رغم الركود وتوقف أعمال البناء.. شركات الحديد تستغل حرب روسيا وأوكرانيا وترفع الأسعار

- ‎فيأخبار

رغم حالة الركود وتوقف أعمال البناء استغلت شركات الحديد والصلب اشتعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا وقررت رفع الأسعار.

وشهدت أسعار الحديد ارتفاعات كبيرة خلال الأيام الماضية، وهو ما ينعكس سلبا على أعمال قطاع البناء والمقاولات والتي تعاني من توقفها منذ فترة طويلة، بسبب وضع شروط صعبة لمنح تراخيص البناء بهدف قصر أعمال البناء على عصابة العسكر وطرد الشركات الخاصة والمقاولين من السوق .

في هذا السياق قررت شركة حديد عز رفع أسعار الحديد، بنحو 500 جنيه للطن الواحد، وبموجب الزيادة الجديدة أصبح سعر الطن أطوال ولفائف، تسليم أرض المصنع، 15500 جنيه شامل 14% ضريبة القيمة المضافة.

كما أعلنت شركة حديد المصريين رفع سعر طن الحديد بنحو 500 جنيه،  وزاد سعر طن الحديد بشركة عنتر بنحو ألف جنيه للطن، اعتبارا من اليوم ووصل سعر طن الحديد تسليم أرض المصنع بشركة حديد المصريين إلى 16100 جنيه، وسعر طن الحديد بشركة عنتر تسليم أرض المصنع 15400 جنيه.

وارتفع سعر طن الحديد بشركة الجارحي 650 جنيها خلال الأسبوع الجاري، وسعر الطن تسليم أرض المصنع بشركة الجارحي ارتفع إلى 15750 جنيها مقابل 15100 جنيه قبل الزيادة.

وسجلت أسعار الخامات زيادات طفيفة بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، ووصل  سعر خام الحديد "الأيرن أوور " إلى أكثر من 135 دولار  للطن ، فيما سجل البليت نحو 679 دولار  للطن ، وقفز سعر الخردة  لأكثر من 515 دولار للطن.

 

حالة الركود

في المقابل أجبرت حالة الركود التي شهدتها سوق الحديد، أغلب المصانع على خفض الإنتاج، وقررت 3 مصانع التوقف عن الإنتاج مؤقتا لحين تحسن الأوضاع.

 وقال مصدر مطلع  إن "الفترة الأخيرة من العام الماضي، شهدت تراجعا في معدلات الطلب من جانب الأفراد وقطاع الشركات، نتيجة تشبع سوق الحديد، فضلا عن ضوابط البناء الجديدة في المدن، التي أدت لتحجيم عمليات التشييد من جانب القطاع العائلي على وجه التحديد".

وأكد المصدر، أن المصانع التي توقفت بشكل مؤقت تقع ضمن فئة مصانع الدرفلة، وجميعها ينتج كميات تتجاوز 100 ألف طن، موضحا أن المصانع مرتبطة بشكل كبير بالتكلفة، والتي شهدت ارتفاعا كبيرا خلال الأشهر الماضية، ما دفع الأسعار لمستويات قياسية، في ظل تراجع الطلب.

 

روسيا وأوكرانيا

وكشفت مصادر بسوق الحديد أن السوق يترقب الإعلان عن الأسعار الجديدة للمصانع، لتسليمات شهر مارس الجاري في الوقت الذي تتزايد فيه تأثيرات الحرب الروسية في أوكرانيا على إمدادات الخردة والبيليت.

وقالت المصادر إن "الأسواق في حالة عدم يقين بشأن الأسعار في الوقت الحالي، خاصة بعد التطورات العالمية الأخيرة، المرتبطة بالحرب في أوكرانيا".

وأكدت أن كافة المصانع تتابع عن كثب تحركات أسعار البيليت والخردة وخام الحديد، وسط مخاوف من تأثير الأحداث على نقص الإمدادات، خاصة أن روسيا وأوكرانيا تعتبران من أهم مصادر منتجات البيليت والخردة مشيرة إلى أن أسعار الحديد في الوقت الحالي تتراوح بين 13600 إلى 14 ألف جنيه للطن، وهي الأسعار التي شهدها شهر فبراير.

وتوقعت المصادر، عدم تأثر أسعار خام الحديد بشكل مباشر لأن أغلبه يأتي من دول خارج المنطقة الأوروبية، إذ يتركز الخام في مناجم البرازيل وأستراليا، بينما يتركز إنتاج البيليت والخردة في روسيا وأوكرانيا على وجه التحديد.

 

السوق المصري

من جانبه كشف محمد حنفي المدير التنفيذي لغرفة الصناعات المعدنية، أن التخوفات من ارتفاع أسعار الحديد عالميا بمختلف أنواعه، انعكس على زيادة أسعاره في السوق المصري ، بسب الحرب الروسية الأوكرانية خاصة وأن البلدين يستحوذان على نسبة كبيرة من حجم إنتاج الصلب عالميا.

وقال حنفي في تصريحات صحفية إن "أوكرانيا وروسيا يعدان من أكبر البلدان الموردة لمصر منتجات الصلب تامة الصنع وخام البيليت، لكن مؤخرا انخفض حجم وارداتنا منهما خاصة من  خام البليت مع تطبيق فرض رسوم إغراق التي تم إزالتها نهاية العام الماضي  ، كما تراجع استيراد منتجات حديد التسليح تامة الصنع مع استمرار فرض رسوم إغراق بنسبة ٢٥%".

وأضاف أن التخوفات من آثار الحرب تسببت في تراجع حجم إنتاج الصلب عالميا، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار في السوق المحلي، مؤكدا أن الأزمة لن تؤثر على توفر الحديد في السوق المصري لارتفاع حجم الإنتاج محليا، والقدرة علي تنويع مصادر وارداتنا بالاتجاه للاستيراد من تركيا بدلا من روسيا أو أوكرانيا.

 

الأسعار العالمية

وقال الدكتور كمال دسوقي نائب رئيس غرفة مواد البناء ورئيس شعبة المواد العازلة في اتحاد الصناعات المصرية إن "السوق المصرية تشهد فائضا خلال الفترة الحالية من العرض والطلب بالنسبة لأسعار الحديد والأسمنت، وأن حجم الإقبال عليها متوسط".

وأكد دسوقي في تصريحات صحفية أن أسعار الحديد ترتبط بالأسعار العالمية، وأن هناك موجة تضخم عالية في الدول الأوروبية، بسبب الحرب بين أوكرانيا وروسيا.

وأشار إلى أن الأشهر المقبلة ستشهد ارتفاعا في أسعار بعض مواد البناء  والمواد العازلة، بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام عالميا.