طالبت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان بأخذ الاحتياطات اللازمة لتجنيب المعتقلين ونزلاء السجون المخاطر الجسيمة والمحتملة، التي قد تهدد حياة الآلاف منهم.
ودعت الشبكة، في ختام تقريرها " تحت المجهر بين الاكتئاب والانتحار"، إلى الإقلاع عن سياسة انتهاك خصوصية المحتجزين داخل سجون مصر المختلفة، ومنحهم جميع حقوقهم التي كفلها الدستور والقانون، وأعادة دق ناقوس الخطر لما يجري بالسجون المصرية من ممارسات تتراوح بين الإهمال وتعمد إلحاق الأذى بالمعتقلين، وهي حالات تتطلب فتح تحقيق لمحاسبة المخطئين والمتورطين فيها.
وحذرت الشبكة من مخاطر تعريض سجناء بدر للإضاءة المباشرة طوال اليوم ، بعدما رصدت استمرار الشكاوى والاستغاثات التي أطلقها عدد من معتقلي سجني بدر 1 وبدر 3 حيث رصد التقرير أهم المخاطر والمشكلات الصحية التي قد يتعرض لها المعتقلون بسبب الإضاءة المستمرة طوال اليوم.
وأشارت إلى شكوى المعتقل " أنس البلتاجي " المحتجز في مركز بدر 3 خلال جلسة محاكمته الأخيرة، التي جرت عبر الفيديو من شدة الإضاءة في الزنزانة، وهي ذات الشكوى التي رفعها المعتقل علاء عبد الفتاح، الذي يتأذى من نفس الأمر داخل محبسه بسجن مجمع وادي النطرون الجديد، وموخرا اشتكى المحامي والبرلماني السابق زياد العليمي المعتقل بمركز بدر 1 من نفس السياسة التي يتبعها السلطات الأمنية بالسجون المصرية والذي وصل إلى حد العقاب والتعذيب النفسي .
شهادات الأهالي
ووثق التقرير شهادات أهالي عدد من المعتقلين بسجن بدر 1 بعد زيارتهم لذويهم مؤخرا ، وأكدوا الإيذاء النفسي الشديد، الذي يتعرض له ذووهم بسبب الإضاءة المباشرة داخل زنازينهم منذ ترحيلهم إليه في الشهور الماضية ، والتي لا يستطيعون التكيف معها حتى الآن.
وذكر التقرير أن اثنين من الأطباء والاخصائيين النفسيين أكدوا على احتمالية تعرض المعتقلين للإيذاء والأمراض النفسية والعصبية ، وخاصة إذا ما أخذنا بالاعتبار أن هناك الكثير من الضغوط النفسية والعصبية موجودة بالفعل لدى المعتقل بوجوده داخل السجن.
الإضاءة المباشرة تسبب الانتحار
كما أشار التقرير إلى التحقيق الصحفي الذي قامت بنشره صحيفة الجارديان البريطانية منذ سنوات والذي رصد المخاطر والمشاكل الصحية الجسيمة التي يمكن أن تحدث للإنسان عند تعرضه للإضاءة المباشرة على مدار اليوم، حيث جاء في تقرير الجارديان.
"في مؤتمر الضوء الدولي بجامعة ريدينج ببريطانيا والذي عقد في 1999 ، تحدث السيدة آن سيلك عن قلة الظلام والذي يسبب مشاكل طبية خطيرة ، لأنه يتعارض مع قدرة الجسم على تصنيع المواد الكيميائية الحيوية في الدماغ. ولتوضيح حديثها، عرضت صورة لزنزانة سجن مضاءة خلال الليل بإضاءة الأمن المحيط، وقالت إنها "استمعت إلى بعض العلماء الذين يؤكدون ارتباط الإضاءة بالاكتئاب، والعجز، واضطرابات النوم، وسرطان الجلد".
https://amp.theguardian.com/society/2002/sep/26/publicvoices
التقرير أكد أيضا أنه وفقا لبعض الدراسات أنه يمكن أن يتسبب التعرض للإضاءة المباشرة على مدار اليوم إلى تسرب أنواع معينة من الإشعاع من لمبات الفلورسنت، وقد يؤدي بعضها إلى استنفاد المواد الكيميائية في الدماغ مثل مادة السيروتونين، والميلاتونين. وهذا يمكن أن يتسبب في نوع من الاكتئاب الذي يؤدي في المواقف المتطرفة إلى الانتحار.
كما أن الإضاءة المستمرة قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض الصداع وإجهاد العين، والاكتئاب، واضطرابات النوم، ومن ثم الانتحار.
كاميرات المراقبة تنتهك الخصوصية
وأكد التقرير على انتهاك قوات الأمن بالسجون للخصوصية بعد تركيب كاميرات مراقبة تنقل ما يدور بين المعتقلين داخل الزنازين على مدار الساعة، مما أدى إلى سخط واسع بين النزلاء، بعد شعورهم بأنهم مراقبون في كل الأوقات، حتى أثناء نومهم، وعند تغيير ملابسهم، أو أثناء استخدام دورات المياه.