أثارت وفاة الطالبة بسملة أسامة، بعد أن ضربها مدرس على رأسها لارتكابها خطأ إملائيا، غضبا واسعا ودعوات لتحقيق العدالة في مصر.
وقضت بسملة أسامة علي محمد، التي التحقت بمدرسة ترانيس العرب الابتدائية في محافظة الدقهلية، ثمانية أيام في المستشفى تعاني من نزيف في المخ قبل وفاتها يوم الأحد.
ووفق التقرير الذي نشه موقع "ميدل إيست آي" ذكرت وسائل إعلام أن معلم لغة عربية يبلغ من العمر 50 عاما، يدعى سمير، ضرب بسملة على رأسها بعصا خشبية ثلاث مرات بعد أن ارتكبت خطأ إملائيا أثناء كتابتها على السبورة أمام الفصل بأكمله، المعلم معروف جيدا بحمله عصا خشبية وسلوكه العنيف تجاه الطلاب.
وغرد الناشط الحقوقي أسامة رشدي على تويتر قائلا: "ضحية جديدة من ضحايا المدارس ماتت هذه المرة متأثرة بضربها على رأسها من معلم فاقد للإنسانية هو ومن سمح له بحمل العصا القاتلة، ربنا يربط على قلوب والديها وأهلها، ويرحم مصر من المدارس البالية الخارجة عن كل معايير السلامة والرقابة والتدريب للمعلمين والإداريين بسبب شح الموارد، إن تصرف المعلم يجرده من الإنسانية وأشار إلى العصا بأنها مميتة.
وقال والد بسملة إن "ابنته عانت من نزيف في المخ ودخلت في غيبوبة بعد الهجوم، وأضاف أن مدير المدرسة حاول علاجها خطأ بدلا من استدعاء سيارة الإسعاف، مما أدى إلى تفاقم حالتها".
وأضاف والدها أن معلما آخر حمل الطفلة البالغة من العمر تسع سنوات في دراجة ثلاثية العجلات آلية وتركها خارج الباب الأمامي لمنزلها وهي تنزف وفاقدة للوعي.
واحتجز المعلم لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيق، وأوقف عن التدريس لمدة ثلاثة أشهر بعد أن تقدم والد بسملة بشكوى في مركز شرطة السنبلاوين في الدقهلية.
كما أوقف مدير مدرسة ترانيس العرب الابتدائية عن العمل لعدم إبلاغه الشرطة بالاعتداء على الطالبة الصغيرة.
وأشار "ميدل إيست آي" إلى تقديم رضا حجازي، وزير التعليم بحكومة الانقلاب، التعازي والمواساة لأسرة بسملة، قائلا إن "الوزارة لن تقبل أي تجاوز سواء من قبل المعلم، الذي يجب أن يكون قدوة للطلاب، أو من قبل أي مسؤول ينتمي إلى الوزارة".
وأضاف حجازي أن قاعة المدرسة ستحمل اسم بسملة.
وأثار الحادث موجة من الانتقادات للمعلمين الذين يستخدمون العنف والعقاب البدني على وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن تدفق الدعم للأسرة ودعواتهم للضغط من أجل تحقيق العدالة.
العقاب البدني شائع في المدارس في جميع أنحاء شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
وفقا لتقرير هيومن رايتس ووتش حول العقاب البدني في المدارس في عام 2020، في بعض بلدان المنطقة، تعرض 90 في المائة من الأطفال أو أكثر للإيذاء البدني أو اللفظي كل شهر.
في مصر، وجدت دراسة استقصائية رسمية في عام 2020 أن "ما يقرب من اثنين من كل ثلاثة طلاب مصريين تعرضوا للضرب في المدرسة بالعصي أو الأحزمة أو العصي أو السياط، في حين أن النظام القانوني في البلاد خال من أي مشروع قانون يحظر بشكل مباشر تأديب الأطفال بالعنف".
وقالت هيومن رايتس ووتش في تقريرها "على مصر إصلاح قوانينها لإزالة الإعفاءات من العقوبة على التأديب العنيف للأطفال، وعليها أن تحظر صراحة جميع أشكال العقاب البدني".
https://www.middleeasteye.net/news/egypt-outrage-school-child-dead-hit-head-teacher
