يواجه قطاع الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي أزمة كبيرة بسبب الارتفاع الكبير في تكاليف الإنتاج، حيث تمثل الأعلاف ما يقرب من 70 % من مدخلات الإنتاج الحيواني بشكل عام.
وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية وقرارات البنك المركزي بتخفيض قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية في ارتفاع أسعار الأعلاف خاصة الذرة الشامية .
يشار إلى أن مصر تعاني من فجوة كبيرة ما بين إنتاج الأعلاف محليا وبين حجم الطلب في السوق المحلي، حيث يتم استيراد حوالي 60% من مدخلات صناعة الأعلاف من الخارج خاصة الذرة الصفراء، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، وبالتالي أسعار المنتجات النهائية من اللحوم والدواجن والأسماك، خاصة أننا نستهلك حوالي 15 مليون طن ذرة شامية سنويا في صناعة الأعلاف، 50% منها مستورد من الخارج بقيمة إجمالية تصل إلى 2 مليار دولار.
أسعار الأعلاف
حول أزمة الأعلاف أكد البنداري ثابت، رئيس الجمعية العامة لمنتجي الحبوب، أن الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف حاليا سببه الاعتماد على الاستيراد من الخارج بدلا من الإنتاج المحلي، مشيرا إلى أنه يمكن حل هذه الأزمة من خلال الاهتمام بالمنتج المحلي وزيادة أسعار استلام المحاصيل العلفية ومنها الذرة الشامية وفول الصويا.
وشدد ثابت في تصريحات صحفية على ضرورة أن تكون هناك ضمانة لحفظ حقوق المزارعين أو الجمعيات التعاونية التي تتعاقد مع الراغبين في شراء المحصول سواء مصانع أو شركات، لافتا إلى أن هناك الكثير من التجارب السابقة التي أخلفت فيها جهات استلام محصول الذرة الشامية وعودها وأخلت بالعقود المبرمة، وكانت النتيجة خسائر فادحة للمزارعين والجمعيات المسئولة عن التسويق.
وطالب بضرورة زيادة مساحة الرقعة المزروعة بالمحاصيل العلفية، موضحا أنه لم يعد هناك مجال للاعتماد بشكل كامل على الاستيراد من الخارج، في ظل الصراعات العالمية القائمة وما يمر به العالم من أحداث.
سياسة تسويقية
وحذر مجدي عيسى، عضو مجلس إدارة الاتحاد التعاوني الزراعي المركزي من أن الارتفاع الكبير في أسعار محاصيل الحبوب والأعلاف، يهدد مستقبل الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، بسبب عدم قدرة المربين على توفير الكميات اللازمة من الأعلاف سواء للمواشي أو لقطعان الدواجن أو مزارع الأسماك، مطالبا بوضع سياسة تسويقية واضحة لمحصول الذرة الشامية، لحل المشكلة بحيث يتم استلام المحصول من المزارعين بسعر مجزي لضمان التوسع في زراعته.
وكشف عيسى في تصريحات صحفية ، أنه على الرغم من زراعة محصول الذرة الشامية الصفراء والبيضاء بمساحات كبيرة، إلا أن الشركات المصنعة للأعلاف تفضل الاستيراد من الخارج، وهو ما تسبب في عزوف الكثير من المزارعين عن زراعة المحاصيل العلفية .
وطالب بضرورة تفعيل الزراعة التعاقدية للمحاصيل العلفية وتوفير ما يلزم من مجففات لضمان جودة المحصول وكفاءته وإقبال الشركات والمصانع عليه.
الزراعات التعاقدية
وأكد الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي المتفرغ بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي أن تفعيل منظومة الزراعات التعاقدية يعطي مجالا أكبر للتوسع في زراعات الحبوب والمحاصيل العلفية لتقليص الفجوة الغذائية والحد من الاستيراد، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار على المستوى المحلي والعالمي.
وطالب كمال في تصريحات صحفية بالتوسع في زراعات المحاصيل العلفية وعلى رأسها الذرة الصفراء وفول الصويا خلال الفترة المقبلة، لتلبية احتياجات السوق المحلى من المدخلات الرئيسية في صناعة الأعلاف، مؤكدا ضرورة الإعلان عن أسعار استلام المحاصيل قبل موسم الزراعة، لضمان إقبال المزارعين على زراعة المحصول.
وشدد على ضرورة توفير المجففات اللازمة لمحصول الذرة الشامية للتخلص من الرطوبة الزائدة في المحصول وتجنب تلفه عند التخزين، ولابد أيضا من الاهتمام بزراعة المحاصيل العلفية غير التقليدية والتي تتميز بقيمتها الغذائية العالية مع إمكانية زراعتها في الأراضي الهامشية، وهو ما يعد فرصة حقيقية للتوسع في إنتاجها وإضافتها على الأعلاف للمواشي الصغيرة والكبيرة.
وأوضح كمال أن المحصول الرئيسي المنافس للذرة الشامية هو محصول الأرز والذي يحظى بإقبال كبير من المزارعين على زراعته نظرا للعائد الاقتصادي والربح المناسب المترتب عليه، لافتا إلى أن ذلك يتطلب على الجانب الآخر الإعلان عن أسعار استلام الذرة الشامية وفول الصويا قبل موعد الزراعة بفترة كافية وأن تضمن الأسعار المعلنة تحقيق هامش ربح مناسب للمزارعين.
الذرة الصفراء
وطالب نجيب المحمدي، عضو الجمعية التعاونية الزراعية المشتركة بالدقهلية، بزيادة المساحة المزروعة بمحصول الذرة الصفراء، لكونها تمثل حوالي 70 % من مدخلات صناعة الأعلاف الحيوانية ، مشيرا إلى أن مصر تستورد منها كميات كبيرة تتخطى 3 ملايين طن سنويا بمليارات الجنيهات.
وأكد المحمدي في تصريحات صحفية أن محصول الذرة الشامية، الذي يبدأ موسم زراعته من 15 أبريل حتى 1 مايو، شهد ارتفاعا كبيرا في الأسعار على خلفية ارتفاع أسعار النفط العالمية التي أثرت بدورها على تكاليف النقل البحري، موضحا، أن معدلات إنتاج الفدان في مصر من الذرة الشامية يتراوح بين 4 و5 أطنان، وهو مناسب إلى حد ما مقارنة بتكاليف زراعته، لكن هناك شكاوى من المزارعين من حين لآخر ، بسبب إصابة الذرة الشامية بتلف الجذور أو ما يطلق عليه «سوسة الذرة» مما يتسبب في نقص حاد بمعدلات الإنتاج وجودته.
وشدد على ضرورة توفير تقاوي عالية الجودة والإنتاجية من محصول الذرة الشامية، لضمان تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة من وحدتي المساحة والري، وتشجيع المزارعين على التوسع في زراعة المحصول لتقليل الفجوة بين الإنتاج الاستهلاك.
