محمد مرسي ، وشرح بالتفصيل كيف تعاملت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مع الوضع في مصر.
في عام 2018، اعتقلت السلطات مراسلة صحيفة التايمز بعد أن أجرت مقابلة مع أحد أقارب رجل تُوفي على متن قارب هجرة متجه إلى أوروبا، واقتيدت الصحفية إلى مطار القاهرة وأجبرت على السفر إلى لندن بعد اعتقالها.
في عام 2016، رحل النظام المصري (الانقلابي) الصحفي في صحيفة لا كروا الفرنسية ريمي بيغاليو بعد احتجازه في مطار القاهرة لمدة 30 ساعة، دون تفسير، على الرغم من حصوله على إذن للعمل كمراسل في القاهرة.
وعلق بيغاليو على قرار ترحيله بقوله «أقوم بعملي كمراسل أجنبي في مصر وكتابة قصص صحفية قد لا تحبها السلطات المصرية، ولهذا رفضوا دخولي وترحيلي".
في مارس 2020، أجبرت السلطات صحفية الجارديان روث مايكلسون على مغادرة البلاد، وألغوا اعتمادها الصحفي بعد الإبلاغ عن دراسة علمية تفيد بأن مصر من المحتمل أن يكون لديها العديد من حالات فيروس كورونا أكثر مما تم تأكيده رسميا.
يرحب نظام السيسي فقط بالصحفيين الذين خرجوا إلى الشوارع للترويج لـ «إنجازاته» وإعداد تقارير عن عظمته وروعته، من ناحية أخرى، فإن أولئك الذين يبلغون عن الحقيقة ويكشفون عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر يتم إدراجهم على الفور في فئة «أعداء الدولة».
Sisi calls on CNN, but national and foreign press are not welcome in Egypt
