الإسلاموفوبيا تزداد حقارة.. يهودي أمريكي يحاول قتل جاره المسلم بمطرقة ويدنس المصحف

- ‎فيعربي ودولي

قالت السلطات في مدينة نيويورك: إنها “وجهت اتهامات لرجل يهودي بتهمة محاولة قتل وارتكاب جرائم كراهية  وحملة مضايقة وعنف استمرت لمدة أشهر ضد جاره المسلم.

تأتي تلك الواقعة بعد شهور من إقدام رجل يبلغ من العمر 71 عاما على قتل طفل فلسطيني مسلم في السادسة من العمر بعد طعنه 26 طعنة، وأصاب والدته بجروح، على خلفية الكراهية للإسلام.

 ولاحظ ناشطون ومدافعون عن الحقوق ارتفاعا في معدلات الرهاب من الإسلام والتحيز ضد الفلسطينيين في الولايات المتحدة، مشيرين إلى أنه من بين الوقائع التي أحدثت صدمة وقلق، طعن طفل أميركي من أصول فلسطينية يبلغ من العمر ست سنوات في ولاية إلينوي، وإطلاق النار على ثلاثة طلبة من أصول فلسطينية في ولاية فيرمونت.

 وتزايدت الشكاوى من التمييز والكراهية ضد المسلمين والفلسطينيين في الولايات المتحدة بعد السابع من أكتوبر، فـ “ارتفعت بنحو 360 بالمئة” ، تجدد الأفعال الحقيرة تجاه المسلمين وذكرت وسائل إعلام أمريكية، أن إيزاك كادوش يواجه اتهامات بأكثر من 40 جريمة، بما في ذلك محاولة القتل من الدرجة الثانية، ومحاولة القتل من الدرجة الثانية كجريمة كراهية، والاعتداء من الدرجة الأولى كجريمة كراهية، والسطو من الدرجة الثانية، والسطو من الدرجة الثانية كجريمة كراهية”، وفقا لشكوى جنائية من مكتب المدعي العام في بروكلين.

 ووفقا للشكوى، فإن الدافع وراء هجمات كادوش هو اختلافاته الدينية والعرقية مع جاره المسلم، وذكرت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، أن “كادوش أخبر جاره أنه سيقتحم شقته ويقتله؛ لأن كادوش يهودي وجاره مسلم”.

 واعتقلت الشرطة كادوش السبت الماضي، بعد يومين من اتهامه باقتحام شقة جاره، وتدمير الأشياء بالداخل، وتغطية الجدران بالطلاء الأزرق والزيت، وتدنيس المصحف الكريم بالبراز، بحسب الشكوى، كما ضرب المتهم جاره في ذات اليوم بمطرقة على رأسه، ما أدى إلى نقله إلى المستشفى بسبب نزيف داخلي، بعد يومين وادعى كادوش أنه بريء في محكمة مقاطعة كينغز الجنائية.

 ونقلت الشبكة عن ممثلي الادعاء قولهم: إن “الكفالة حددت بمبلغ 25 ألف دولار نقدا أو 125 ألف دولار.

 من جانبها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الضحية “أحمد شبيرة” قوله: إن “المضايقات بدأت بعد انتقاله إلى المبنى في أكتوبر الماضي، مضيفا: “قلت له دعني وشأني، لكل شخص دينه الخاص في أمريكا، وليس لدي مشكلة مع أي شخص”.

 وأشار إلى أنه يخشى أن يكون كادوش خارج المستشفى عندما يخرج من المستشفى، كما أنه شعر بالارتياح لأنه تم القبض على عليه، وتعود تفاصيل الشكوى إلى أوائل مارس الماضي، حيث يتهم كادوش بتمزيق إطارات جاره، وسكب مادة بيضاء على بابه، وضربه في رأسه ودفعه إلى الأرض، وكسر العديد من ضلوعه، وتهديد حياة جاره بشكل متكرر، وفقا للشبكة.

 ووصفت حاكمة نيويورك كاثي هوشول هذه الأفعال بأنها “حقيرة”، مضيفة أن “الجميع يستحقون الشعور بالأمان في نيويورك، وسنواصل الوقوف في وجه الإسلاموفوبيا وجميع أشكال الكراهية، ليس للكراهية مكان في ولايتنا”. 

من جهته، قال المدير التنفيذي لفرع نيويورك في مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية (كير): إن “العنف الذي ارتُكب أمر صادم، ومن المثير للقلق أن نعلم أن الدافع وراء الهجمات كان الإسلاموفوبيا، ونأمل أن تتحقق العدالة حتى يتم منع الخطر الذي يشكله على الآخرين في المستقبل”، ارتفاع معدلات “الإسلاموفوبيا” وذكرت وكالة رويترز، أن “مدافعين عن الحقوق” لاحظوا ارتفاعا في معدلات رهاب الإسلام (إسلاموفوبيا) والتحيز ضد الفلسطينيين في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، منذ اندلاع الحرب في الشرق الأوسط.

 ومن بين الوقائع التي حدثت في الولايات المتحدة وأثارت القلق، إطلاق النار في نوفمبر الماضي في ولاية فيرمونت على 3 طلاب من أصل فلسطيني، وقتل طفل أميركي من أصل فلسطيني يبلغ من العمر 6 أعوام طعنا في ولاية إلينوي في أكتوبر المنصرم.

 ورصد مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية أنه في ولاية أوهايو وحدها تلقى 195 شكوى في نفس الفترة، وهو ما يتجاوز العدد الإجمالي لعام 2023 بأكمله.

ومن بين هذه الشكاوى، هناك ما لا يقل عن 151 شكوى تتعلق بشكل مباشر بالوضع في فلسطين. وترسم الإحصائيات صورة قاتمة بالإشارة إلى زيادة واضحة في طلبات المساعدة بنسبة تزيد عن 600% بعد 7 أكتوبر  في ولاية أوهايو، مع ورود مزيد من التقارير يوميا.

 وتتراوح هذه الحوادث بين الإساءة اللفظية والاعتداءات الجسدية والممارسات التمييزية، ما يخلق جوا من الخوف وانعدام الأمن للمجتمع المسلم في ولاية أوهايو، وفقا لـ”كير” سلوك خطير وقال قادة الجماعات الإسلامية والعربية والفلسطينية الأمريكية لشبكة سي إن إن، في الأيام التي تلت هجوم حماس المفاجئ: إنهم “شهدوا زيادة في الهجمات المبلغ عنها ضدّ مجتمعاتهم، بما في ذلك التخريب والتنمر في المدارس وأماكن العمل ومن خلال مكالمات هاتفية تهديدية”.

 وقالت الناشطة في مجال الحقوق المدنية ليندا صرصور -وهي فلسطينية-أمريكية- للشبكة إن لديها عائلة في الضفة الغربية، لكنها تشعر بقلق أكبر بشأن سلامة مجتمعها في الولايات المتحدة، وأردفت: “أحد الأشياء الأكثر حزنا دائما بالنسبة إلي هو عندما يبدأ الناس في تقديم النصائح بعضهم لبعض بشأن عدم الخروج بمفردهم”، مضيفة أن أفراد المجتمع المسلم يطلب بعضهم من بعض أن يكونوا في حالة تأهب ووعي بما يحيط بهم.

 وتلفت إلى أن “الناس في حالة حداد، الناس خائفون… نحن نعاني كثيراً من الألم، وكثيراً من الخوف وانعدام الأمان” ونقلت مجلة التايم الأمريكية عن ويندي فيا، المؤسسة المشاركة للمشروع العالمي ضد الكراهية والتطرف، قولها: “عندما يكون لدينا صراع مثل هذا فإننا نشهد دائما ارتفاعا في الحوادث ضد المجتمعات المشاركة في الصراع”.