لأول مرة قرار لمجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة فهل تلتزم إسرائيل ؟

- ‎فيعربي ودولي

 

لأول مرة، منذ اندلاع العدوان الصهيوني على غزة، قبل نحو 6 أشهر، تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعدما أحجمت الولايات المتحدة -الداعم الرئيسي لتل أبيب- عن استخدام حق النقض الفيتو هذه المرة، في حين ألغى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ،زيارة وفد إسرائيلي إلى واشنطن احتجاجا على امتناع الأخيرة عن التصويت.

 

وطالب القرار الذي قدمه الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن، بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مع التأكيد على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات والمطالبة بإزالة جميع العوائق أمام تسليمها.

 

وتم اعتماد القرار بموافقة 14 من أعضاء المجلس الـ15، مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت.

 

ويطالب القرار الذي يحمل الرقم 2728 بوقف فوري لإطلاق النار في غزة في رمضان تحترمه الأطراف، ويؤدي إلى وقف ثابت ومستدام.

 

كما يدعو النص إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ويطالب الطرفين بالامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الدولي بشأن جميع الأشخاص المحتجزين.

 

وخلال الجلسة نفسها، أخفق المجلس في اعتماد تعديل طلبته روسيا لإضافة عبارة “وقف دائم” لإطلاق النار.

 

وكانت روسيا والصين قد استخدمتا يوم الجمعة الماضي حق النقض لإسقاط مشروع قرار أميركي يدعو إلى وقف لإطلاق النار في إطار صفقة لإطلاق سراح الرهائن، وهي صياغة وصفتها الدول العربية وموسكو وبكين بالمسيّسة والغامضة، حيث كانت تركز على ادانة حماس فقط، وتطالب بالافراج عن الرهائن الاسرائيليين، دون التفات لحجم الكوارث الأخرى التي يواجهها الفلسطينيون.

 

وقد سبق للولايات المتحدة أن عارضت بشكل منهجي مصطلح “وقف إطلاق النار” في قرارات الأمم المتحدة، وعرقلت 3 نصوص في هذا الإطار منذ بداية الحرب.

 

وبعد انتهاء الجلسة، قال مندوبو الدول غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن خلال مؤتمر صحفي إنهم يأملون أن تلتزم جميع الأطراف بتنفيذ القرار الدولي لتخفيف المعاناة في غزة.

 

وردا على القرار، قال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي: إن “بنيامين نتنياهو ألغى زيارة وفد إسرائيلي لواشنطن بعد امتناعها عن التصويت على القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي”.

 

من جهته، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: إن “الامتناع الأميركي عن التصويت على قرار مجلس الأمن لا يمثل تحولا في سياستنا، ولم نصوّت لصالح القرار واكتفينا بالامتناع عن التصويت لأن الصيغة النهائية لا تتضمن التنديد بحماس”.

 

وأضاف كيربي “إذا قرر الإسرائيليون عدم القدوم إلى واشنطن، بسبب تصويت مجلس الأمن فسنستمر في التواصل معهم لإيصال آرائنا”.

 

وقال البيت الأبيض: إن “قرار الحكومة الإسرائيلية عدم إرسال وفد إلى واشنطن لتبادل الآراء بشأن العملية المزمعة في رفح مخيب للآمال”.

 

من ناحية أخرى، رحبت حركة المقاومة الإسلامية حماس بقرار مجلس الأمن، ودعت المجلس إلى الضغط على الاحتلال للالتزام بوقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد شعبنا.

 

وأكدت الحركة ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يؤدي لانسحاب جميع قوات الاحتلال وعودة النازحين، كما أكدت استعدادها للانخراط في عملية لتبادل الأسرى فورا تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين.

 

4 كلمات لتمرير القرار

وبحسب المعلومات، فقد سعى رعاة القرار إلى إدراج عبارة “وقف إطلاق نار مستدام” أو permanent sustainable ceasefire، في مشروع القرار، وهو الأمر الذي رفضته الولايات المتحدة، وكاد إدراجه في القرار سيؤدي إلى استخدامها الفيتو.

 

 ولهذا السبب، تم في النص النهائي استبدال تلك العبارة بأخرى هي “الدائم غير المطلق” فحلت كلمة lasting محل permanent، وفقا لما ذكره موقع روسيا اليوم الإخباري.

 

وأدى هذا التغيير للكلمة إلى امتناع الولايات المتحدة عن استخدام الفيتو، والاكتفاء بالامتناع عن التصويت على مشروع القرار الذي أغضب إسرائيل رغم أن مندوبة أميركا لدى مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد اعتبرته غير ملزم لإسرائيل، فيما اعتبره جون كيربي، رئيس مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في مؤتمر صحفي قرارا غير ملزم، وبالتالي لن يكون له أي تأثير على الإطلاق على قدرة إسرائيل على مواصلة ملاحقة حماس.

 

ويأتي القرار، في توقيت بالغ الحطورة، إذ تسعى إسرائيل لإطلاق عملية عسكرية شاملة في رفح المجاورة للحدود المصرية، وسط تحذيرات عدة من مخاطرها واحتمالية وقوع ضحايا مدنيين كثر، حيث يتكدس بمنطقة رفح أكثر من مليون وثلثمائة فلسطيني، فيما يعاني النازحين ازمات نقص الغذاء والمياه، والقصف العشوائي.

 

ولعل القرار قد يوقف التحركات الإسرائيلية نحو رفح، خلال شهر رمضان على الأقل، إذ ينص القرار على وقف الحرب في شهر رمضان، وهو ما يحتم على الأطراف الدولية والإقليمية ممارسة ضغوطا موسعة على إسرائيل  لإلزامها بالقرار الدولي والذهاب نحو مفاوضات  للتوصل لهدنة أطول وصولا لوقف للقتال، تشترطه حماس، رافضة التفاوض حول الأسرى تحت ضغط النيران.

 

وكانت حماس قد أطلقت رشقات صاروخية مساء أمس الاثنين على أشدود الإسرائيلية من وسط قطاع غزة، في رسالة مدوية، على امتلاكها قدرات صاروخية مزلزلة ما زالت قادرة على استخدامها، رغم القتل والتدمير والحصار الذي تنفذه إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، وهو ما أوقع أكثر من 32 ألف شهيد وأكثر من 79 ألف مصاب.

 

ويبقى القرار اختبار ا للمجتمع الدولي، وقدرته على الفعل في مواجهة إسرائيل.