كما في تفاصيل حياة المصريين، يقف الشعب المصري معرضا للإهانة والسخرية والشتم والتهكم على فقره وحالته الاقتصادية والاجتماعية المتردية، إثر سياسات عصابة العسكر أنفسهم، ثم يخرج السيسي قائد الانقلاب العسكري، متهكما على المصريين مرات عديدة ومتكررة بوصفهم ، انتو مش فاهمين حاجة، انتوا مين؟ هتاكلوا مصر يعني؟وغيرها من العبارات المقللة من مكانة وقيمة المصريين.
ومع بداية شهر رمضان المعظم، طغت على شاشات التليفزيون الكثير من الشتائم والسخربة للمصريين بفئاتهم المختلفة من خلال الإعلام الذي يسيطر عليه العسكر والذي حرص على تصوير المصريين على أنهم وحوش جنسية لا يحترمون محارم الله ويسارعون لزنا المحارم كما في مسلسل ليلى علوي المذاع على قناة النهار التي باتت في قبضة المخابرات، ووصل الأمر إلى سب المصريين والتعامل معهم باشمئزاز وسخرية من فقرهم، حينما بدا أحد المرضى الفقراء، في الإلان الذي تم وقفه بسبب الاحتجاجات الواسعة ضده، يريد الكشف الطبي عليه بإحدى العيادات الطبية، إلا أن الطبيب والممرضة وجدوا ملابسه مهلهلة ، فرفض الطبيب توقيع الكشف الطبي عليه ، وأعطوه 200 جنيه، في إهانة وتنمر على الفقراء الذين زادت نسبتهم بسبب سياسات العسكر، الذين أفشلوا مصر ووضعوها في مستنقع آسن من الفشل الاقتصادي والفساد والاستبداد، خلال ثمانية أعوام عجاف.
الإعلان المهين للمصريين والأطباء ، أثار استياء نقابة الأطباء يحتويه من تنمر وسخرية من شخص فقير ذهب للكشف عليه في إحدى العيادات، لكن الطبيب رفض بحجة أن ملابسه مهلهلة، وطلب من الممرضة إعطاء المريض 200 جنيه وطرده.
وقالت النقابة في بيان إعلامي لها إن "الإعلان ينطوي على تنمر صريح وواضح على المواطن المصري وإظهاره بصورة لا تليق، حيث يُظهر الإعلان التجاري المواطن بملابس داخلية مُهترئة، كما أن الإعلان تضمن إساءة وإهانة للفريق الطبي، إذ أظهر المواطن في صورة مريض يطلب الكشف الطبي، ليقوم الطبيب والممرضة بالسخرية والتهكم على ملابسه الممزقة، وهو ما ينتفي مع سلوك الفريق الطبي وتجرمه لوائح آداب المهن المختلفة وفي مقدمتها المهن الطبية.
وأضاف البيان أن الإعلان احتوى على أسلوب مُبتذل وتنمر على المواطن وإساءة للفريق الطبي وخرقا لقانون 180 لسنة 2018 بشأن تنظيم الصحافة والإعلام، وكذلك ميثاق الشرف الإعلامي الصادر بقرار رقم 17 لسنة 2017 وفقا لأحكام القانون 93 لسنة 2016، فإن نقابة أطباء مصر تطالب الجهات المعنية بوقف بث هذا الإعلان فورا، والتحقيق مع المسؤولين عن إنتاجه ونشره طبقا لأحكام القانون رقم 189 لسنة 2020 والخاص بإضافة مادة 309 مكرر ب لعقوبة التنمر إلى قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937.
والغريب أن الشركة المنتحة للإعلان والقنوات التي تبث الإعلان، كلها تابعة للأجهزة الأمنية والمخابراتية، وهو ما يؤكد أن نظرة الأجهزة الأمنية والمخابراتية متسقة تماما مع رؤية السيسي للمصريين، بأنهم شعب فقير يستحق المساعدة، وأنهم شعب متواكل ويمكن إسكاته بكرتونة مواد غذائية أو مساعدة بـ200 حنيه.
وعلى النقيض من ذلك، يجري تمجيد وتقديس العسكر وسيسيهم السفيه ، في جميع الأعمال الفنية وعبر القنوات التلفزيونية والصحف، ليل نهار، بل إن إظهار صورة السيسي البراقة ووزير دفاعه الانقلابي صدقي صبحي ووزير مخبراته عباس كامل، في مسلسل الاختيار 3، تكلف المليارات ، وجرى إعادة تصوير المشاهد أكثر من مرات عديدة، لتجميل الصورة المهترأة، والتي كشف الواقع المعاش كذبها وبعدها عن الحقيقة.
حيث أذاق السيسي وعساكره المصريين ويلات الإفقار والسياسات الفاشية المستبد،
وبات أغلب المصريين لا يجدون لقمة العيش، ولا مكانا يعلمون فيه أبناءهم الذين يفترشون الأرض في مدارس غير آدمية، وباتت الأرض مقرهم في المستشفيات التي لا تقدم لهم أي علاج وتحولت لمكان لوداع الحياة وتسجيل معاناة المريض وأهله.
ورغم ذلك يخرج السيسي وإعلامه ليخدع المصريين، ويصورهم بأنهم أفضل حالا في معيشتهم من فرنسا، خلال تظاهرات مضادة للغلاء بباريس مؤخرا.