كشفت الرسالة الثامنة المُسرّبة من داخل سجن بدر 3 عن استمرار الانتهاكات بحق 500 معتقل مازالوا محتجزين في ظروف مأساوية لا تتوافر فيها أي معايير لسلامة وصحة الإنسان.
وأوضحت أنه مازال يوجد داخل سجن بدر3 نحو 500 محتجز معزولين عن العالم ومحرومين من كل مقومات الحياة، إلا القليل من الطعام الرديء الذي لا يكفي لإقامة صلب طفل في المرحلة الابتدائية بعد ترحيل أكثر من ثلثي قوة السجن.
وذكرت الرسالة التي رصدتها عدد من المنظمات الحقوقية أن مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون دخل على أحد الشباب وسبه بألفاظ نابية وقال له لفظا "الشعب 108 مليون أنتم فاكرين الـ 500 دول فارقين مع السيسي إحنا ممكن نقتلكم" .
وعقب ذلك بدأت إدارة السجن بقيادة مسؤول أمن الدولة لمنطقة بدر (يحيى زكريا) باتباع سياسة الموت البطيء، حيث تم نشر المعتقلين على جميع غرف السجن وأصبحت الغرف يسكنها فردين بعد أن كانت هناك غرف يسكنها 20 فردا وتم أخذ كل مقومات الحياة منهم سوى ما ينامون عليه وملبسهم فقط.
وقالت الرسالة "الوضع الآن كل 2 معتقلين في زنزانة عكس قوانين السجن، وتم وقف كل حقوقهم من أدوات نظافة وكمية طعام غير كافية، الطعام قليل جدا وغير آدمي، وتم وقف ما يسمى بالكافيتريا ، وهي وجبات نشتريها بسبب قلة كمية الأكل، وتم وقف الصابون والقصافات وماكينات الحلاقة، والآن يتم الضغط علينا بالمرضى".
وتابعت "الإدارة الآن لا تستجيب لأي حالة استغاثة مرضية حتى بعد الخبط على الأبواب لساعات لا يتم الاستجابة وأصحاب الأمراض المزمنة لا يتم صرف العلاج الدوري لهم ويتم صرف كمية قليلة جدا نوع من كل 4 أنواع بكمية لا تكفي الشهر، بعد أكثر من طلب لمأمور السجن محمود الجمل أو رئيس المباحث محمد حسن".
وتابعت الرسالة "ما يحدث معنا الآن هو محاولة قتل بالبطيء ، معظمنا أصبح لايقوى على التحرك من مكانة بسبب الشعور بالدوخة لضعف التغذية ومحاولات الانتحار لازالت مستمرة، هناك أخ منذ 5 أيام قام بشنق نفسه وأخرجته القوات من غرفته محمولا لايتنفس وآخر ما قاله عنه ضابط الأمن الوطني فى نفس اليوم إنه على جهاز التنفس الصناعي، وبعدها تم ترحيل كل من في العنبر ولا أحد يعلم عنه أي شيء ولا عن حالته الصحية".
وأختتمت الرسالة "أيها العالم لا تتخل عنا لا يمنعهم من قتلنا سوى كلامكم عنا، أيها العالم مازال هناك 500 فرد في سجن (مقبرة) بدر 3 يموتون بالبطيء، أيها العالم مازلنا نتنفس".
https://www.facebook.com/Najda4humanrights/photos/a.1490506374531085/3524777051103997/
يشار إلى أن سجن بدر الذي افتتح مؤخرا يعرف بـ"العقرب الجديد" لما ينسب له من انتهاكات لإدارته في حق النزلاء السياسيين من معتقلي الرأي.
وكانت منظمات حقوقية نشرت عددا من الرسائل في وقت سابق من سجن بدر توضح معاناة المئات من المعتقلين داخل مركز بدر 3، مما دفع المعتقلين إلى الإضراب عن الطعام؛ كما أقدم عدد منهم على الانتحار، وإشعال النيران في البطاطين من أجل انتزاع حقوقهم الإنسانية المسلوبة بأوامر سيادية، بعدما منع الأمن الوطني عنهم الزيارات لسنوات تصل في بعض الحالات إلى 7 سنوات.
ومؤخرا طالبت 38 منظمة حقوقية مصرية ودولية فى بيان مشترك صادر عنها بتشكيل آلية أممية مستقلة تتولى مراقبة وتقييم أوضاع حقوق الإنسان في مصر؛ يتم تكليفها بالتحقيق والإبلاغ الانتهاكات في أماكن الاحتجاز، وحذرت سلطات النظام الانقلابي في مصر من العقاب الجماعي في سجن بدر.
كما طالبت بإرساء المزيد من الشفافية في نظام السجون المصرية، والسماح بالوصول المستقل والدولي للسجون بجميع أقسامها ومرافقها وتفقد أوضاعها، وخاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
أيضا طالبت بإلغاء قرار وزير العدل بحكومة الانقلاب رقم 8901/2021، الذي يبيح عقد جلسات تجديد الحبس الاحتياطي دون حضور المحتجز للمحكمة.
وشددت على ضرورة استئناف الزيارات للسجناء طبقا لمواد لائحة السجون، وإلغاء الضوابط الخاصة بالزيارات السارية منذ أغسطس 2020 بسبب تفشي جائحة كورونا وقتها.
وأعربت المنظمات عن بالغ قلقها إزاء الانتهاكات الصارخة والجماعية لحقوق الإنسان في مركز "بدر" في ظل الأنباء الأخيرة بشأن محاولات الانتحار المتكررة وحالات الإضراب عن الطعام بين المعتقلين، كنتيجة لهذه الانتهاكات.
وأكدت أنها لم تتمكن حتى الآن من التحقق بشكل كامل من هذه الأنباء بسبب الافتقار للشفافية ورفض سلطات النظام الانقلابي في مصر السماح بتفقد المنظمات الحقوقية المستقلة لأوضاع السجون، فضلا عن حرمان الأهالي من حق الزيارة.
ودعت المنظمات المجتمع الدولي، بما في ذلك حلفاء مصر المؤثرين والأمم المتحدة والهيئات الفاعلة في المجتمع المدني الدولي، لمطالبة سلطات النظام الانقلابي بالشفافية فيما بتعلق بأوضاع السجون في مصر.
وكررت المطالبة بضرورة السماح للجنة الصليب الأحمر الدولية ولجماعات حقوق الإنسان المستقلة بتفقد السجون ومرافق الاحتجاز؛ وفتح تحقيقات مستقلة في مزاعم ارتكاب مخالفات وانتهاكات جسيمة داخلها؛ ومحاسبة مرتكبيها.