سلع ومنتجات مضروبة.. الإعلانات المضللة سلاح الانقلاب للنصب على المصريين

- ‎فيتقارير

يعاني المصريون في زمن الانقلاب من الفساد والغش والتزوير في كل القطاعات، بل ويلقى كل هذا تشجيعا من مؤسسات الانقلاب الرسمية من خلال الإعلانات المضللة في إعلام العسكر ، والتي تمارس النصب على الشعب المصري .

من أبرز الإعلانات المضللة تلك الخاصة بمنتجات الشعرية جاهزة التحضير "إندومي" التي تسببت في تعرض الكثير من الأطفال لوعكة صحية شديدة وآلام بالبطن، عقب تناولهم "إندومي" ونفس المشكلة تكررت مع ما عرف بـ "شكولاتة الخشخاش" التي تم الكشف عن احتوائها على مخدرات بجانب نصب عدد من شركات العقارات على الكثير من المواطنين .

 

خداع المستهلك

من جانبه اعترف الدكتور حسين منصور، رئيس هيئة سلامة الغذاء بإن العديد من الإعلانات التي تتصدر الشاشات ووسائل الإعلام المختلفة تعد إعلانات مضللة، مشيرا إلى أن الجانب الأكبر من هذه الإعلانات تركزت على الزيوت النباتية، وأنواع من المواد الغذائية وأبرزها الشعرية سريعة التحضير.

وقال منصور في تصريحات صحفية إن "هناك العديد من الإدعاءات الكاذبة والمضللة في إعلانات الزيوت النباتية، وتتضمن بعض إعلانات الزيوت النباتية عدم احتواء منتجاتها على كوليسترول ، مشددا على أن هذه الإعلانات تخدع المستهلك".

ودعا الأمهات للبعد عن المنتجات المصنعة والاعتماد على المأكولات الطبيعية والمحضرة في المنازل ومراجعة نسب المواد الصناعية الموضوعة في منتجات الأطفال .

وأضاف  «منصور» لدينا معايير خاصة وقواعد فنية لقياس نسبة الملوثات ، وأناشد الأمهات بتغذية أطفالهم منزليا والابتعاد عن المأكولات الجاهزة.

وكشف أن إعلان الشعرية سريعة التحضير "الإندومي" ضد القانون، مؤكدا أن الشركة المنتجة لها لم تحصل على موافقة الهيئة حال قيامها بالإعلان عن منتجاتها، ويجب أن يتم وقف إعلاناتها، لأنها مضللة وضد القانون.

 

فساد رسمي

وقال الدكتور سامي عبد العزيز، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، إن "ما يحدث في الإعلانات هذه الأيام يعد جريمة في حق المواطن، مؤكدا أن الكثير من الإعلانات ليست كاذبة ومضللة فقط ، بل جرائم متكررة على الشاشات".

وأكد «عبد العزيز» في تصريحات صحفية أنه في أي بلد في العالم تحكم الإعلانات خاصة عن المنتجات الغذائية بضوابط وقواعد صارمة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتخطاها أحد، موضحا أنه في الولايات المتحدة الأمريكية يستحيل الإعلان عن منتج في وسائل الإعلام دون تصريح موثق من هيئة الغذاء والدواء، وكذلك الحال في دول العالم هناك هيئة معنية بالأغذية أو الأدوية.  

وكشف أن إحدى الشركات المنتجة لـ "الشيبسي" خسرت قضية رفعها مواطن لأن الشركة لم تكتب على العبوات نسبة الهدرجة، حيث يشترط القانون بجانب كتابة المكونات والعناصر الأساسية في التصنيع، أن تكتب المواد المستخدمة في التصنيع والعناصر الغذائية وأن تكون حاصلة على موافقة من الجهات المعنية، وهو ما ليس موجودا في مصر.  

ولفت «عبد العزيز» إلى أنه في الحالة السابقة دفعت الشركة تعويضا ضخما لمواطن ، لأنها لم تكتب نسبة الهدرجة على عبوة البطاطس الموجودة في الأسواق، ومن هنا يجب على المواطن أن يكون لديه من الوعي ما يكفيه لمعرفة السلع السليمة من المعيبة والتصرف السليم .

 

الشركات المخالفة

واعتبر أن طرح منتج في الأسواق، خاصة منتج غذائي مثل "الشعرية سريعة التحضير" دون الحصول على التراخيص والموافقات من الجهات المعنية يعد فسادا رسميا، ويجب وقفه فورا.

وتابع «عبد العزيز» من الكوارث أيضا ظهور أطباء أو بالأحرى أشخاص لا نعلم هم أطباء أم لا على الشاشات يتحدثون عن أنواع معينة من الأدوية مقابل مبالغ مالية تدفع للقنوات ، موضحا أنه وفقا للقانون لا يسمح بظهور طبيب أو متخصص على الشاشات ووصف علاج للمواطنين دون الحصول على تصريح من نقابة الأطباء، ولذلك يجب تفعيل القانون على الجميع .

وقال  "في الخارج لا يسمح يصرف أي صنف دواء دون روشتة مكتوبة من طبيب، مؤكدا أن تفعيل القانون كفيل بالقضاء على كل هذه الظواهر السلبية التي يعاني منها المجتمع، وأوضح أن الإعلان عن المخالفات يجعل من الشركات المخالفة عبرة لغيرها حتى لا تقدم على هذا العمل مرة أخرى، ويكون القانون سيفا على الجميع".

 

مصادرة فورية

وحذرت الدكتورة ليندا جاد الحق ، استشاري التغذية العلاجية والسمنة من خطورة الشاشات المضللة التي أصبحت يباع فيها أية منتجات حتى ولو مضرة بصحة المواطنين، بل وتشكل خطورة على الصحة، ويروج لها متخصصون أو بعض الأطباء دون رقابة من الجهات المختصة .

وطالبت د. ليندا في تصريحات صحفية وزارة الصحة بحكومة الانقلاب بالعمل على وقف هذه السموم التي تروج للمواطنين، معتبرة أن ظهور إعلان دون الحصول على الموافقات اللازمة، يشير إلى أن هناك خللا وتخطيا للجهات المعنية ومخالفة القانون.

وقالت إن "ظهور قنوات التلفاز العاملة بنظام شراء البث أو كما هو متعارف عليه "تايم شير" كان نذير شؤم، حيث أصبحت العديد من الشركات تتحكم في هذه القنوات عن طريق إما الإعلانات والدعاية، أو شراء برامج بالكامل للحديث عن منتجاتها وهي غالبا ما تكون منتجات أو أدوية لها علاقة بالمكملات الغذائية التي أصبحت تجارة عالمية لا يستطيع أحد السيطرة عليها ، نظرا لمليارات الدولارات التي تنفق في هذا المجال".

وشددت د. ليندا على ضرورة مصادرة أية منتجات غير مطابقة للمواصفات القياسية على الفور لأن ذلك يحد من انتشار هذه المنتجات مع زيادة وعي المواطن حول أضرار هذه المنتجات وتعريفه بآخر المستجدات .