أكد د. أشرف غالي أمين عام رابطة علماء الأزهر الشريف بالسويد أن المعركة الآن ضد الإسلام السني في البلاد الأوروبية، كاشفا أن موقف الحكومة السويدية هو نفسه موقف الحكومات الأوروبية، حيث يعلمون أن إدعاء حرية التعبير بحرق القرآن الكريم كتاب المسلمين المقدس هو إدعاء باطل، كما أن لديهم استطلاعات تؤكد أن ما لا يقل عن 80% من الشعب السويدي لا يقبل ويدرك بطلان الإدعاء وأنهم لم يستفيدوا من الفعل فضلا عن تحققهم من الضرر الواقع عليهم جراء انتهاك مقدسات المسلمين.

وأشار “غالي” وهو يتحدث بتصريحاته الخطيرة كعالم أزهري يعتز بانتمائه، إلى برنامج (في المهجر) مع الإعلامي والفنان وجدي العربي على قناة “وطن” إلى أن هناك تيارا يريد أن يلقي بالمسلمين في البحر ، ومنها مؤسسة “سيان” وأحرفه اختصار لكلمة “طرد العرب والمسلمين من إسكندنافيا” والدول الإسكندنافية هي النرويج والسويد والدانمارك.

وأوضح أن “الانتخابات في الدول الإسكندنافية فرصة لهؤلاء لصيد الأصوات الانتخابية مع التحرض ، ولهذا كان اختيارهم للسفارة التركية التي لها موقف من السويد والدانمارك بخصوص الانضمام للناتو، وأن بعض المسلمين لا يضبطون انفعالهم فيكون رد الفعل هو ما يريده السياسي السويدي ، وبعضنا ينجر للأسف ليقع في فخ هؤلاء الناس”.

تفاوت قيمي

وعن عنصرية الغرب في هذا الجانب تناول جنسية القزم الذي أحرق القرآن راسموس بالودان (دون ذكر اسمه تقليلا من شأنه) وقال إن “السويد أعطت المجرم الدانماركي الجنسية بمجرد تقديمه على الجنسية رغم أن المحكمة السويدية حكمت عليه بسنة عندما أحرق المصحف في مرات سابقة وهو ما يمنع عنه الحصول على الجنسية.

مقابل بيانه أن المسلمين الذين يقدمون طلب الجنسية وينتظرون بين عام إلى 3 أعوام للحصول عليها شرط ألا يكون قد سجلت ضدهم أي جريمة أو يصدر بحقهم أي حكم.

موقف المسلمين في السويد
وعن موقف المسلمين في السويد فأشار إلى أن “موقفنا نحن المسلمين في السويد رغم أنه يعتدى علينا إلا أن ذلك لا يفت في عضدنا ، نقف على أرض صلبة ونحن أقوياء ، مساجدنا مفتوحة 24 ساعة، ونستطيع أن نرد بكافة الطرق واخترنا أن نرد بمظهر يليق بالدين الإسلامي الذي ندعو إليه ورسولنا وقرآننا (طريقة الفهم)”.
 

وأكد أنه ليس هناك ميل للعنف بالمطلق من المسلمين الذين يعيشون في هذا البلد.

وعن البدائل التي يرد بها المسلمون أكد أنهم في مؤسسات وجمعيات وروابط المسلمين “طالبنا الشباب المسلمين في السويد بدلا من استخدام العنف والتوجه للحرق أو مواجهة الشرطة ثم التخريب الذي يعقب هذه الدعوات، دعوتنا كانت طلب إذن ترخيص من السلطات بربع ساعة في نفس مكان الحرق بإحضار سماعة للاستماع للقرآن “.

وأضاف “كما دعونا إلى عمل معارض لعرض المصحف والكتب الإسلامية وأخذ رخصة لذلك إضافة لتوزيع ترجمات معاني القرآن الكريم.”.

وبشّر موضحا أنه منذ بدأت جرائم حرق القرآن الكريم بإدعاء حرية التعبير فإن نسخ القرآن الكريم الأصلية والمترجمة باتت الأكثر توزيعا ومبيعا فلا يباع كتاب أكثر منه في الدول الإسكندنافية.

 

 

بيان هادئ
وأشار إلى أنه عضو في “المجلس السويدي للأئمة” وأنهم في حالة انعقاد دائم منذ وقوع الحادثة بل ومنذ التحضير لها، الأحداث منذ بدأت، أصدر المجلس بيانا هادئا توجهوا به للداخل السويدي (المسلمون في السويد-الحكومة السويدية-الإعلام السويدي – المجتمع بشكل عام) ، محتفظين للسياسيين بالحق في التعبير عن ردهم بالرفض لما حدث أو بما يرونه.

وأوضح “استنكرنا في بياننا الحادث البشع واعتبرناه جريمة ضد القرآن ، ووجهنا سؤالا للشرطة السويدية التي تتقاضى رواتبها من ضرائب السويديين والمسلمين جزء منهم (لا يمكن أن تأخذوا ضرائبنا وتحرقوا مقدساتنا) كيف تمنحون الحرية لقزم صغير وظفه البعض ضمن إطار مدعى (الحرية ضد المسلمين)”.

وتابع  “أشرنا إلى علمنا أن غالبية المجتمع يرفض هذا الحرق وما سبقه مما سيلحقه، وطالبنا المجتمع المسلم ألا يتوجه للعنف بل أشرنا إلى أن الرد القانوني سيكون الطريق على ما يحدث مع وضع إشارة إلى أهمية محاربة التطرف من الجميع”.

أزمات لا تنفك
وحمل الشيخ أشرف غالي بعض بلدان العرب والمسلمين المسؤولية وقال إن “الأزمات ستتوالي ولم تتوقف ولكن سيتشر الإسلام لا محالة فهو كلما هوجم أشتد ووجه المسؤولية إلى بعض البلدان العربية دون تسمية مشيرا إلى تحريض غير مباشر وتأييد إجراءات التضييق نقول لهم (لا تساعدوا الأوروبيين علينا) “.

وفي إشارة لما يحدث في مصر والإمارات والسعودية قال ملمحا  “كيف يحكم على حملة القرآن بالمؤبدات والإعدام ويلقون في سجون العرب والمسلمين ، حرمة المؤمن بإعدامه أو فتنه عن دينه أشد عند الله من حرمة الكعبة بل هو أشد من حرق القرآن”.

وأكد “إنفاق أموال كثيرة من الداخل والخارج (الدول العربية) تحت عناوين هراء منها “تجفيف منابع الإرهاب”، و”أقفلوا المساجد” و”اعتقلوا الدعاة”، و”احرقوا المصاحف”.

 

Facebook Comments