مع بداية شهر رمضان اجتاحت الأسواق موجة جديدة من جنون الأسعار رغم مزاعم نظام الانقلاب تخفيض الأسعار وطرح كميات ضخمة من السلع والمواد الغذائية وإقامة معارض أهلا رمضان في مختلف محافظات الجمهورية .
أكاذيب الانقلاب يكشفها الواقع المرير الذي يعاني منه المصريون في الحصول على احتياجاتهم الضرورية اليومية ،حيث وصل سعر كيلو ورق العنب لأول مرة في التاريخ إلى 100 جنيه وسعر الباذنجان إلى 30 جنيها للكيلو وتراوح سعر كيلو الطماطم بين 12 و 15 جنيها بجانب ارتفاع أسعار الفول والطعمية والمخللات وكل ما يتعلق بشهر رمضان .
حكومة الانقلاب تتجاهل الغلاء الفاحش لأن المكاسب والأرباح تصب في جيوب عصابة العسكر ، وتكتفي بالبيانات والتصريحات الإعلامية التي لا تتسق مع الواقع الذي يعيشه المصريون .
البنزين والسولار
حكومة الانقلاب لا تكتفي بتجاهل الأوضاع وعدم بذل أي جهد لإنقاذ الغلابة من الضياع والتشرد ، بل تعمل على زيادة الأزمة وإضافة كوارث جديدة على كاهل المواطنين ، حيث يتوقع أن تشهد أسعار البنزين والسولار ارتفاعا كبيرا في إطار الارتفاعات العالمية والمخاوف من استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
وكشف مصدر مسئول بحكومة الانقلاب أنه من المتوقع أن تجتمع لجنة التسعير التلقائي لأسعار البنزين الأسبوع المقبل لتحديد أسعار المنتجات البترولية .
وأكد المصدر أنه من المتوقع أن تشهد الأسعار تحركا في حدود قرار مجلس وزراء الانقلاب بزيادة 10% وفقا لعدة متغيرات من بينها أسعار النفط عالميا وسعر الدولار والتوقعات المستقبلية لأسعارهما.
وقال إن "حكومة الانقلاب كانت قد رفعت أسعار البنزين خلال شهر فبراير الماضي بواقع 25 قرشا للتر، لتبلغ حاليا 7.25 جنيه للتر بنزين 80 و8.50 جنيه للتر البنزين 92 و 9.50 جنيه للتر بنزين 95 وتثبيت سعر السولار عند 6.75 جنيه للتر".
الدواجن
وأكد سامح السيد رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالجيزة؛ أن جشع التجار يعد السبب الأساسي في ارتفاع الأسعار لافتا إلى أن الأسعار ترتفع رغم أن المخزون الإستراتيجي من جميع السلع متوفر.
وقال السيد في تصريحات صحفية "من غير المعقول أن تزيد الحرب الروسية الأوكرانية الأسعار لأننا ننتج 13 مليار بيضة في السنة و4 مليون دجاجة في اليوم وحجم الاستثمارات في قطاع الدواجن يصل إلى 100 مليون جنيه".
وأضاف، بعض التجار قاموا بتخزين البيض والدواجن واستغلوا الحرب الروسية الأوكرانية وإقبال شهر رمضان وقرروا زيادة الأسعار .
وطالب السيد جميع التجار بعدم استغلال الفرصة والتقدم بمبادرات لتخفيض الأسعار في ظل تراجع القدرة الشرائية للمواطنين مشددا على ضرورة أن تقوم دولة العسكر بدورها في الرقابة على الأسواق وضبط الأسعار .
الأرز
وكشف رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز بغرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات عن ارتفاع كبير في أسعار الأرز بقيمة 500 جنيه في الطن خلال الأسبوع الجاري وكان قد ارتفع قبل أسبوعين بأضعاف هذا المبلغ.
وقال «شحاتة»، في تصريحات صحفية إن "ارتفاع أسعار الأرز ليس له علاقة بالحرب الروسية الأوكرانية ولا بالأسعار العالمية ولكنه مرتبط بأسعار الأعلاف التي ارتفعت وأصبح يتم استخدام الأرز للمواشي ولذلك تم رفع سعره".
وأضاف ، رغم أن مصر لديها مخزون آمن من الأرز ولا توجد أي أزمة في الإنتاج إلا أن أسعاره ارتفعت مع بدء شهر رمضان وتراوح سعر الكيلو بين 12 و 15 جنيها .
وأشار رئيس شعبة الأرز إلى أن أسعار الأرز خلال الأسبوع الجاري ارتفعت 20% وهو ما يعادل 500 جنيه لكل طن.
الخضر والفاكهة
وأكد حاتم نجيب رئيس شعبة الخضر والفاكهة أن بعض التجار يستغلون اقبال المواطنين على شراء السلع والمواد الغذائية خلال شهر رمضان ويرفعون الأسعار ، مشيرا إلى أنهم استغلوا أيضا اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ورفعوا أسعار العديد من السلع حتى التي لا يتم استيرادها من روسيا وأوكرانيا.
وقال نجيب في تصريحات صحفية إن "أسعار معظم السلع سواء الغذائية الإستراتيجية أو السلع الاستهلاكية شهدت زيادات كبيرة بنسبة تتراوح بين 20 و35%".
وأشار إلى أن أسعار بعض أصناف الخضر تأثرت بارتفاع تكلفة مستلزمات الإنتاج التي تدفع التاجر لتحريك الأسعار لتعويض الخسائر ، مؤكدا أن تكالب المواطنين على تخزين كميات كبيرة من أصناف السلع الغذائية يرفع الأسعار بشكل أكبر نتيجة انخفاض المعروض من السلع.
وقلل نجيب من أهمية التوسع في إقامة معارض ثابتة ومتنقلة لبيع السلع الغذائية ومستلزمات ياميش رمضان ، مؤكدا أن الأسعار ستواصل الارتفاع في ظل الظروف الحالية .
الفوانيس
حتى فوانيس رمضان ارتفعت أسعارها ما أدى إلى عزوف المواطنين عن الشراء حول هذه الأزمة اعترف علاء عادل، سكرتير شعبة الأدوات المكتبية بغرفة تجارة القاهرة، وأحد صُناع الفوانيس، بأن صناعة الفانوس هذا العام أقل بكثير من العام الماضي، لضعف الإقبال من جانب المواطنين على شراء الفوانيس.
وكشف عادل في تصريحات صحفية أن نسبة بيع الفوانيس هذا العام أقل بنسبة ٣٠٪ عن السنة الماضية ٢٠٢١، مرجعا ذلك إلى ارتفاع الأسعار.
وأشار إلى أن أسعار الفوانيس لم تتأثر بالزيادة الأخيرة في سعر الدولار، لأن صناعة الفانوس تتم قبل أشهر من الآن، وأن المرحلة الحالية هي مرحلة بيع فقط، لأن أغلب الورش والمصانع انتهت فعليا من صناعة الفوانيس.