قال موقع Africa intelligence الفرنسي إن الرئيس التونسي قيس سعيد طلب من فتحي باشاغا مغادرة تونس ، لافتا إلى أنه لا يمكنه ممارسة نشاطه السياسي على الأراضي التونسية، وأوضح أن هذا الطلب جاء بعد زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة إلى الجزائر.
وتسبب تأجيل زيارة رئيس رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة إلى تونس، وإعلان آخر بإلغائها، بحالة من اللغط بسبب ما قيل إنه "نتيجة حالة الطوارئ في قصر قرطاج بعد إلغاء الرئيس التونسي قيس سعيد للهيئة المستقلة للانتخابات".
ويبدو بحسب المراقبين أن مسعى الدبيبة نحو الانتخابات يجعل من عشاق الانقلابات ومنظميها في غاية الكراهية للانتخابات والمنتخبين لاسيما في دول الجوار ، وهو ما يحدو بالسيسي لدعم حفتر وعقيلة ومساعيهما كما يدعم البرهان وحميدتي في السودان وقيس سعيد في تونس.
وقالت مصادر ليبية في طرابلس لمواقع محلية إن "عبد الحميد الدبيبة سيؤجل زيارته إلى تونس لفترة ما بعد عيد الفطر، بحسب مراسل قناة العربي".
وعصر الجمعة الماضي، أعلنت وكالة أفريقيا المستقلة عزم الدبيبة زيارة تونس الثلاثاء 26 أبريل ضمن وفد يشمل عددا من الوزراء والمستشارين في زيارة يفترض أن تستمر أسبوعا، اعتبرتها دوائر مصرية إنها "تربك الترتيبات المصرية، وتفرض على المسؤولين في القاهرة ضرورة عدم إغلاق الباب تماما معه ومع داعميه من دول الجوار، والقوى الإقليمية والدولية الأخرى".
وقالت الوكالة الأفريقية إنه "من المقرر أن تكون زيارة الدبيبة رفقة عدد من الوزراء ورئيس الأركان العامة للجيش وآمر قوة مكافحة الإرهاب ورئيس جهاز المخابرات ورئيس جهاز الأمن الداخلي ورئيس المؤسسة الليبية للاستثمار".
وقبل أيام التقى الدبيبة في العاصمة الجزائر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون وناقشا إمكانية عقد مؤتمر دولي على مستوى وزراء الخارجية يغطي الخطوات المهمة التي يدعمها العالم في مجال الانتخابات في ليبيا .
وقال موقع فرنسي إن "رئيس تونس المنقلب رفض زيارة فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق ورئيس حكومة مفوضة من مجلس نواب طبرق في شرق ليبيا".
وكان الرئيس الجزائري قد ألمح إلى خلافات مع مصر حول الملف الليبي، وقال في حوار بثه التليفزيون الرسمي، مساء السبت، إن
"الحكومة الليبية التي تحظى بالشرعية الدولية هي حكومة الدبيبة".
وأشار إلى أن الجزائر ملتزمة ومتمسكة في إطار الشرعية الدولية بدعم الحكومة المعترف بها دوليا، مؤكدا رفضه للخطوة الانفرادية التي دفعت بها مصر تحديدا، بشأن تعيين حكومة باشاغا.
كما كشف "تبون" عن تباين في المواقف أخيرا مع بعض الدول، دون أن يسميها، في إشارة إلى مصر، حول خيارات الحل السياسي في ليبيا.
على المحك
ونسبت صحيفة "العربي الجديد" إلى مصدر دبلوماسي مصري قوله إن "العلاقات المصرية الجزائرية أصبحت على "المحك" بسبب اختلاف وجهات النظر الحادة المتعلقة بتقريب المهندس عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة في طرابلس ولقائه الرئيس عبد المجيد تبون وإبعاد وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، والذي مثّل صدمة للمسؤولين في مصر، خصوصا أن الزيارة كانت بهدف الحصول على الدعم، ولم تكن في إطار مسعى من جانب الجزائر لإقناعه بتسليم مهامه للحكومة المكلفة برئاسة فتحي باشاغا".
وبحسب المصدر، فإن الدبيبة لجأ إلى الجزائر أخيرا للاستقواء بموقفها الرافض لمد المرحلة الانتقالية، وإجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن، حيث زار الجزائر، الثلاثاء الماضي، وأجرى هناك محادثات مع الرئيس "تبون"، وسط مساع لحل أزمة الحكومتين في ليبيا.
قمة التوتر
وقال المصدر الدبلوماسي إن "التوتر في العلاقات المصرية الجزائرية وصل إلى ذروته، في نهاية فبراير الماضي، بعدما قررت الجزائر تشكيل الـ"جي 4" الأفريقية مع كل من نيجيريا، وإثيوبيا، وجنوب أفريقيا، في إطار تحالف جديد للتشاور والتنسيق حول قضايا القارة الأفريقية مستقبلا".
وأوضح المصدر نفسه أن القيادة السياسية المصرية رأت في تلك الخطوة استهدافا مباشرا لها، خصوصا في ظل ضم إثيوبيا للتحالف من جهة، ومن جهة أخرى أنه لم تتم مخاطبة مصر من جانب الجزائر للانضمام، على الرغم من عودة العلاقات أخيرا وانعقاد اللجنة المشتركة".
وأضاف ، تحول لصراع مصري جزائري على الأراضي الليبية، عبر دعم كل طرف لحكومة من حكومتي الصراع، لافتا، في الوقت ذاته، إلى أن الأزمة الحقيقية بالنسبة للقاهرة هي تطابق الموقف الجزائري مع موقف البعثة الأممية الذي يحظى بدعم دولي أوسع.