مراقبون عن استمرار إزالة “مصر القديمة”: عشوائية التطوير تتجاهل التاريخ والجغرافيا

- ‎فيأخبار

ذكرت حكومة الانقلاب أنها ومن خلال الأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة انتهت من أعمال حصر العقارات بمناطق (السكر والليمون والجيارة وحوش الغجر ودرب اللبانة) تمهيدا لإزالتها ضمن التطوير الجاري تنفيذه في نطاق حي مصر القديمة.

وستقوم حكومة الانقلاب بإزالة هذه المناطق ضمن عملية إعادة إحياء القاهرة التاريخية واستكمال أعمال تطوير المناطق غير المخططة وسرعة الانتهاء من أعمال إزالات المناطق غير الآمنة ونقل قاطنيها لوحدات جديدة حضارية تتوافر بها كافة الخدمات والتي تم حصرها في إطار جهود الدولة لاستعادة الوجه الحضاري للعاصمة وتفعيل دورها التاريخي والثقافي والسياحي.

وأشارت جيهان عبدالمنعم، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، إلى انتهاء أعمال لجان حصر العقارات المناطق الثلاث في السكر والليمون وحوش الغجر والجيارة، والملاصقة لسور مجرى العيون، والذي يشهد محيطه أعمال تطوير.

كارثة تراثية
ورغم أن إعلام حكومة الانقلاب واللجان الإلكترونية المساندة تدعي أن إزالة نحو 2500 عقار بالمنطقة هو في إطار خطة الدولة لإزالة العشوائيات وتطويرها وجعلها منطقة جذب سياحي من الطراز الأول، نظرا لوجود العديد من المواقع الأثرية بها مثل متحف الحضارات وبحيرة عين الحياة ومجمع الأديان، إلا أن الباحث ميشيل حنا اعتبرها كارثة تراثية جديدة، مضيفا أن إزالة 3 أحياء بالكامل من مصر القديمة، الجيارة وحوش الغجر والسكر والليمون، هذه الأحياء  التاريخية ومذكورة في كتب كثيرة ، وكفاية أنها تنتمي للفسطاط اللي هي أقدم جزء في القاهرة الكبرى، بصوا على الصور كده وفكروا، بالذمة دي بيوت تتهد؟
وأشار إلى نموذج وحيد لفيلا موجودة بالمنطقة لعائلة شطا وعمرها حوالي 140 سنة.
 

كارثة تراثية جديدة، إزالة ٣ أحياء بالكامل م مصر القديمة: الجيارة وحوش الغجر والسكر والليمون. الأحياء تاريخية ومذكورة ف كتب كثير، وتنتمي للفسطاط ال هي أقدم جزء ف القاهرة الكبرى.ملحوظة: الفيلا في أول صورة دي بيت عائلة شطا وعمرها حوالي 140 سنة..#السيسي هيهد البلد م الاخر pic.twitter.com/tVjwCeKJtV

— DIDO (@l0l0l0808080) February 27, 2022

تخريب وليس تطويرا 

وكتب الباحث في الآثار عماد عبدالكريم عبر فيسبوك (‏‎Emad Abdel Kareem‎‏) أن ما يحدث يندرج تحت عنوان "تطوير العشوائيات أم عشوائية التطوير"

وأوضح أنه زار المنطقة في 25 فبراير 2022، بعد إعلان محافظة القاهرة حصر العقارات التي سيتم إزالتها، ولكنه تحرك إلى الشمل قليلا حيث منطقة الدرب الأحمر، التي تأسست بعد مذبحة القلعة وكشف عن مفاجأته بالبدء في أعمال تطوير منطقة درب اللبانة الواقعة بالقرب من دار المحفوظات ومسجد السلطان حسن ، تعلمنا أن تطوير المناطق التاريخية له وضع خاص عن باقي المناطق العشوائية ، فالتعامل مع مثل هذه المناطق يكون بحرص شديد للحفاظ على هوية المنطقة التاريخية لما لها من أهمية كبيرة في تاريخ مصر عبر العصور المختلفة ، فالتطوير يكون بإبراز الهوية التاريخية والثقافية لهذه المنطقة ومعرفة كيفية الحفاظ على المباني ذات القيمة التاريخية بالمنطقة ، أما ما يحدث حاليا فهو طمث لهذه الهوية ".
وأضاف أنه أزيلت "جميع المباني السكنية الواقعة بالمنطقة بدءا من شارع المحجر شرقا وشارع درب اللبانة غربا ، تمت الإزالة لكافة المباني دون النظر لمكانتها الثقافية أو قيمتها المعمارية ودون التفرقة بين مبنى وآخر .

أرجو مراجعة هذا الفكر التطويري الهادم لكل القيم الثقافية والتراثية لمنطقة من أهم وأقدم المناطق التاريخية بالقاهرة".

 

ضد التراث 

وكانت البروفيسور في الجامعات الفرنسية جليلة القاضي أكدت أن آثارنا تدهسها الكباري، قناطر ابن طولون ، يعود إنشاؤها للقرن الثامن و أول قناطر في مصر و المنطقة جمعاء، كما كتبت الاثنين 28 فبراير على فيسبوك.

وكانت "القاضي" أشارت إلى أنه سبق أن تقدمت بشكوى وزميلها المهتم بالتراث والآثار في مصر طارق المري إلى منتدى عالمي عن مواقع التراث العالمي، واستعرضت المخالفات التي تتم فيها و عرضنا حالة الجبانات في وجود المدير الجديد لمركز التراث العالمي و مديرة الإيكوموس و مسؤولة دول المنطقة.
في حين طالب باحثون في التراث اليونسكو بالتدخل في عمليات الإزالة التي تقوم بها حكومة الانقلاب في أكثر من مكان ومنها ما يحدث لحارات مصر القديمة فالباحث سعد زغلول (Saad Zghlol) قال "لابد من تدخل هيئة اليونسكو السكوت على كل الأفعال دي هتقضي علي مصر القديمة تماما بكل مافيها من تراث، جميع أشكال الاحتلال اللي مرت بمصر عبر العصور لم تتعرض لما تعرضت له مصر من التدمير اللي لحق بها خلال السنوات القليلة الماضية ، وهذا بالتأكيد شيء مخطط له وليس جهلا أو عدم تخطيط".

https://www.youtube.com/watch?v=0wDXATeExjA&feature=youtu.be