“دويتش فيلله”: لافروف يزور القاهرة لكسر العزلة الدبلوماسية عن روسيا

- ‎فيتقارير

بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الوضع في أوكرانيا مع عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته سامح شكري في مستهل جولته الأفريقية الأوسع نطاقا يوم الأحد، بحسب موقع "دويتش فيلله".

وتهدف الرحلة إلى تخفيف عزلة روسيا الدبلوماسية وسط الحرب على أوكرانيا.

كما التقى لافروف بالأمين العام لجامعة الدول العربية وخاطب أعضاء المنظمة خلال زيارته التي استغرقت يوما واحدا إلى القاهرة. ومن المقرر أن يسافر بعد ذلك إلى إثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي دول شهدت مؤخرا توترا في العلاقات مع الغرب.

وتأتي هذه الجولة بعد أسبوع واحد فقط من قيام الرئيس الأمريكي جو بايدن بجولته الأولى في الشرق الأوسط. وزار الأراضي المحتلة والأراضي الفلسطينية والمملكة العربية السعودية، حيث التقى بقادة دول الخليج ومصر والعراق والأردن.

تسببت الحرب الروسية على أوكرانيا في انقسام كبير بين روسيا والدول الغربية.

ومع ذلك، رفضت معظم الدول العربية والأفريقية الانحياز إلى أي طرف، لأنها تتقاسم المصالح مع كل من أصحاب المصلحة. كما عانت الاقتصاديات الهشة في بلدان أفريقيا والشرق الأوسط أكثر من غيرها من الحرب بسبب الارتفاع الهائل في أسعار النفط وأزمة الغذاء.

وفي القاهرة، أكد كل من السيسي ووزير خارجيته شكري في اجتماعات مع لافروف على علاقات بلادهما بروسيا، ولكن أيضا الرغبة في رؤية حل سياسي ل "الأزمة في أوكرانيا".

وفي مؤتمر صحفي مع لافروف، أشار شكري إلى تأثير الحرب الروسية على الأمن الغذائي العالمي، قائلا إن الأزمة أثرت سلبا على إمدادات الغذاء وأسعار الطاقة في مصر.

وتطرق لافروف وشكري ت إلى تأثير الحرب في أوكرانيا على الأمن الغذائي العالمي وشدد لافروف على أن روسيا ملتزمة بالوفاء بالتزاماتها المتعلقة بتصدير الحبوب وفقا للاتفاق الأخير الذي توسطت فيه الأمم المتحدة والذي وقعته مع كييف يوم الجمعة. ومن شأن الاتفاق أن يرفع الحظر عن شحنة الحبوب من الموانئ الأوكرانية المتوقفة منذ غزو روسيا في فبراير.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس للأنباء عن لافروف قوله "ناقشنا المعايير المحددة للتعاون في هذا المجال، واتفقنا على مزيد من الاتصالات بين الوزارات المعنية، ولدينا فهم مشترك لأسباب أزمة الحبوب".

كما تطرق الوزير الروسي إلى العقوبات الغربية المفروضة على بلاده، داعيا الغرب إلى "الامتناع عن أفعاله في مواجهة أزمة الغذاء"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

وقال لافروف إن أوكرانيا هي المسؤولة عن فشل محادثات السلام السابقة. واتهم السلطات الأوكرانية، بما في ذلك الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بالتأكيد على أنه "لن تكون هناك مفاوضات حتى تهزم أوكرانيا روسيا في ساحة المعركة".

السيسي يعارض فرض عقوبات على روسيا

سارعت حكومة السيسي إلى الانضمام إلى الدول التي تدين الغزو الروسي لأوكرانيا في جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد فترة وجيزة من بدء الحرب في فبراير. وفي الوقت نفسه، رفض المسؤولون بحكومة الانقلاب فرض عقوبات على روسيا.

ومنذ ذلك الحين، حاولت الدولة العربية تحقيق التوازن بين اعتمادها على الحلفاء الغربيين مثل الولايات المتحدة، وعلاقاتها المتينة مع روسيا.

وباعتبارها أكبر مستورد للقمح في العالم، اعتمدت حكومة الانقلاب في المقام الأول على روسيا (وأقل من ذلك على أوكرانيا) لإطعام سكانها البالغ عددهم أكثر من 100 مليون نسمة.

قبل قيود السفر المفروضة على الروس بسبب الحرب، كانت مصر تعتمد أيضا على السياح الروس لجلب جزء كبير من عائدات السياحة، وهي العمود الفقري للاقتصاد المصري.

هذا الأسبوع فقط، بدأت شركة الطاقة الروسية المملوكة للدولة روساتوم أعمال البناء التي طال انتظارها لأول محطة نووية في مصر.

لافروف يشيد بموقف الدول الأفريقية

وقبل جولته، كتب لافروف مقالا أكد فيه حرص روسيا على مصالح الدول الأفريقية. وقد نشر في الصحف الكبرى في مصر وإثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكذلك على موقع وزارة الخارجية الروسية.

وفي مقال الرأي، نفى لافروف أن تكون روسيا هي المسؤولة عن أزمة الغذاء العالمية. وقال إن الأزمة بدأت عندما احتفظت الدول الغربية بالإمدادات الغذائية خلال الوباء وتفاقمت بسبب العقوبات الغربية على روسيا.

وقال وزير الخارجية الروسي أيضا إن بلاده "لم تلطخ نفسها بجرائم الاستعمار الدموية" و"دعمت الأفارقة بصدق في نضالهم من أجل التحرر من القمع الاستعماري".

وقال الدبلوماسي إن روسيا تدعم عالما متعدد الأقطاب تقف فيه الدول، بما في ذلك الدول الأفريقية، بشكل مستقل في وجه الضغوط الغربية. وأشار لافروف على وجه التحديد إلى أن الدول الأفريقية لا تنضم إلى العقوبات المناهضة لروسيا على الرغم من الضغوط "غير المسبوقة".

وكتب لافروف "مثل هذا المسار المستقل يستحق احتراما عميقا".

 

https://www.dw.com/en/lavrov-visits-cairo-as-russia-attempts-to-break-diplomatic-isolation/a-62576656