أكدت ورقة بحثية أن خيار التهدئة في الأراضي المحتلة القدس والضفة الغربية هو المرجح حاليا من قبل الاحتلال أولا، مقابل سيناريو التصعيد الذي سيواجه بتصعيد مقابل.
وقالت ورقة بحثية بعنوان "تصاعد العمليات الفدائية في الضفة الغربية، الدلالات والتداعيات والسيناريوهات" نشرها موقع الشارع السياسي، إن "سيناريو التهدئة وهو السيناريو المرجح، محاولة حكومة الاحتلال احتواء الأحداث، من خلال تنفيذ عمليات محددة ضد المقاومة في جنين، قد تكون عملية اغتيال، أو اعتقال مقاومين فلسطينيين، ويدعم هذا السيناريو رغبة حكومة بينت في تخفيف حالة الضغط السياسي والإعلامي التي تتعرض لها من المعارضة".
وأضافت أن سبب الترجيح هو إدراك حكومة الاحتلال عدم قدرتها حاليا للذهاب نحو مواجهة مفتوحة مع الفلسطينيين، وأنها تحرص على عدم إلغاء التسهيلات الاقتصادية التي قدمتها مؤخرا لسكان الضفة، ومتانة التنسيق الأمني وتوفير أجهزة السلطة المعلومات الأمنية والإسناد الميداني لمساعدة جيش الاحتلال على عمليات الاغتيال أو اعتقال المقاومين بجنين وباقي مدن الضفة.
إيران والتطبيع
وأضافت الورقة أن التهدئة تساعد الكيان على التمكن من متابعة الحرب الأوكرانية وتداعياتها المحلية والعربية والإقليمية والدولية، وأهمها إعطاء دفعة كبيرة لإمكانيات التوصل إلى توقيع الاتفاق النووي الإيراني مرة أخرى، ودفعة أخرى للتطبيع العربي وخلق شرق أوسط جديد تُدمج فيه في المنطقة، وتتولى فيه دورا قياديا.
رغبة فلسطينية
وأضافت الورقة أن التهدئة مفضلة أيضا من الجانب الفلسطيني ، خشية من تمكين إسرائيل من الاستفراد بالفلسطينيين في مرحلة ينشغل فيها العالم بما يجري في أوكرانيا، وأن هناك زعما صهيونيا أن حماس لا تريد تصعيدا؛ حرصا على استمرار عملية إعادة الإعمار، واستمرار المنحة القطرية والتسهيلات ".
واستدركت الورقة أن الأوضاع بجنين وسخونة الإنذارات بوجود عمليات فدائية أخرى في المستقبل القريب، تضع حكومة الاحتلال في موقف لا تُحسد عليه حال نجحت المقاومة بتنفيذ عمليات أخرى في عمق الأراضي المحتلة وكان المنفذ من مدن الضفة الأخرى البعيدة عن جنين، كما أن عودة الاحتلال لتنفيذ عمليات الاغتيال سيؤدي بالضرورة إلى تعزيز الحاضنة الشعبية للمقاومة في الضفة المحتلة، وهو أمر يحرص الاحتلال على عدم حدوثه".
اجتهادات أخرى
وأشارت الورقة إلى اجتهادات لطرفي التصعيد ترى أن التصعيد لصالحه؛ حيث تتمكن إسرائيل بمخططاتها لضم الأراضي المصنفة (ج) أو أجزاء منها، وفي تصفية القضية من مختلف أبعادها، أو على الجانب الآخر من يعتقد أن الانتفاضة قادرة الآن على دحر الاحتلال على الأقل من الأراضي المحتلة عام 1967، وبالتالي يجب التقاط اللحظة التاريخية الراهنة قبل أن تضيع.
ومن ذلك قالت إن "سيناريو التصعيد يشمل إطلاق الاحتلال عملية عسكرية موسعة لاجتياح مدينة ومخيم جنين، ويدعم هذا السيناريو حالة الضغط التي تعيشها حكومة بينيت، خصوصا بعد اهتزاز نظرية الردع، ومحاولات المعارضة إظهارها بالحكومة الضعيفة الفاقدة للسيطرة على الأوضاع، وحاجتها لصورة نصر تقدمه لجمهور الاحتلال".
وأضافت أن الظرف العام الفلسطيني يعتقد إمكانية الاستجابة لعامل تثوير مرتبط بالمسجد الأقصى تحديدا، لاسيما مع اجتماع جملة عناصر يمكن تلخيص أهمها في، استمرار تأثير معركة سيف القدس، وتصاعد أعمال المقاومة في الضفة والقدس مطلع العام الجاري، وأوضاع الأسرى في السجون، وهشاشة التهدئة مع المقاومة في غزة، وانحسار شعبية السلطة وتراجع قدراتها الاقتصادية، وتزامن الأعياد اليهودية مع رمضان ومخططات اقتحام المسجد الأقصى، والذي قد يكون شرارة التفجير.