موقع دولي: السيسي استخدم الدراما لتشويه الإخوان فانقلب السحر على الساحر

- ‎فيأخبار

كجزء من معركته اليائسة ضد جماعة الإخوان المسلمين، يستخدم عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب دراما رمضان الأكثر شعبية لتشويه صورة الجماعة وإظهار نفسه البطل الذي أنقذ مصر والمصريين من أكبر فصيل سياسي معارض.

وبحسب تقرير نشره موقع "ميدل إيست مونيتور" منذ أن نفذ السيسي انقلابه العسكري ضد أول رئيس مصري منتخب بحرية على الإطلاق في عام 2013، انخرط في معركة من جانب واحد ضد جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي.

وأشار التقرير إلى الجزء الثالث من مسلسل "الاختيار 3" الذي بدأ عرضه مطلع شهر رمضان المبارك، وفي حين كان المصريون مشهورين بمشاهدة الدراما الكوميدية الخالصة خلال الثلاثين يوما من الشهر الكريم، أصر النظام العسكري المصري على تقديم هذا المسلسل السياسي.

من خلال تنفيذ الانقلاب في العام 2013، أنهى الجيش المصري بقيادة وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي التجربة الديمقراطية الوجيزة في البلاد التي بدأت بعد ثورة 25 يناير 2011.

وبعد ذلك، سحق الجيش الاحتجاجات الشعبية الحاشدة ضد الانقلاب بتنفيذ سلسلة من المذابح الدموية التي أسفرت عن مقتل آلاف المصريين، واحتجز عشرات الآلاف وقمع حرية الصحافة بشكل فعال.

وقد دافع العديد من الممثلين المصريين البارزين عن هذه الدراما الوثائقية، التي أنتجتها شركة سينيرجي آرت للإنتاج، وهي شركة إنتاج أفلام يملكها الجيش المصري، وادعى عدد من النقاد أن بعض الجهات الفاعلة ألزمها الجيش بالمشاركة في هذه السلسلة، وقد اختار السيسي الممثل الشهير ياسر جلال شخصيا لتمثيل دوره، وليكون بطلا للمسلسل.

في هذه السلسلة، يبدو الرئيس محمد مرسي، الذي توفي في السجن، ضعيفا جدا ضد السيسي، الذي رفض معظم أوامره، بدعوى تقويض خطط جماعة الإخوان المسلمين المزعومة لتدمير مصر، وبهذه الطريقة يتم تشويه صورة الإخوان المسلمين، خصوم السيسي السياسيين، ويتم تصوير السيسي على أنه المنقذ.

يمكن تصنيف المسلسل على أنه مسلسل واقعي أو دراما وثائقية، لأن المؤلف هاني سرحان والمخرج بيتر ميمي قاما بإدخال عدة لقطات واقعية ولوحات صوتية لاجتماعات مرسي مع السيسي ورئيس المجلس العسكري المصري حسين طنطاوي الذي ترأس البلاد خلال الفترة الانتقالية التي استمرت من فبراير 2011 إلى يونيو 2012.

إلا أن التدخل المباشر للسيسي في تأليف وإنتاج هذا المسلسل حرفه عن هدفه الأساسي، وهو إعادة كتابة تاريخ الانقلاب العسكري، وتحويله إلى مسرحية كوميدية، وقد ظهر الاختيار على وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي لعدة أيام في بداية شهر رمضان، حيث هاجم العديد من المستخدمين السيسي، وترحموا على مرسي.

ومن اللافت للنظر أن اللقطات الحقيقية التي استخدمها منتج السلسلة في الإضرار بصورة مرسي وإرثه أثبتت العكس تماما؛ أن مرسي كان رئيسا قويا ومبدئيا وقف بقوة أمام المؤسسة العسكرية التي خططت لقمع ثورة 25 يناير والسيطرة على البلاد.

وقال الصحفي ، سليم عزوز، للجزيرة "لم تكن هناك معلومات حول مراحل معينة من حكم مرسي ،  وقد أثبتت التسريبات المزعومة التي لا يملكها سوى الجيش والتي ظهرت في قناة الإخبارية، أن مرسي بذل جهودا كبيرة لمنع الانقلاب العسكري".

وكتب مستخدم على مواقع التواصل الاجتماعي "إنهم يحاولون فقط محو صور السيسي الحقيقي من ذاكرتنا وهو يقف أمامه [مرسي] وهو منحني الرأس ومذعن، ويجلس كفتاة خجولة أمام خطيبها" يظهر مرسي في هذه اللقطات وهو يهدد طنطاوي بتغيير نتائج الانتخابات، حيث أجل الجيش إعلانه لمدة أسبوع، ونقل صحافي مؤيد للسيسي يدعى مصطفى بكري عن مسؤول عسكري قوله لخصم مرسي، أحمد شفيق، إنه فاز في الانتخابات.

وقد وصف الممثل المصري المنفي عمرو واكد المسلسل بأنه كوميدي ويقدم واقعا مختلفا تماما عن الواقع الذي عاشه وراقبه المصريون.

وتشكل هذه السلسلة، وفقا لمنتقديها، دليلا واضحا على أن الدكتاتورية تدير مصر. وللمرة الأولى يوافق حاكم مصري على أن يصور في الدراما وهو على قيد الحياة، وهنا نرى أن السيسي لا يطلب التصوير فحسب، بل إنه يشارك أيضا في إخراج الدراما.

أرجعت شبكة رصد الإخبارية هذا التطور إلى اعتراف السيسي بأنه يفقد الدعم، حتى في القطاعات التي دعمت الانقلاب العسكري، وكثيرا ما يستشهدون بفشله الذريع في إدارة البلاد وحل أزماتها الكثيرة.

في هذه السلسلة، انخرط السيسي في معركة مع خصم غائب تماما – الإخوان المسلمين. وقد تم حظر الجماعة؛ فقد سجن أعضاؤها وقادتها؛ وأنصارها مضطهدون وملاحقون؛ فجمعيات الرعاية الاجتماعية والتعليم والصحة إما أغلقت أو سلمت إلى الحكومة وجماعات أخرى، ومع ذلك تستمر صفوف مؤيديها في النمو في حين تشوهها وسائل الإعلام المصرية.

من أكثر سمات هذه السلسلة إثارة للسخرية أنها تظهر السيسي وهو يدافع عن حرية الصحافة والإعلام، بينما يضع مصر على اللائحة السوداء لمؤشرات الحريات في جميع أنحاء العالم، قالت الدراسة السنوية لمنظمة دار الحرية للحقوق السياسية والحريات المدنية حول العالم "مصر مصنفة أنها ليست حرة في العالم 2022".

كما ذكرت منظمة "فريدوم هاوس" أن السيسي حكم مصر بطريقة سلطوية على نحو متزايد، وإن المعارضة السياسية ذات المغزى تكاد تكون منعدمة، حيث قد يؤدي التعبير عن المعارضة إلى الملاحقة الجنائية والسجن. الحريات المدنية، بما فيها حرية الصحافة وحرية التجمع مقيدة بشدة، وفي أحد خطاباته، قال السيسي للضباط العسكريين إنهم لن يحاكموا على ارتكاب انتهاكات.

في الوقت الحالي، ووفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود، هناك أكثر من 100 صحفي يعيشون ظروفا قاسية داخل سجون السيسي.

وقال واكد "كلنا نعرف من هو الكاذب والمخادع؛ قال السيسي إنه لن يترشح للانتخابات وسينقذ الناس من الفقر، بل انتهى به الأمر إلى أن أصبح سياسيا باع البلاد، في هذه الأثناء، قال الناشط المصري المنفي عبد الله الشريف "نعرف جيدا من قال إنه "سيموت من أجل مصر ثم يموت من أجلها، ومن سيموت من أجلها، لكنه سرقها".

 

رابط التقرير:

Sisi uses drama in his fight against the Muslim Brotherhood