واصلت البورصة المصرية خسائرها التي تكشف عن انهيار الاقتصاد المصري في زمن الانقلاب، وأنهت تعاملات أمس علي تراجع جماعي للمؤشرات، مع جني أرباح طفيفة على معظم المؤشرات .
وتراجع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية "إيجي إكس 30" بنسبة 1.35%، ليغلق عند مستوى 11239 نقطة، وهبط مؤشر "إيجي إكس 50" بنسبة 0.5% ليغلق عند مستوى 1932 نقطة، وانخفض مؤشر "إيجي إكس 30 محدد الأوزان" بنسبة 0.98% ليغلق عند مستوى 13711 نقطة، ونزل مؤشر "إيجي إكس 30 للعائد الكلي" بنسبة 1.4% ليغلق عند مستوى 4436 نقطة.
كما تراجع مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة "إيجي إكس 70 متساوي الأوزان" بنسبة 0.57% ليغلق عند مستوى 1917 نقطة، وهبط مؤشر "إيجي إكس 100 متساوي الأوزان" بنسبة 0.63% ليغلق عند مستوى 2900 نقطة.
الأسهم الأكثر انخفاضا
وتصدر سهم شارم دريمز للاستثمار السياحي قائمة الأسهم الأكثر إنخفاضا بالبورصة المصرية بنسبة 5.7 %، ليغلق عند 7.2 جنيه للسهم، يليه سهم جلاكسو سميثكلاين بنسبة تراجع بلغت 5.1 % ليغلق عند 25جنيها، ثم سهم مصر للأسمنت قنا بنسبة 5% ليغلق عند 12.7 جنيها للسهم.
وبالمرتبة الرابعة سهم مصر للألومنيوم بنسبة 4.6% ليغلق عند 22 جنيها للسهم، وأخيرا سهم الغربية الإسلامية للتنمية العمرانية بنسبة تراجع 4.6% ليغلق عند 13.9 جنيها.
أسمنت سيبناء
فيما تصدر الأسهم الأكثر ارتفاعا بالبورصة المصرية سهم أسمنت سيناء بنسبة 19.9% ليغلق عند 7.4 جنيه، يليه سهم سماد مصر بنسبة 7.3%، ليغلق عند 10.5جنيهات، ثم بالمركز الثالث سهم القاهرة للإسكان والتعمير بارتفاع 5.9% ليغلق عند 1.7 جنيه.
وبالمرتبة الرابعة جاء سهم إنتجريتيد دياجنوستكس هولدينجز بي إل سي بارتفاع 5.1% ليغلق عند 20 جنيها، وأخيرا سهم الملتقي العربي للاستثمار بنسبة 4.8% ليغلق عند 2.3 جنيه.
خسائر ضخمة
حول ما تشهده البورصة من تراجعات وهبوط جماعي قال أحمد مرتضى خبير أسواق المال إن "البورصات دائما ما تتاثر بالأحداث الجارية حول العالم خاصة إذا كانت غير معتاده مثل الأوبئة والحروب والصراعات الكبرى وجميع العوامل التي تؤدي إلى تباطؤ في معدلات النمو أو العكس كما تتأثر بالعوامل الداخلية، لكن مع الوقت فإن الأسوق تستوعب الأحداث خاصة إن لم تتسع أو تتطور إلى الأسوأ .
وأوضح مرتضى في تصريحات صحفية أنه من خلال متابعات أسواق المال خلال الفترة الماضية فإنها تكبدت خسائر ضخمة جراء المخاوف من التوترات الإقليمه بشرق أوروبا نتيجة حرب روسيا وأوكرانيا وأيضا السوق المصري تأثر بشدة حيث شهد تراجعات من مستويات 11370 نقطة قبل اشتغال الحرب إلى مستويات 10300 نقطه على الرغم من أن السوق لم يحالفه الحظ في الصعود في الفترة الماضية مثل معظم الأسواق الأخرى نتيجة ضعف السيوله الواضح لدى الأفراد بالسوق ووجود مبيعات مكثفه من المستثمرين الأجانب بالسوق المصري والأسواق الناشئة بصفة عامة.
وحول أسباب مبيعات الأجانب بالبورصة كشف أن من أهم أسباب مبيعات الأجانب هو إرتفاع الدولار أمام معظم العملات وتراجع الجنية أمام الدولار مما يخلق فرص بديلة للمستثمر الأجنبي خاصة مع الانخفاضات التي تشهدها الأسواق الأوربية.
وتوقع مرتضى أن يتأثر برنامج الطروحات الحكومية ، مؤكدا أنه من الافضل تأجيل الطروحات لمدة 6 أشهر لحين استقرار الأوضاع بشكل أكبر حتى يكون سعر الطرح مغريا للمستثمر مما يحقق الاستفادة للجميع لأن السوق في الوقت الحالي يوجد به العديد من الفرص الجاذبة البديلة للمستثمرين، وكذلك من أجل عودة الثقة للمستثمر الأجنبي في الأسواق المالية للدول الناشئة.
المنطقة الحمراء
وقال حسام عيد، محلل مالي بإحدى شركات تداول الأوراق المالية، إن مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة «إيجي إكس 70»، استقر بالمنطقة الحمراء بنهاية تعاملات اليوم، بضغط من الأداء المتذبذب لأغلب الأسهم الصغيرة والمتوسطة والتي شهدت تراجعا ملحوظا خلال تعاملات اليوم".
وأشار «عيد» في تصريحات صحفية إلى اتجاه المستثمرين الأفراد العرب نحو البيع بينما اتجه المستثمرون المصريون والأجانب نحو الشراء، متوقعا أن يستهدف المؤشر بهذا الأداء اختبار مستوى الدعم الرئيسي وهو 2100 نقطة.
وأضاف أنه في حالة عدم الاستقرار يستهدف المؤشر أعلى مستوى المقاومة الرئيسي وهو 11600 وقد يتجه المؤشر الرئيسي لاختبار مستوى الدعم الرئيسي وهو 11500 نقطة ، لافتا إلى أنه في حالة العودة مرة أخرى نحو الأداء الإيجابي للأسهم الصغيرة والمتوسطة قد يختبر المؤشر السبعيني مستوى المقاومة الرئيسي وهو 2160 نقطة.
موقف حرج
وأكدت حنان رمسيس خبيرة أسواق المال أن أسواق المال مازالت تعاني، والبورصة المصرية في موقف حرج ، مؤكدة أن قرار البنك المركزي برفع أسعار الفائدة عمق من خسارتها وأن التداعيات السلبية لهذا القرار ما زالت تنعكس على أداء البورصة
وقالت حنان رمسيس في تصريحات صحفية إن "هناك عاملا آخر يؤثر بالسلب على أداء ومعاملات البورصة يتمثل في ارتفاع معدلات التضخم الناتج عن ارتفاع أسعار السلع والمنتجات والذي تسبب في حالة من الكساد والركود بالأسواق المصرية".
وأشارت إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية زادت من عمق أثر أزمة التضخم ، خاصة أنها تسببت في ارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات تاريخية.
وأوضحت حنان رمسيس أن الوضع في مصر لا يختلف عن باقي دول العالم لكن المتحكم الأكبر فيه هوعجز الموازنة ، بسبب تقييم حكومة الانقلاب برميل النفط بسعر لا يتجاوز الـ 70دولارا للبرميل رغم أنه يتداول الآن بنحو الـ 130دولارا ، مشيرة إلى أن دولة العسكر هي المقترض الأكبر من النظام المصرفي ، وبالتالي فإن رفع أسعار الفائدة يزيد من عمق عجز الموازنة، بالإضافة إلى زيادة الضغوط علي سعر الصرف نتيجة تخفيض قيمة الجنيه مقابل الدولار .