قالت صحيفة الجارديان إن الساحة الفارغة المصممة لاحتواء المتظاهرين في وسط الصحراء، ومضايقة ومراقبة مندوبي Cop27 (بما في ذلك الأدلة على أن تطبيق المؤتمر الرسمي يمكن أن يتجسس عليهم)، ونقص الغذاء والماء، والمشاكل الواسعة النطاق المتعلقة بالإقامة، كل ذلك أدى إلى تقويض محاولات حكومة الانقلاب لاستخدام الحديث عن المناخ لتعزيز صورتها الدولية.
ونقلت الصحيفة عن السياسية البلجيكية سيفيرين دي لافيلي قولها، إنها احتجزت لفترة وجيزة من قبل قوات أمن الانقلاب أثناء دخولها مركز المؤتمرات لمجرد أنها حملت شارات تصور بعض السجناء السياسيين المصريين البالغ عددهم 65 ألف سجين، بمن فيهم الناشط الديمقراطي البريطاني المصري علاء عبد الفتاح. وقالت: "من الواضح أن حقوق الإنسان لا تحترم حتى في قلب مؤتمر المناخ ". مصر السيسي هي مصر قمع".
وقالت الصحيفة إن اختيار مصر لاستضافة محادثات المناخ الحيوية في منتجع النخبة النائية شرم الشيخ يعني أن Cop27 ضمنت أن الحاضرين لم يروا سوى رؤية معايرة بعناية للبلاد. ومع ذلك، فشلت رئاسة "كوب 27" في توفير الصورة العامة المقصودة لحكم عبد الفتاح السيسي. وتفاقمت الانتقادات مع تزايد الفوضى في المفاوضات في ساعاتها الأخيرة. وقال أحد المراقبين: "يصف المحاربون القدامى الآن هذا المؤتمر بأنه الأسوأ تنظيما منذ 30 عاما".
وأضافت الصحيفة أنه في البداية، جذبت سناء سيف، شقيقة عبد الفتاح، التي حضرت المحادثات للحملة من أجل حرية شقيقها، تركيزا أكبر من المفاوضات، حيث قادت الحشود في هتافات "حرروا علاء، حرروهم جميعا"، وهي كلمات سرعان ما أصبحت صرخة حشد للمجتمع المدني في شرم الشيخ.
وقال حسين بيومي، من منظمة العفو الدولية: "اعتقدت سلطات الانقلاب أن مؤتمر كوب 27 سيكون لحظتها تحت أشعة الشمس، حيث يلتقط السيسي صورا مع جميع قادة العالم". ولكن بعد ذلك، وبسبب شجاعة المدافعين عن حقوق الإنسان وسناء سيف، لم يكن الأمر يتعلق به أو برؤيته لمصر. لقد أصبح الأمر يتعلق بالواقع الذي يعيش معه عشرات الآلاف من الناس في مصر، وهي أزمة حقوق الإنسان".
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ استيلائه على السلطة في انقلاب عسكري في عام 2013، عمل السيسي على سحق أي مساحة للمعارضة، وأمضى الكاتب والناشط عبد الفتاح معظم العقد الماضي خلف القضبان، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات أخرى العام الماضي لمشاركته منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي حول التعذيب. وقال بيومي: "أعتقد أن قضية علاء أصبحت رمزية – لقد أصبحت أكبر من علاء". لقد أصبح رمزا لما تفعله سلطات الانقلاب بالسجناء السياسيين".
ولفتت الصحيفة إلى أن سلطات الانقلاب حاولت عزل قضية عبد الفتاح وحياته عن العديد من المصريين خارج مركز المؤتمرات عن الرأي العام، بما في ذلك اعتقال أكثر من 500 شخص في جميع أنحاء مصر في الشهر الماضي بسبب دعوات للاحتجاج، كما أنهم غاضبون بشكل واضح من ذكر اسم عبد الفتاح أو حقوق الإنسان، مطالبين بالتركيز فقط على محادثات المناخ.
وقال وائل أبو المجد ، الممثل الخاص لرئيس Cop27"لقد سئمنا من هذه الانحرافات المتعمدة على ما يبدو عن قضايا المناخ ، والتركيز المفرط على الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة".
ونوهت الصحيفة بأن "يونايتد إن إينسيس" تحقق الآن في المراقبة الصارخة التي تقوم بها قوات أمن الانقلاب للحضور، بما في ذلك تسجيل تصريحات سناء سيف خلال الأحداث، ووصف أبو المجد ذلك بأنه "مثير للسخرية"، مضيفا: "لماذا توجد أي مراقبة غير مرغوب فيها في حدث مفتوح؟"
اعتبر ناشط حقوقي مصري حضر مؤتمر كوب 27 أن مراقبة السلطات المبلغ عنها تتحدى علنا المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة. وقال: "لقد حان الوقت لمحاسبتهم". وقال الناشط، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه على الرغم من جهود سلطات الانقلاب، فإن Cop27 وفر أيضا فرصة نادرة لعرض حملة القمع على الحقوق في مصر للعالم الخارجي.
واختتم: "لقد نسيت الحكومة كيف تدافع عن نفسها لأنها تعتمد بشدة على القمع. لقد خسروا وخسروا بشدة وأضروا بصورتهم".
https://www.theguardian.com/world/2022/nov/20/cop27-backfires-egypt-repression-climate-summit