يتداول فلسطينيو غزة على نحو واسع مجريات عملية عسكري برية منذ ساعات ليل أول ايام العيد الأربعاء واستمرت اليوم الخميس وسط اشتباكات عنيفة واستهدافات للمدنيين في محيط مخيم النصيرات.
وأعلن جيش الاحتلال عن عملية عسكرية برية في منطقة وسط قطاع غزة وتحديداً مخيم النصيرات بعد زعمهم وجود كتيبة رابعة لحماس لم يتم تفكيكها وانهاء قدراتها العسكرية!
وأكد صحفيون ومحللون عسكريون أن المعارك بين المقاومة وقوات الاحتلال تتركز بمنطقة جسر وادي غزة شمال النصيرات وسط قطاع غزة.
وأضاف بعضهم أنه لا يوجد أي تقدم صهيوني آخر في هذا المحور، ولا توغل في النصيرات، ويشهد الجسر ومحيطه اشتباكات بين فينة وأخرى منذ نحو 10 ساعات.
وعن آخر التطورات من شمال مخيم النصيرات، قال اللواء فايز الدويري المحلل العسكري على قناة الجزيرة عبر (اكس): “حذرت في تغريدة سابقة أن جيش الاحتلال بعد إنسحابه من خان يونس أنه سيعود لتنفيذ عمليات عسكرية في قطاع غزة وحددت الأماكن المحتملة لتلك العمليات ومن بينها المنطقة الوسطى / منطقة المخيمات”.
وعبر (@FayezAldwairi) اضاف أن العدو “.. بدأ في تنفيذ عملياته كما أعلنت الفرقة162 عن بدء تنفيذ عمليات في مخيم النصيرات، وسيتلوها عمليات أخرى في مناطق مختلفة من خان يونس ودير البلح ومدينة غزة، لان عملياته السابقة فشلت في تحقيق أهدافها العسكرية”.
ومن قلب جباليا، قال الصحفي محمد النجار عبر (اكس) أن الجيش سير “عملية محدودة” في محيط مخيم النصيرات بدأت الليلة الماضية بأحزمة نارية متتالية، واستهدافات مركزة.
ورأى @MohmedNajjar88، أنه “عمليا لا يوجد ما يشي بأن هذه العملية ستتوسع لاجتياح كامل نحو النصيرات حاليا، فالقوة الموجودة وسط القطاع هي لواء واحد ضمن فرقة 162 المتمركزة وسط القطاع لهدف أساسي هو منع السكان من التنقل بين شمال القطاع وجنوبه، وهي القوة الوحيدة المتبقية للجيش داخل القطاع، وهي قوة غير كافية لبدء هجوم مركز على معقل كتائب حماس في المنطقة الوسطى”.
وأشار إلى أن “هدف العملية الحالية فيما يبدو هو منع المقاومة من توجيه ضربات قاسية للقوات المتمركزة من الجانبين، مدينة الزهراء من جهة غزة، والمغراقة من جهة النصيرات، فالقسام أعلنت خلال اليومين الماضيين عن استهداف القوات ومراكز القيادة بعشرات قذائف الهاون ما يجعلها أهدافا ثابتة، وصيدا ثمينا للمقاومة”.
تسلسل العملية البرية
المحلل في الشان الدولي أدهم أبو سلمية رصد عب (اكس) مجريات الهجوم الصهيوني الجديد على مخيم النصيرات والذي تكرر خلال ال187 يوم من العدوان على قطاع غزة المحاصر قبل نحو 17 عاما.
– ليلاً، الاحتلال نفذ أحزمة نارية مكثفة على شمال مخيم النصيرات.
– الاحتلال قصف مسجد ذو النورين في أرض أبو غولة غرب النصيرات.
– الاحتلال قصف مسجد معاذ بن جبل في أرض عائلة درويش شمال مخيم النصيرات.
– الطيران المروحي يطلق نيرانه شمال وغرب مخيم النصيرات.
– الاحتلال دمر عدداً إضافياً من الأبراج السكنية في مدينة الزهراء شمال مخيم النصيرات.
– مدفعية الاحتلال قصفت أحد أبراج الصالحي شمال النصيرات.
– صباحاً، 5 شهداء بقصف مدرسة وشقة في أبراج الصالحي بالنصيرات.
– معارك ضارية مستمرة بين المقاومة وقوات الاحتلال في مناطق المغراقة والزهراء وشمال جسر وادي غزة، في وسط قطاع غزة.
– الاحتلال يستعين بالمدفعية ورشاشات الطيران المروحي وقذائف دخانية خلال الاشتباكات المستمرة.
وأوضح @adham922 أن الاحتلال لم يتوغل في عمق مخيمات وسط قطاع غزة (البريج، المغازي، النصيرات)، بل تمركز سابقا على مشارفها ومناطق بأطرافها وواجهته المقاومة بمعارك عنيفة.
تمهيداً لمعركة رفح
وفي ظل القصف العنيف الذي أسفر عن سقوط العديد من الضحايا والجرحى، في مخيم النصريات أعلن وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريش الخميس أن الجيش شن عملية عسكرية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة المحاصر تمهيدا للانتقال إلى عملية رفح.
وأضاف “سموتريش” إلى أنه يجب على قوات الجيش توسيع نطاق العمليات العسكرية في رفح ودير البلح والنصيرات، مؤكدًا أن جزءًا من هذه العمليات قد بدأ اليوم.
وادعى في تصريحاته لهيئة البث الصهيونية أن الجيش يستعد للدخول إلى رفح بهدف تفكيك كتائب حركة حماس والقضاء على وجودها العسكري في القطاع.!
وقالت إذاعة الجيش الخميس إن العملية العسكرية انطلقت في أطراف مخيم النصيرات بمجموعة من الغارات الجوية.
وواحدة الضربات الصهيونية استهدفت مدرسة ومبنى سكني في المخيم، مشيرة إلى وقوع قصف مدفعي وجوي شديد في شمال النصيرات.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن 14 شخصًا على الأقل استشهدوا واصيب آخرون في قصف “إسرائيلي” على مخيم النصيرات مساء الثلاثاء الماضي.
وقبل أيام أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه حدد موعدا للاجتياح الإسرائيلي لرفح، الملجأ الأخير للنازحين في غزة، دون الإفصاح عن هذا الموعد، وزعمت الولايات المتحدة الاثنين الماضي أنها لا تعلم بهذا الموعد.
ودعت الإدارة الأمريكية حكومة بنيامين نتنياهو إلى التخلي عن خطط الاجتياح الشامل، إلا أنه أصر على المضي قدمًا فيها.
ويعتقد العديد من المحللين أن الولايات المتحدة لا تعارض بشكل كامل فكرة العملية العسكرية في رفح، وقد أظهرت تفهمًا متكررًا لضرورة تحقيق إسرائيل لأهدافها في القضاء على ما تبقى من حماس في المدينة، لكنها تحفظت على طريقة التنفيذ.
وعلى مدار الأسابيع الماضية، تجاول واشنطن إظهار أن رفح، محورًا للخلاف والتوتر بين واشنطن وتل أبيب رغم استمرار دعم واشنطن العسكري لنتنياهو وعملياته العسكرية على أطفال ونساء غزة.