“مالناش دعوة”.. صراع ذئاب بين الجيش والسعودية والإمارات على ثروات المصريين 

- ‎فيعربي ودولي

ما إن أعلن شيطان الإمارات محمد بن زايد البيان الختامي لقمة أبوظبي، حتى طرح المراقبون تساؤلات عن أسباب غياب ولي العهد السعودي، المنشار محمد بن سلمان، وتكهن البعض بوجود خلافات بين السعودية وحليفتها في الشر الإمارات، وأكد آخرون أن السعودية غابت لوضعها شروطا جديدة في ملف المساعدات لعصابة السفاح السيسي، فيما لفت فريق ثالث إلى أن الخلافات أدت إلى وقف إجراءات تسليم جزيرتي تيران وصنافير.

ماذا هناك؟
"قولنا لكم يا سعوديين الانقلابيين شوية مرتزقة ، إذا كانوا قبلوا يقتلوا مصريين زيهم هيبقى فيهم خير معاكم؟" هكذا فسرت إحدى الناشطات في مصر على حسابها في موقع تويتر، ما يجري من صراع ذئاب بين رفاق الانقلاب الجيش والإمارات والسعودية.
وكان موقع "أكسيوس" الأمريكي نقل الشهر الماضي عن مصادر أمريكية وصهيونية أن عصابة الانقلاب بمصر أوقفت تنفيذ بيع جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية وحكومة الاحتلال، وأكد المسؤولون الصهاينة لموقع أكسيوس أن "الاتفاق، بما في ذلك انسحاب القوة متعددة الجنسيات من الجزر، لن يتمّ تنفيذه بحلول نهاية الشهر الجاري بسبب التحفظات المصرية".
وأضافوا إنهم "يعتقدون أن مصر تعطل الصفقة بسبب قضايا ثنائية بين الولايات المتحدة ومصر، بما في ذلك المساعدة العسكرية الأمريكية".
ويُمكن بالاستناد إلى كل هذه المعطيات الاستنتاج بأن العلاقات المصرية السعودية تتعرّض لاهتزاز غير مسبوق منذ استيلاء السفاح السيسي على الحكم عام 2014.

من جهته يقول الكاتب الصحفي سليم عزوز  "لقد وضع وزير المالية السعودي النقاط فوق الحروف على هامش مؤتمر دافوس بقوله، غيرنا طريقة تقديمنا للمساعدات والمنح، فقد اعتدنا أن نعطي دون شروط، والآن لن نقدم منحا ومساعدات دون رؤية إصلاحات" ومن طلبه بترولا يبيعه، إلى قوله  "أزمتنا مادية بالأساس، يوشك المريب أن يقول خذوني، فالأمر مرده هنا إلى المال، ولا نعرف كيف لا يجد القوم غضاضة من ذكر أن أزمتهم مادية، فمن بدد أموالهم وما دفعه الخليج للسيسي لم يدفعه لمصر على مدى النصف قرن الماضي، فهل هي أزمة السعودية أم أزمة مصر؟".

وتابع عزوز "ليس عندي دفاع عن السعودية، غاية ما في الأمر أنني أحاول أن أسبر أسباب هذا القصف غير المتبادل، وغير المسبوق. وقد انتقل هذا القصف من أن يكون مدخله في البداية عمرو أديب، ثم أصبح مدخله حفلة غنائية نُظمت في السعودية، وليست هي الأولى من نوعها، لنعيد السؤال، ماذا هناك؟".

مضيفا "لقد وضع وزير المالية السعودي النقاط فوق الحروف على هامش مؤتمر دافوس بقوله "غيرنا طريقة تقديمنا للمساعدات والمنح، فقد اعتدنا أن نعطي دون شروط، والآن لن نقدم منحا ومساعدات دون رؤية إصلاحات".

وقال عزوز  "ورغم أن دولا أخرى قد تكون معنية بذلك، مثل لبنان مثلا، لكن الإجماع يكاد يكون منعقدا بين الأطراف كافة أن المستهدف بالرسالة هم أهل الحكم في القاهرة، وهي رسالة كاشفة وليست منشئة للخلاف، وإن جاءت بعد هجوم الثلاثي، وقبل هجوم رابعهم.

ويمضي عزوز بالقول إن "البعض يعتقد أن الأزمة مردها إلى أن القوم في مصر ماطلوا في تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، لكن في تقديري أن التوقف السعودي عن تقديم المنح والمساعدات سابق على المماطلة (إن صحت) والتي لا ترتب أثرا قانونيا، فالبرلمان والقضاء هما من قضى بحق السعودية في الجزيرتين، وبالتالي فإن أي مماطلة لا معنى لها، ويمكن وقفها بإجراء قضائي دولي من أول جلسة، ولا تبدو السعودية معنية أصلا بالجزيرتين، فالتنازل خدمة للأمن القومي الإسرائيلي بالأساس".

في حب إسرائيل
وكشف موقع “جلوبس” الصهيوني أن السعودية ستسمح للسياح الإسرائيليين بقضاء إجازة في جزيرتي تيران وصنافير، اللتين اشترتهما من عصابة الانقلاب بمصر، وأكد الموقع أن السعودية تعتزم بناء جسر بري يربط بين المملكة ومصر، سيسهل انتقال الإسرائيليين إلى الجزيرتين.
من جهته يقول الكاتب الصحفي جمال سلطان "ملخص النقد السياسي غير المسبوق، الذي يتكرر الآن من كتاب كبار مقربين من القيادة السعودية ، أنهم غاضبون من أن مليارات الدولارات التي أرسلتها المملكة لمصر انتهت إلى جيوب قادة كبار في الجيش وآخرين متنفذين في أعلى هرم السلطة ، ولم يستفد الشعب المصري ولا الدولة المصرية منها شيئا".

ويقول الحقوقي عمرو عبد الهادي  " الخناقة بين نظام محمد بن سلمان والنظام المصري هي خناقة في حب إسرائيل ولتنفيذ أوامر أمريكا لتأخير تسليم مصر تيران وصنافير للسعودية ، إنما لو دفعت السعودية ١٥٠ مليون دولار هترجع المياة لمجاريها لأن ما يجمعهم أكتر مما يفرقهم".

وتقع جزيرتا تيران وصنافير عند مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وكانتا تابعتين للسيادة المصرية قبل أن تتنازل عنهما عصابة الانقلاب للسلطات السعودية بناء على اتفاقية تعيين الحدود البحرية الموقعة في العام 2016، والتي لاقت جدلا واسعا حول السيادة على الجزيرتين بين البلدين ومعارضة شعبية في الشارع المصري وأمام القضاء.
تم تجريد جزيرة تيران من السلاح وفقا لاتفاقية التطبيع لعام 1979، ومع ذلك فهي تحمل أهمية استراتيجية كبيرة لأنها تشكل الممر الرئيسي إلى البحر الأحمر حتى ميناء قرية أم الرشراش المصرية المحتلة والتي تسمى إيلات، المركز الاقتصادي والتجاري الصهيوني، بالإضافة إلى ميناء العقبة في الأردن.

وذكر موقع "جلوبز" أن توقيع الاتفاق على الحدود البحرية بين عصابة الانقلاب والسعودية كان بشروط صهيونية، على ألا يتعارض نقل الملكية مع اتفاقية "كامب ديفيد" بين العسكر والكيان الصهيوني، والتي تقضي أن تعمل قوة متعددة الجنسيات على الجزيرتين.