الموجة التاسعة.. ترقب لعودة كورونا بعد تحذيرات عالمية

- ‎فيأخبار

مع عودة كورونا في نسختها التاسعة مواكبة لأمراض الشتاء المتعلقة بالتنفس، أعلنت شركة فوكسكون Foxconn عودة مصانعها في الصين المتضررة من الاضطرابات العمالية وجائحة كورونا إلى العمل بطاقتها الكاملة في نهاية ديسمبر أو بداية يناير المقبل، مع تقارير عربية عن أقرب المتأثرين سيكون مصر والتي لم تحقق نجاحا على المستوى الصحي في التعامل مع الموجات الفائتة.

ورصدت وزارة الصحة الفرنسية خلال أسبوع واحد 59 ألف إصابة جديدة، جعلت فرنسا تدق ناقوس الخطر مع عودة كورونا بقوة قبيل أعياد الميلاد.

وتأتي الموجة التاسعة من فيروس كورونا، وسط ارتفاع كبير في عدد الإصابات نتيجة ظهور المتحور الجديد سريع الانتشار "بي كيو.1.1" (BQ.1.1).

وأعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية، السبت، عن تسجيل 145 إصابة جديدة بـ(كوفيد-19)، مقابل تعافي 194 شخصا، فيما تم تسجيل حالة وفاة واحدة، وذلك خلال الـ24 ساعة فقط.

شبح الفيروس بمصر 

موقع صحيفة "إندبندنت" العربي أعد تقريرا بعنوان "شبح كورونا يطل برأسه مجددا في مصر" بعد تحذير منظمة الصحة العالمية من ظهور متحور جديد.

وربط التقرير بين المصابين في مصر بالفيروسات التنفسية ، وارتباط الأعداد بقلق المصريين من موجة جديدة للإصابات بفيروس كورونا الذي خف الاهتمام به خلال الأشهر الأخيرة، بل إن بعضهم اعتبره انتهى.

وقال إن "التقارير تحدثت عن الإصابة بالفيروسات التنفسية مما دفع وزارة الصحة المصرية إلى تحذير فئتين من المواطنين يفضل عدم خروجهم من المنزل خلال الأيام شديدة البرودة، وهم الأطفال وكبار السن".

وأضاف أن اللقاحات في فصل الشتاء توفر الحماية وتقي شدة المضاعفات، بحسب الصحة المصرية.
مستشار السيسي للشؤون الصحية محمد عوض تاج الدين قال إن "الفيروس موجود ومستمر طالما لم تعلن منظمة الصحة العالمية انتهاء المرض".

والفيروسات التنفسية كثيرة جدا ومظاهرها الإكلينيكية متشابهة مثل العطس والرشح والزكام، مؤكدا أنه في كثير من الأحيان يكون هناك صعوبة في التفرقة بين الإصابة بكورونا والفيروسات الأخرى المعدية.

وأبدى المراقبون تعجبا من تصريح حسام عبدالغفار المتحدث باسم صحة الانقلاب الذي ذكر "أن نسب الإشغال في أقسام العزل صفر، فضلا عن أن الوفيات تسجل أقل معدلاتها منذ بدء الجائحة، نافيا وجود مؤشرات للزيادة في الإصابة المجتمعية أو العزل أو الحجز بالمستشفيات؛ بسبب إصابات كورونا، مع الأسبوع الوبائي الـ48" وذلك لأنه خلال الموجات السابقة لم يكن ذلك معيارا ، بعد أن فضل المصريون العزل في بيوتهم أو مستشفيات خاصة وعلى نفقتهم الشخصية حرصا على حياتهم بعد تهاوي المنظومة الصحية".
 

المخلوي التنفسي والفيروسات
ويبدو أن تشديد وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب الإجراءات الاحترازية (الشكلية) في المدارس بعد شكاوى الأهالي من انتشار أمراض تنفسية بين الطلاب، خصوصا الفيروس المخلوي التنفسي، وصلت إلى حد المطالبة بإغلاق المدارس وتأجيل الدراسة، وهو ما لم تستجب له الحكومة.

ولكن أيا من الإجراءات الاحترازية لم تتخذ وأقلها ارتداء "الكمامة" وتوفير زائرة صحية بالمدارس ومتابعة نظافة المنشآت بصفة دورية، مع توفير أدوات التعقيم والحفاظ على المساحات الآمنة بين الأطفال ومتابعة درجات الحرارة لديهم وتوعيتهم بالإجراءات الاحترازية والنظافة الشخصية ومتابعة غسيل الأيدي باستمرار.

ونقلت الإندبندنت عن الطبيب المختص أحمد الحداد قوله "حاليا نحن وسط انفتاح بنسبة كبيرة، وبالتالي فمعظم الفيروسات التي نسيناها وكانت سجلت نسب إصابات ضعيفة خلال السنوات الماضية بسبب الإجراءات، ظهرت من جديد".

ونصح استشاري الحساسية والمناعة بأخذ جرعة تنشيطية من لقاح كورونا وتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي والجلوس في أماكن جيدة التهوية بقدر كاف.

أما التحذير الأشد والذي يبدو وكأنه يتحدث عن مصر فهو لمدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الذي من ظهور متحور جديد قد يتسبب في حدوث حالات وفاة كثيرة، قائلا إن "هناك ثغرات في استراتيجيات التصدي لـ ’كوفيد-19‘ هذا العام تهيئ الظروف المثالية لظهور متحور جديد".

الأكثر حذرا
وبحسب تقديرات المنظمة فإن نحو 90 % من سكان العالم يملكون مستوى من المناعة ضد كورونا، إما بسبب إصابة سابقة أو نتيجة تلقي اللقاح.

ونقلت عن عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة مجدي بدران تحذيره من أن "الوباء لا يزال موجودا، وفي كل دول العالم تجب اليقظة وعدم الغرور وعدم إسقاط التدابير الوقائية، وأن الأسبوع الماضي شهد أكثر من 2.8 مليون إصابة جديدة بكورونا، فكل دقيقة يصاب 285 إنسانا بالفيروس في مكان ما في العالم، و50 يموتون كل ساعة، إذا لا يزال الوباء موجودا بعكس ما يعتقده بعضهم".

وحذر من اللجوء للمضادات الحيوية من دون استشارة طبيب، مؤكدا أنه تصرف غريب وضار وناتج من عدم فهم لطبيعة المضادات الحيوية والتي مهمتها في الأساس محاربة البكتيريا، بعكس طبيعة الأمراض التنفسية الناتجة من الفيروسات، مضيفا أن "تعاطي المضادات الحيوية من دون وعي هو تضييع للجهد والمال، وكشف لسر المضاد الحيوي أمام البكتيريا الذكية التي تزيد من مقاومتها، مما يؤدي إلى وفاة الملايين سنويا".