نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا سلطت خلاله الضوء على تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية في مصر، وتداعياتها على الأمن الغذائي.
وبحسب التقرير، دمرت ديدان الحشد محصول الذرة الذي يزرعه المواطن محمد عبد التواب، من محافظة الفيوم، نتيجة لموجات الحر المتكررة بشكل متزايد في هذه الواحة المصرية الوسطى التي تقع إلى الغرب من النيل.
وقال التقرير إنه "في السنوات الأخيرة ، ساعدت أنماط الطقس المتغيرة في ظهور الآفات التي هاجمت الطماطم والخيار والكوسة والباذنجان، وفي وقت سابق من هذا العام ، حاول عبدالتواب زراعة البرسيم ، لكن الطقس كان حارا جدا ولم تظهر أي براعم".
وقال عبدالتواب لـ"وول ستريت جورنال" وهو ينظر إلى الأرض القاحلة "إنها كارثة" يبدو الأمر كما لو أن أرضنا تحترق".
وأضاف التقرير أن المزارعين المصريين يكافح بعد أن تسببت أنماط الطقس المتغيرة في نوبات من الحرارة الشديدة بشكل غير عادي ودرجات الحرارة المنخفضة القياسية التي تقترب من التجمد.
وأوضح التقرير أن دلتا النيل تعتبر واحدة من أكثر المناطق ضعفا في العالم التي تتأثر بشكل مباشر بتغير المناخ بحلول عام 2050 ، وفقا للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، وتستمد مصر ثلاثة أخماس زراعتها من هذه المنطقة التي تعاني من التآكل والفيضانات، بالإضافة إلى تعرضها لظروف جوية متغيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن قطاع الزراعة في مصر لا يملك سوى القليل من الوسائل للتكيف مع تغير المناخ لأن البلاد في الغالب تضاريس صحراوية، فهي تستمد كمية محدودة من المياه كل عام من نهر النيل، ويعاني المزارعون في الشمال بالفعل من انخفاض التدفقات والتلوث، ويمتلك غالبية المزارعين في مصر قطع صغيرة من الأراضي، وهم فقراء جدا بحيث لا يمكنهم الارتقاء إلى ممارسات زراعية أكثر حداثة.
ونوهت الصحيفة بأن حكومة السيسي تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ المعروف باسم COP27 الذي بدأ يوم الأحد في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر، وقضايا المياه مدرجة على جدول الأعمال ، بما في ذلك ارتفاع مستويات سطح البحر الناتجة عن تغير المناخ في منطقة دلتا النيل.
وسلط مسؤولون بحكومة الانقلاب الضوء على قطاع الزراعة، في مصر والعالم، باعتباره الأكثر عرضة لتغير المناخ، وضغطوا على الدول الغنية لزيادة دعمها لمصر وغيرها من الدول النامية التي تعاني نتيجة لانبعاثات الكربون العالمية.
وتعتمد مصر على دول مثل أوكرانيا في المحاصيل المستوردة مثل القمح وتضررت من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بعد غزو روسيا لأوكرانيا، يتم بيع جميع القمح المحلي للحكومة لإنتاج الخبز المدعوم للفقراء.
وقال نادي عبد الله، وهو مزارع يبلغ من العمر 72 عاما في كوم أمبو، وهي بلدة زراعية في جنوب مصر، في العام الماضي، دمرت الظروف الجوية غير الطبيعية محاصيل المانجو والتمور والذرة والطماطم لعائلته.
وفي يوم حار مؤخرا، مع ارتفاعات وصلت إلى حوالي 110 درجة فهرنهايت، أشار عبد الله إلى شجرة مانجو صغيرة ميتة استسلمت للصقيع في الشتاء الماضي، وكذلك براعم الملفوف التي كانت تنمو ببطء أكثر مما ينبغي بسبب الحرارة.
وقال عبد الله إنه "أمر مرهق ، لا نعرف ما إذا كان ما نحصل عليه سيغطي نفقاتنا".
في وقت سابق من هذا العام، أطلقت سلطات الانقلاب استراتيجية وطنية لمعالجة تغير المناخ لعام 2050، حيث ستنفق الحكومة 113 مليار دولار على برامج التكيف، وتتوقع أن يذهب ما يقرب من نصف هذه الميزانية إلى الزراعة، على الرغم من أنها تقول إن معظم الأموال لم يتم جمعها بعد.
وحاولت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بحكومة السيسي تحسين تنبؤاتها الجوية ودعم المزارعين بأصناف بذور جديدة أكثر قدرة على البقاء على قيد الحياة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وملوحة المياه، ولكن بدلا من أي حلول فورية، يقوم العديد من المزارعين المصريين بتحميل المزيد من المبيدات الحشرية والأسمدة في محاولة للحفاظ على غلة المحاصيل، مثل هذه الممارسات ليست خطرة على صحة الإنسان فحسب ، بل من المحتمل أيضا أن تجعل ظروف الزراعة المستقبلية أكثر صعوبة حيث تتراكم المواد الكيميائية في الماء والتربة.
ويقول وليد المصري، وهو مزارع يبلغ من العمر 41 عاما في شركة لزراعة المانجو والذرة والقمح في كوم أمبو، إن "العمال لجأوا إلى مبيد حشري يسمى كوراجين لإنقاذ محاصيلهم من الذرة من ديدان الحشد الخريفية هذا العام، وحرص الفريق على التوقف عن رش النباتات قبل 30 يوما من الحصاد، لتجنب اكتشافها، وفقد حوالي 20٪ فقط من حصادها المعتاد".
وقال المصري "كانت الديدان هائلة، ليس فقط على السطح الخارجي للأوراق ولكن في الداخل أيضا ، لم ينجح أي شيء آخر هذا العام"، في إشارة إلى البخاخات التي استخدموها في الماضي.
ولفت التقرير إلى أن عبدالفتاح السيسي أطلق مشروع استصلاح أراضي يمتد على مساحة.
