مع اقترب رمضان.. ارتفاع أسعار الدواجن وأكذوبة تأثير حرب أوكرانيا

- ‎فيأخبار

شهدت أسعار الدواجن ارتفاعا كبيرا  تزامنا مع موجة غلاء جديدة تشهدها الأسواق المصرية في مختلف السلع والمنتجات ، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية في الظاهر وفشل نظام الانقلاب في توفير الحد الأدنى لمعيشة المواطنين مع اقتراب شهر رمضان حيث يتزايد الطلب على السلع الغذائية .

ارتفاع الأسعار تسبب في حالة من الركود ، نتيجة عزوف المواطنين عن الشراء لضعف قدرتهم الشرائية. 

يذكر أن أسعار الدواجن تتراوح بين 30 – 31 جنيها للكيلو الدواجن البيضاء في المزرعة، وتصل للمستهلك بسعر 37 جنيها للكيلو، وتتراوح أسعار البيض بين (50 – 52) جنيها للكرتونة، وتصل للمستهلك بين 55 وحتى 58 جنيها للكرتونة، فيما يتراوح سعر الكتكوت بين 12 – 14 جنيها.

كان طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة زراعة الانقلاب ، قد زعم أن الفترة القادمة سوف تشهد طرح كميات كبيرة من الدواجن وزيادة  المنافذ التابعة للزراعة والتموين ، بهدف زيادة المعروض؛ لتحجيم الحلقات الوسيطة.

وقال سليمان في تصريحات صحفية إن "ذلك التحرك سيساهم في خفض أسعار الدواجن خلال شهر مارس الجاري وفق تعبيره".

 

سوق الدواجن

من جانبه انتقد عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، الذين يزعمون أن الحرب الروسية الأوكرانية هي السبب في ارتفاع الأسعار ، مؤكدا أن هذه الحرب لم تؤثر على سوق الدواجن نظرا لوجود اكتفاء ذاتي منها.

وقال السيد في تصريحات صحفية إن "أسعار الدواجن ارتفعت بسبب ارتفاع أسعار العلف، مشددا على ضرورة وجود رقابة صارمة على مدخلات الإنتاج وألا يرفع أحد الأسعار من تلقاء نفسه".

وأضاف أن مصر لديها احتياطي إستراتيجي من الدواجن يكفي لعدة أشهر، لكن في يوم وليلة ترتفع الأسعار، هذا كلام غير منضبط تماما ويحتاج لرقابة صارمة على مدخلات الإنتاج.

وكشف السيد أن أسعار الأعلاف ارتفعت بنحو 1000 جنيه خلال العام الجاري، وأن أسعار الذرة البرازيلي والأرجنتيني سجلت ارتفاعا بقيمة 100 جنيه، وسجل الطن 5600 جنيه مقابل 5500 جنيه دون حساب تكلفة النقل، والذرة الأوكراني 5500 جنيه مقابل 5400 جنيه خلال يوم واحد.

وأشار إلى أن سعر كسب الصويا بروتين 46% سجل 8550 جنيها دون احتساب تكلفة النقل، وبروتين 44% بـ8400 جنيه، بينما سجل طن فول الصويا المستورد 11600جنيه مقابل 11200مطلع يناير الماضي، فيما يبلغ سعر الطن المحلي 11200 جنيه.

ووصف السيد  زيادة أسعار الدواجن بأنها غير مبررة، قائلا إن "السعر العادل لكيلو الدواجن هو 32 جنيها بدلا من 37 جنيها وكرتونة البيض سعرها العادل 45 جنيها بدلا من 58 جنيها.

 

فروق كبيرة

وأكد أن هناك فروقات كبيرة في الأسعار بين سعر المزرعة والسعر الذي تباع به الدواجن في الأسواق، موضحا أن سعر بيعها 29 جنيها، والبيض بسعر 45 جنيها، وتذهب جميعها إلى الوسطاء وحلقات التداول والتي تربح في الكيلو الواحد من الدواجن 11 جنيها في حين أن مكسب المزرعة لا يتجاوز الـ 3 جنيهات.

وأشار السيد إلى أن التصدير والتغيرات المناخية وارتفاع أسعار الأعلاف وخروج المربين من المنظومة أدى الى ارتفاع الأسعار، مطالبا بضرورة إنشاء بورصة موحدة تختص بتحديد أسعار الدواجن ومنتجاتها بعد حساب تكلفة الإنتاج وحساب هامش ربح مرضي للمربين ، بدلا من ترك السوق لحلقات البيع العشوائية من التجار الذين يحتكرون السلعة بغرض رفع أسعارها لتحقيق مزيد من الأرباح على حساب المربين والمستهلكين.

ودعا إلى إنشاء مجازر والتوسع في زراعة المكونات الأساسية للأعلاف مع السماح بتأسيس شركات متخصصة لإنتاج وتسويق الاعلاف والمستلزمات البيطرية ، مشددا على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية صغار المربيين من فصل الشتاء  الأكثر حدة والذي يتعرض فيه المربون لخسائر كبيرة بدعوى أن عددا كبيرا من مزارع الدواجن نظام مفتوح.

ولفت السيد إلى تزايد تكاليف الإنتاج بشكل كبير في الشتاء ، حيث تزيد ساعات التدفئة للدواجن عن فصل الصيف بجانب زيادة أسعار الأعلاف، والمتابعة الطبية والأدوية التي تعطي للدواجن لمنع انتشار الأوبئة وغيرها.

 

العرض والطلب

واكد الدكتور محمد الصالحي عضو الاتحاد العام لمنتجي الدواجن أن ارتفاع أسعار الدواجن مرتبط بشكل كبير بنظام العرض والطلب ، موضحا أنه إذا زادت التكلفة وكان المعروض كبيرا وانخفض الطلب فسوف تشهد الأسعار هبوطا مباشرا.

وقال الصالحي في تصريحات صحفية إن "أسعار الدواجن زادت بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف التي زادت بشكل كبير نتيجة أن 90% من مكونات هذه الأعلاف مستوردة من الخارج وهي مرتبطة بالأسعار العالمية، كما أن بورصة مكونات الأعلاف تتأثر بشكل مباشر بالطلب الذي من المتوقع أن يرتفع في شهر رمضان مقارنة بالمعروض الذي قل فعلا بسبب الأمراض المتفشية والتي تسببت في نفوق 20 % من إجمالي المزارع .

وأرجع سبب انتشار الأمراض إلى أن المربين العشوائيين للدواجن غير ملتزمين بالمسافات البينية بين المزارع وإجراءات الأمن الحيوي داخل المزرعة بحرق النافق مثلا، وهو ما يعرف بالشكل الصحيح لآلية التطهير .

وأشار الصالحي إلى أن سلعة الدواجن التي ننتجها غير قابلة للتخزين حية وثقافتنا كمصريين ترفض شراءها مجمدة، ولذلك قد يضطر المربي أحيانا للتخلص من القطيع الذي لديه ، لأنه مرتبط بالتزامات مالية أو بانتهاء الدورة الإنتاجية، ولذلك فالعرض الكثير يؤدي إلى انخفاض الأسعار مهما تكن التكلفة .

وأكد أن سعر العلف كان يتراوح بين 6000 و 6500 للطن والآن أصبح يتراوح بين 7000 و7500 ، ورغم أن أسعار الدواجن وجدت هدوءا ، إلا أنها مازالت مرتفعة بسبب الوسيط وهي حلقة تجارية خارجة عن السيطرة وليس عليها أي رقابة.

 

حالة ركود

وحول معاناة تجار الدواجن كشف أحمد أبو ضياء تاجر دواجن، أن هناك حالة من العزوف عن الشراء ، ما تسبب في حالة ركود ، مؤكدا أن تجار الدواجن يعانون من أزمة حقيقية في موسم ينتظرونه من العام للعام لسداد ديونهم .

وقال أبو ضياء في تصريحات صحفية إن "طن العلف قفز بمقدار ألف جنيه دفعة واحدة ، مما أدى إلى ارتفاع  للأسعار وبالتالي عزوف الناس عن الشراء ، مما سبب للتجار خسائر كبيرة".

وأشار محمد أبو السيد تاجر دواجن إلى أن عدم توافر التحصينات بالنسبة لمزارع الدجاج أدى إلى نفوق الكثير منها، وبالتالي نقص كبير في المعروض مقارنة بالطلب المتوقع في شهر رمضان المقبل .  

وقال أبوالسيد في تصريحات صحفية إن "سعر الشمورت مثلا ارتفع من 25 جنيها للكيلو إلى 37 جنيها في قفزة كبيرة ، ووصلت العتاقي والبياضة إلى 25 جنيها للكيلو بدلا من 17 و18 جنيها، وبالتالي ارتفعت أسعار كل الفصيلة الداجنة فمثلا البط وصل سعر الواحدة منها إلى 150 جنيها والحمام من 50 إلى 80 جنيها للزوج .