أثار مهرجانا We Grounded و Nabia الموسيقيين، اللذان انطلقا مؤخرا في شبه جزيرة سيناء في شمال مصر، ضجة في جميع أنحاء البلاد بسبب تنظيمها من قبل إسرائيليين وتزامنا مع الذكرى السنوية لتحرير سيناء، بحسب ما أفاد موقع "المونيتور".
وقد نُظم المهرجانان في سيناء في منتصف أبريل على بعد 350 كيلومترا (217 ميلا) من تل أبيب بمناسبة عيد الفصح اليهودي، ولكن تزامن هذا التوقيت مع إحياء مصر لذكرى تحرير سيناء، التي احتلتها إسرائيل من عام 1967 حتى 25 أبريل 1982.
وبحسب الموقع الرسمي لمهرجان نابيا فإن الحدث استمر من 17 أبريل إلى 20 أبريل، وتم بيع تذاكر عند 900 شيكل إسرائيلي (279 دولارا) وأحالت إدارة المهرجان الإسرائيليين الذين خططوا لحضور المهرجان إلى فندق صلاح الدين الذي يبعد حسب موقع المهرجان 10 دقائق سيرا على الأقدام من ميدان المهرجان، وبحسب الموقع، فإن تكلفة الحزمة الشاملة للفندق تبلغ 1700 شيكل (527 دولارا).
مهرجان " We Grounded " الذي يشير موقعه على الإنترنت إلى الحضور في منتجع نادي هيلتون نويبا و"تايم كورال"، يمتد من 20 أبريل إلى 23 أبريل.
وتأتي هذه المهرجانات بعد إصابة أكثر من 150 مصليا فلسطينيا في 15 أبريل خلال مواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية في الحرم القدسي في القدس.
وقبيل بدء المهرجانات ببضعة أيام، دعت حركات مصرية مختلفة إلى مقاطعة الفنادق التي تستضيف المهرجان الموسيقي، وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات.
وقال الفرع المصري لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات (BDS) في تعليق على فيسبوك نشر في 13 أبريل "كل عام نفخر بأبطال حرب 1973، ولكن فيما نعد تدوينة احتفالية ككل سنة، ندرك الآن أن الاحتلال الصهيوني عاد إلى سيناء من جديد".
وفي تعليق آخر بتاريخ 18 أبريل، قالت الحركة إن "فندق توليب قد استجاب للدعوات التي وجهت إليه لمنع استضافة مهرجان Nabia، الذي استضافه منتجع هيلتون المرجاني".
وذكرت الحركة في مقال آخر في اليوم نفسه أن منتجع هيلتون فتح أبواب الفندق للصهاينة واستضافهم للرقص في سيناء في ذكرى تحريرها، على الرغم من معرفة إدارة الفندق بالحملة التي أطلقت ضد المهرجان.
حركة المقاطعة في مصر دعت كذلك إلى تصعيد حملة المقاطعة ضد المهرجان الإسرائيلي ومنتجع نويبع المرجاني، مضيفة أن إسرائيل تصر على إقامة الحفلات في سيناء تحت حماية شركات الأمن الإسرائيلية الموجودة بالفنادق والمنتجعات المصرية.
كان منظمو المهرجان قد أعلنوا في الأول من أبريل الماضي أنه تم نقل الحفل إلى مكان آخر، يبعد حوالي 45 دقيقة عن فندق توليب، الذي كان مجهزا في البداية للمهرجان، مضيفا أن الأشخاص الذين اشتروا تذاكر للمهرجان سيتمكنون من الاستفادة من خدمات الفندق.
وأضاف المنظمون ، أن الموقع الجديد يحظى بموافقة تامة من كل هذه السلطات وهم سعداء جدا بالسماح لنا بإقامة المهرجان هناك.
وقد تم نقل المهرجان في نهاية المطاف إلى مكان قريب من الحدود المصرية الإسرائيلية، وتحديدا إلى نادي شاطئ سيناء في منتجع نويبع المرجاني.
وفي 19 أبريل، أدانت حركة المقاطعة بمصر المهرجان الإسرائيلي الذي أقيم على الأراضي المصرية قائلة في تغريدة "في العاشر من رمضان، وقرب ذكرى تحرير طابا، تشهد مدن جنوب سيناء قدوم عشرات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين إلى سيناء للاحتفال بالفصح ، مع أكاذيب حول ارتباطهم بسيناء وعودتهم الحتمية إليها.
وقال أحمد السيد، الباحث في مركز دراسات إسرائيل، للمرصد إن "الاحتفال الإسرائيلي يهدف إلى إحياء ذكرى خروج الإسرائيليين من مصر وفقا لسرد الكتاب المقدس، والفصح هو أحد الأعياد الرئيسية في اليهودية، ويجري الاحتفال به سبعة أيام بحسب التقويم اليهودي، وأضاف أن الاحتفالات بهذه السنة بدأت في 15 أبريل".
ولفت السيد إلى أن مهرجان " We Grounded " سبق وأن أقيم في عام 2019 في مدينة إيلات على الحدود المصرية مع طابا.
وأوضح صادق، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة، في اتصال هاتفي مع "المونيتور" أن الأوضاع الحالية بين مصر وإسرائيل "سلام بارد مع تزايد التنسيق الأمني وعودة الرحلات المباشرة بين البلدين، كما تحسنت العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية كثيرا مؤخرا، ويضاف إلى ذلك إعادة فتح السفارة الإسرائيلية واستئناف بعثة السفير في القاهرة، حيث يواصل الجانب الإسرائيلي الإشادة بالعلاقات القوية بين البلدين.
ولكنه أضاف "لا يوجد تطبيع شعبي وبرلماني وإعلامي وفني بين البلدين بسبب وجود مقاومة قوية على المستوى الشعبي".
وفي 17 أبريل الماضي، قامت شركة "العال" الإسرائيلية بتنفيذ أول رحلة مباشرة من تل أبيب إلى شرم الشيخ، تزامنا مع توجه حشد من السياح الإسرائيليين إلى مصر للاحتفال بعيد الفصح على أرض سيناء.
وقالت السفارة الإسرائيلية في القاهرة في تغريدة على تويتر "في حدث تاريخي مؤثر، أقلعت أول رحلة مباشرة صباح يوم الأحد 17 أبريل من تل أبيب إلى شرم الشيخ".
وتابعت "لوحظ ازدحام كبير عند معبر طابا، حيث يتوجه آلاف السياح الإسرائيليين هذا الأسبوع إلى شرم الشيخ وطابا، فيما يتوقع أن يعبر المعبر اليوم نحو 5 آلاف سائح".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قد أعلن في منتصف مارس عن اتفاقية مع القاهرة لإطلاق خط جديد للرحلات الجوية بين البلدين، ووصف هذه الخطوة بأنها خطوة أخرى مهمة في تعزيز اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر.
وقد قام بينيت بزيارتين إلى شرم الشيخ في غضون أشهر، الأولى في سبتمبر 2021، والأخيرة في 22 مارس، عندما التقى عبد الفتاح السيسي.
وفي أكتوبر 2021 هبطت أول رحلة جوية تابعة لشركة مصر للطيران في مطار بن جوريون في تل أبيب، في خطوة وصفها الطرفان بأنها تاريخية، وقبل ذلك بعشرات السنين، كانت شركة طيران سيناء، وهي شركة الطيران المصرية الأصغر حجما التي لا تحمل العلم المصري، تدير رحلات بين مطاري بن جوريون والقاهرة.
وكانت مصر أول دولة عربية وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل في 1979، وبعد سنوات قليلة، بدأت الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين عبر طيران سيناء.
https://www.al-monitor.com/originals/2022/04/egyptians-outraged-over-israeli-festivals-sinai