دعت صحيفة "واشنطن بوست" ضيوف مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ cop27 الذي تستضيفه مصر خلال الشهر الجاري إلى عدم السكوت على انتهاكات عبدالفتاح السيسي الحقوقية وازدراءه للكرامة الإنسانية الأساسية.
وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي "عندما ينظر الحاضرون في مؤتمر المناخ ال 27 للأمم المتحدة ، في شرم الشيخ ، إلى البحر الأحمر المتلألئ بدءا من يوم الأحد ، سيجدون بالتأكيد أن المشهد مصدر إلهام لإنقاذ الأرض، لكن عليهم أيضا أن ينظروا في الاتجاه الآخر نحو القاهرة، مقر دولة بوليسية لا ترحم في عهد عبد الفتاح السيسي، وينبغي ألا يغفلوا عن – أو يسكتوا – عن ازدراء البلد المضيف للكرامة الإنسانية الأساسية".
وأضافت الصحيفة "عليهم أن يتوقفوا لحظة ويتذكروا علاء عبد الفتاح، الناشط المصري البريطاني الذي كان زعيما للحركة المؤيدة للديمقراطية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في الربيع العربي عام 2011 وهو يقبع خلف القضبان منذ معظم السنوات الثماني الماضية، ويقضي الآن حكما بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة زائفة هي "بث أخبار كاذبة" لقد كان مضربا عن الطعام بالكاد يبقي نفسه على قيد الحياة، لكنه أعلن مؤخرا عن وقف كامل للطعام والماء، مما دفع العائلة والأصدقاء إلى الخوف من وفاته".
وأوضحت الصحيفة "يجب على رواد المؤتمر أن يسألوا لماذا يقبع بعض أولئك الأكثر استعدادا لمساعدة مصر على التعامل مع تغير المناخ وراء القضبان، ومن بين هؤلاء سيف فطين، وهو مهندس بيئي تلقى تعليمه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وكان يعمل على إيجاد حلول لمشاكل استدامة الطاقة المعقدة، وهو رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة منذ عام 2019، دون توجيه أي تهم إليه على الإطلاق، مثل آلاف الآخرين في مصر، وأحمد عماشة طبيب بيطري ومدافع عن العدالة البيئية اختفى قسرا في يونيو 2020 لمدة ستة أشهر ولا يزال في السجن، وصفوان وسيف ثابت، والد وابن قادة شركة جهينة للصناعات الغذائية، اللذان أسسا نموذجا من المزرعة إلى المستهلك وشددا على الاستدامة، لكنهما احتجزا رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة لرفضهما تسليم الشركة إلى شركة مملوكة للدولة".
وتابعت الصحيفة "عندما بدأت مجموعة من المصريين في التخطيط لمظاهرة في 11 نوفمبر، ألقي القبض عليهم واتهموا ب "الانضمام إلى جماعة إرهابية وتمويلها، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر أخبار كاذبة، والتحريض على ارتكاب جريمة إرهابية" وفقا لتقارير الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، فنظام السيسي هو منتهك منهجي لا يرحم لحقوق الإنسان، يطلق السيسي سراح جزء صغير من السجناء السياسيين بشكل دوري لتهدئة المنتقدين، لكن جانبه الحقيقي انكشف في برنامج تلفزيوني في اليوم الثاني عندما اتصل هاتفيا بعد أن تعرض لانتقادات من زعيم حزب سياسي وقال "كنت مسؤولا عن جهاز الأمن خلال عهد مبارك كرئيس للمخابرات العسكرية، وهو أمر مشؤوم "أنا مطلع على كل شيء، أعرف ماضي الجميع".
وشددت الصحيفة على أنه عند اختيار مدينة مضيفة، يجب ألا يهمل مؤتمر الأمم المتحدة السنوي المعني بتغير المناخ الزوايا المتخلفة من العالم، والتي هي أكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي والمرض والحرمان، ولكن كل من يهتم بإنقاذ الكوكب لابد وأن يهتم بنفس القدر بقضية الحرية وحتمية الوقوف في وجه الديكتاتوريين، لا يمكن تجاهل محنة السجناء السياسيين في مصر، ووصمة الاستبداد المنتشرة في جميع أنحاء العالم، بينما يجتمع المشاركون في المؤتمر على شاطئ شرم الشيخ ويفكرون في كيفية ضمان مستقبل أفضل.
https://www.washingtonpost.com/opinions/2022/11/02/cop27-egypt-abdul-fatah-al-sissi/