بدلا من مطالبة الناس بالتوبة والرجوع إلى الله والإيمان بطلاقة قدرته وقوته، والإذعان لأحكامه وتعاليمه؛ طالب خالد الجندي ـ الشهير بشيخ السلطة ـ جموع المصريين بالركوع والانحناء للجنرال الدكتاتور عبدالفتاح السيسي؛ وذلك في سياق تعليقه على حجم الدمار الهائل الذي شهدته المغرب بعد الزلزال وليبيا بعد الفيضان. وراح الجندي في برنامج "«لعلهم يفقهون» على قناة «dmc»، الأربعاء 13 سبتمبر 2023م، يصنع معزوفة نشاز من التملق والتزلف والنفاق؛ تمجد فيما أسماه بمشروعات البنية التحتية التي أنشأها السيسي في مصر، وقال الجندي: «ما حدث في ليبيا والمغرب يجعلنا نتيقن أن مشروعات البنية الأساسية هي العمل الصالح.. ويجعلنا يجب أن ننحني أمام الرئيس السيسي بسبب هذه المشروعات ومبادرة حياة كريمة».
وأضاف الجندي: « الدمار الذي شهده المغرب وليبيا جراء كارثتي الزلزال والفيضانات (تواليا)، تؤكد أهمية مشروعات البنية الأساسية في مصر». متابعا: «قعدوا يوجعوا دماغنا بالكلام عن الطرق والكباري.. شوفوا اللي حصل في المغرب وليبيا.. شوفوا قلة الطرق وقلة الكباري عملت إيه.. شوفوا ضعف البنية الأساسية عمل إيه.. شوفوا عدم الالتفاف حول القيادة السياسية عملت إيه».
وأضاف: «ما حدث في ليبيا والمغرب يجعلنا نتيقن أن مشروعات البنية الأساسية هي العمل الصالح.. ويجعلنا يجب أن ننحني أمام الرئيس السيسي بسبب هذه المشروعات ومبادرة حياة كريمة». وأشار إلى أن الزلازل والأعاصير والبراكين وغيرها من الكوارث الطبيعية، لا يمكن أن تنتهي في حكم رئيس بعينه، موضحا أنه لا توجد أي دولة في العالم مهما كانت متقدمة، بمقدورها منع حدوث مثل هذه الكوارث. واعتبر أن تُقدُّم الدول يُقاس بمدى قدرتها على التعامل مع الكارثة وتقليل الخسائر الناجمة عنها، مشيرا إلى أن هذا الأمر يؤكد أهمية مشروعات البنية الأساسية التي نفذتها الدولة، والتي لا تزال في حاجة للمزيد منها.
وتعرضت عشرات الطرق والكباري الحديثة في مصر للتلف والدمار النسبي جراء سقوط أمطار خفيفة. وتصاب حياة المصريين بشلل تام حال أمطرت 10 دقائق بغزارة. وحسب مراقبين فإن من رحمة الله بالمصريين عدم وقوع زلزال كما جرى في المغرب او فيضان كما جرى في ليبيا وإلا فإن عدد الضحايا كان سيقدر بمئات الآلاف وليس بالآلاف فقط في المغرب وليبيا.
وتعرضت ليبيا يومي الاثنين والثلاثاء (11 و12 سبتمبر 2023) لعاصفة دانيال التي تسببت في تدمير سدين وحدوث فيضان أسفر عن مقتل نحو 7 آلاف و10 آلاف مفقود وتشريد نحو 30 ألفا. وشهدت المغرب يوم 8 سبتمبر زلزالا مدمرا بقوة "6.8" بمقياس ريختر أسفر عن مقتل نحو ثلاثة آلاف وإصابة نحو يام
5530 آخرين، وفق حصيلة نُشرت مساء الاثنين 14 سبتمبر. وتشرت الآلاف بعدما تهدمت بيوتهم في إقليم الحوز الممتد في معظمه على جبال الأطلس الكبير، حيث فاقمت الانهيارات الأرضية صعوبة الوصول إلى القرى المنكوبة.
ومعروف عن خالد الجندي نفاقه الواسع للسلطة؛ والدفاع عن مواقفها وسياساتها عل الدوام؛ وحين كان النظام يمجد في الفرعونية ويعمل على تهميش الإسلام استعان بخالد الجندي ومن على شاكلته من أمثال أسامة الأزهر وسعد الدين الهلالي وعلي جمعة والسلفي محمد الزغبي وغيرهم وكذلك الاستعانة بعدد من علماء المصريات المتخصصين في التاريخ المصري القديم من أجل غسل سمعة الفرعونية كنظام وحضارة.
وادعى خالد الجندي خلال برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع عبر فضائية "دي إم سي" في 23 يوليو 2019م، أن الفراعنة، "من أنظف مخلوقات الله في الأرض". مستنكرا ما وصفها بنظرة البعض المستهجنة للفراعنة، قائلًا: "هي الفراعنة كلمة عيب؟ يا أخي عيب عليكم، ده أنتم حتى مقرأتوش القرآن". وللتدليل على رأيه الشاذ الذي يناقض صريح القرآن، يقول الجندي الذي سبق أن أبدى فخره بأنه أحد مشايخ السلطة، إن "الفراعنة كان فيهم ناس أتقياء، التاريخ الإنساني ماشفش زيهم، عيب لأنهم هيمسكوا في رقبتكم يوم القيامة، دول طلعوا سيدة نساء أهل الجنة بعد مريم، امرأة فرعون، أنتم مالكوا كده بتستعروا من الفراعنة". وتابع: "دول أنضف مخلوقات الله في الأرض، وأعلى منظومات التوحيد اللي عرفت في تاريخ البشرية، ولازم نتكلم عنهم باحترام أكتر من كده، لأن فيهم أولياء لله صالحين، وبنتشرف إننا بننتمي إليهم".!
ثم تتابعت تصريحات الجندي خلال نفس البرنامج في نفس السياق الذي يمجد فيه في الفرعونية والفراعنة. ففي حلقة 09 ديسمبر 2019م يزعم خالد الجندي أن الفراعنة كان عندهم أعلى درجات الإيمان. وفي حلقة 21 يناير 2021 يزعم أن الفراعنة أجمل نسب في القرآن الكريم بعد الانتساب إلى الله. وفي حلقة 05 إبريل 2021م يدعي أن الفراعنة ليسوا كفارا وكان منهم أولياء لله. وفي حلقة 21 يونيو 2021م يزعم أن : أعلى فئة مؤمنة وردت في القرآن الفراعنة. ولم يقدم الجندي دليلا واحدا يدعم مزاعمه التي تناقض صريح القرآن.