قررت شركة "يونايتد ميديا سيرفس" المصرية، وهي شركة إنتاج مرتبطة بالمخابرات المصرية، التعاقد مع الفنان محمد صبحي بعد صراعه الأخير مع تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودية، بحسب ما أفاد موقع "المونيتور".
وفي 29 يناير، هاجم محمد صبحي مهرجان جوائز جوي أورد الذي ينظمه الشيخ في السعودية ، وكشف صبحي في اتصال هاتفي مع قناة الحدث الفضائية المصرية ، أنه رفض عرضا قيمته 4 ملايين دولار لتقديم مسرحيته "خيبتنا" في المهرجان السعودي.
وقال صبحي "لا أقبل كفنان أن أقدم عملا فنيا تحت عنوان الترفيه ، و إنه ليس ترفيهيا وإنه يفضل تقديم الفن الذي يريده في بلده حتى لو كان في وسط الصحراء".
يذكر أن مهرجان "جوي أورد" الذي يندرج ضمن موسم الرياض وتستضيفه الهيئة العامة للترفيه، أحد أكبر الاحتفالات التي يتم خلالها تكريم وتعريف المنجزات الفنية في العالم العربي، أما الدورة الثانية من حفل توزيع الجوائز السنوية فقد أقيمت في 28 يناير بمشاركة العديد من المشاهير العالميين والإقليميين.
وأثارت تصريحات صبحي غضب الشيخ الذي استهزأ به عبر تويتر، ونفى أن تكون الهيئة العامة للترفيه قد عرضت على صبحي دفع مبلغ أربعة ملايين دولار لعرض مسرحيته، وتساءل عن عقلانية من يقوم بذلك.
وقال صبحي في تعليق على فيسبوك بتاريخ 1 فبراير "أنا أشفق على الجاهل الذي يعاني من جهله"، دون الإشارة إلى أي طرف.
وقد كتب هذا التعليق على صورة من سلسلة حلقات "رجل غني فقير جدا" التي يقوم ببطولته: "ما هي قيمة كون الإنسان غنيا بماله، فقيرا في معرفته وأخلاقه".
وأثار الخلاف بين الرجلين جدلا كبيرا وأثار غضبا شعبيا عارما.
وانتقد الفنان المصري باسم سمرة "الشيخ" بشدة تضامنا مع صبحي، إلا أن سمرة سرعان ما اعتذر للشيخ بعد أن حذف فيلم "منورة بأهلها" من بطولة سمرة، قبل ساعات من عرضه، وذلك بعد أن قامت قناة "أم بي سي" السعودية التي أسستها بحذف المسلسل.
وأشار "المونيتور" إلى أنه في 21 فبراير، أعلنت شركة "يونايتد ميديا سيرفيس" وهي شركة إنتاج مرتبطة بالمخابرات المصرية، عن بروتوكول تعاون مع صبحي لإنتاج عدد من المسرحيات تحت إشرافه والاعتماد على خدماته لاكتشاف مواهب الشباب.
وألقى بروتوكول التعاون بظلاله على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد المستخدمون بهذه الخطوة واعتبروها اعترافا شرفيا لصبحي، وخاصة بعد الخلاف الأخير مع الشيخ.
في العام 2019، أفادت وكالة رويترز أن شركة إعلام المتحدة مرتبطة بالمخابرات العامة المصرية، ونقلت رويترز عن مصادر حكومية وصناعية عديدة قولها إن "عضوين في مجلس إدارة شركة الإنتاج لهما صلات مع جهاز الاستخبارات، وهما ياسر أحمد صابر أحمد سليم، ضابط استخبارات سابق، ورئيس الاستخبارات عباس كامل، الذي جلس سابقا في مجلس إدارة شركة تلفزيونية تسمى دي ميديا التي هي الآن جزء من الخدمات الإعلامية المتحدة".
كما نقلت رويترز عن عضو برلمان الانقلاب السابق خالد يوسف، وهو أيضا مخرج أفلام بارز، قوله إن "الحكومة تتدخل في محتوى الدراما وتدفع بشركات الإنتاج الخاصة إلى بسط سيطرتها على الصناعة".
الأزمة ليست الأولى للشيخ في مصر في 2018، كان الشيخ، وهو وزير الرياضة السعودي ورئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، قد سحب استثماراته من القطاع الرياضي في مصر، وباع ناديه لكرة القدم الذي ينافس في الدوري المصري.
وجاء قرار الشيخ بالانسحاب من الدوري المصري بعد أن أهانه مشجعو الأهلي خلال مباراة ربع النهائي لدوري أبطال إفريقيا في 25 سبتمبر 2018 وقال الشيخ في تغريدة له على تويتر "أفكر جديا في التخلي عن الاستثمارات في الرياضة في مصر ، كنت أواجه هجوما غريبا من كل الجوانب، ولكن لماذا نتعب أنفسنا؟
من جانبه، أثنى هيثم الحريري، عضو المكتب السياسي لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي وعضو مجلس نواب الانقلاب السابق، على خطوة جهاز "يونايتد ميديا سيرفيس". وقال إن "دعم صبحي والتعاقد معه لإنتاج مسرحيات جديدة يعد خطوة ضرورية وحاسمة للحفاظ على كرامة الفنانين المصريين، ومن حق المملكة العربية السعودية أن تسعى إلى الريادة في المجال الفني، ولكن الأزمة تكمن في تراجع دور مصر في المشهد الفني في العالم العربي، ومن المهم أن تدعم الدولة المصرية الفنانين المصريين".
وأشار إلى أن فرص العمل في المجال الفني أصبحت قليلة في مصر، لذلك يحاول الفنانون المصريون البحث عن فرص في السعودية، مستغلين ذلك لتصدر الساحة الفنية".
وحث الحريري حكومة السيسي على الحفاظ على كرامة فنانيها ودعمهم وعدم تركهم فريسة للبطالة الفنية وسط انعدام الفرص. وأشار إلى أن مصر لديها كفاءات فنية قوية تركت بصمتها على كل دول العالم العربي.
وقال "إن الصفقة الجديدة التي وقعتها يونايتد ميديا سيرفيس مع صبحي لا تقتصر على إنتاج المسرحيات، وسيعتمد صبحي على اكتشاف مواهب فنية جديدة، وهي مواهب مطلوبة لدعم المشهد الفني المصري والحفاظ على دور مصر الفني الرائد في العالم العربي.
https://www.al-monitor.com/originals/2022/02/egypt-saudi-arabia-compete-over-title-regional-art-pioneer