جاء استشهاد قائد حركة حماس يحيى السنوار (برواية صهيونية إلى الآن لم تؤكد حماس الخبر من عدمه) ناسفا لكل الدعاية الصهيونية من أنها راقبت تحركه في الأنفاق حيث يحتجز الأسرى والتي يصلون إليها.
ولطالما روج الإعلام الأمريكي ل”يحيى السنوار” من خلال تقارير صحفهم البارزة أنه “شخص غير طامح للحياة وانه معزول ومختبئ في أنفاق رفح” ففي تقرير بعنوان (السنوار يعتقد بشكل متزايد ان إلحاق الألم بالاسرائيليين اهم من الحفاظ على حياة الفلسطينيين) بنت صحيفة (نيويورك تايمز) الامريكية تقريرها على تصريحات مسؤولين أمريكيين وصهاينة لم تسمهم.
ففي مقدمة التقرير الذي نشر في سبتمبر الماضي تنسب الصحيفة إلى مسؤولين أميركيين “أن زعيم حماس يحيى السنوار أصبح متشبثاً بالقدر ويعتقد ان اي إنسان ليس له تاثير على ما يجري، بعد ما يقرب من عام من الحرب في غزة، وهوعازم على رؤية إسرائيل متورطة في صراع إقليمي أوسع”.
وأضافت “لقد اعتقد السيد السنوار طويلا أنه لن ينجومن الحرب، وهي النظرة التي أعاقت المفاوضات لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم مجموعته في هجمات السابع من أكتوبر في إسرائيل، وفقًا لتقييمات الاستخبارات الأميركية”.
وزعمت أنه “أصبح التواصل بين السيد السنوار ومنظمته متوترا بسبب عزلته واختبائه في غزة، وتوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية منذ فترة طويلة ويظل على اتصال بمنظمته من خلال شبكة من الرسل البشريين، وفقا لمسؤولين إسرائيليين وأميركيين”.
وأدعت أن “أفعال السنوار ودوافعه منذ فترة طويلة محور اهتمام مجتمع الاستخبارات الأمريكي، ولكن بعد السابع من أكتوبر، كثفت وكالات التجسس عملها على زعيم حماس، وشكلت خلية استهداف لدراسته ومطاردته:.
ورأت أن تقدير “وكالات الاستخبارات على مدى أشهر، أن السيد السنوار يؤمن بأن جميع الأحداث مقدرة وحتمية، وأن الأفراد ليس لديهم سيطرة تُذكر على مصيرهم أوقدرهم ويهتم أكثر بإلحاق الألم بالإسرائيليين من مساعدة الفلسطينيين، ولن يناقش المسؤولون الأميركيون المعلومات الاستخباراتية التي جمعوها مؤخرا عنه، لكن الرأي القائل بأن موقفه يتشدد يأتي من المسؤولين الذين يدرسون مواقفه التفاوضية وتقاريره السرية”.
ولكم أدعى جيش الاحتلال أن قتل السنوار خلال هذا العام، ومن ذلك ما قالته الصحيفة “وقد تساءل بعض المسؤولين الإسرائيليين عما إذا كان السيد السنوار لا يزال على قيد الحياة، ويعترف المسؤولون الأميركيون و الإسرائيليون بعدم وجود دليل قاطع على أنه لا يزال على قيد الحياة. ولم تكن هناك تسجيلات صوتية أومرئية له منذ أشهر”.
واستدركت “لكن المسؤولين الأميركيين قالوا إنهم لا يملكون أي دليل على وفاته، وقال كبار المسؤولين الأميركيين إنهم يعتقدون أنه كان على قيد الحياة ويتخذ قرارات حاسمة لحماس”.
ومجددا عاودت “ولا يزال السيد السنوار مختبئًا ولكنه يبدوأنه يدرك أن القوات الإسرائيلية تقترب منه، وقد اقتربت من موقعه في أغسطس (قبل شهرين من استشهاده والمدعوم بصور)، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن قواتهم اكتشفت علامات على أن زعيم حماس قضى وقتًا في شبكة الأنفاق تحت رفح، في جنوب غزة”.
ونسبت الصحيفة تصريحا ل”جالانت للصحافيين مؤخرًا، في إشارة إلى ستة رهائن يُعتقد أنهم قُتلوا في حي في غزة بالقرب من رفح “عندما دخلنا الأنفاق تحت رفح، حيث قُتل الرهائن، وجدنا علامات على وجود السنوار السابق في تل السلطان”.
ما بعد 200 يوم
تقرير الإعلام العبري أصاب احتلال بلوثة، بعد ظهور السنوار بعد 200 من الحرب والكرب، وزعم الإنتصار المطلق من الكيان المجرم، وشماتة الأوباش من صهاينة العرب، ودعاوى الاستسلام من الأنظمة المهزومة المأزومة، القائد السنوار يتفقد غزة نهارا جهارا ليصفع نتنياهو على قفاه..
الباحث والإعلامي يونس أبو جراد @YunusAbujarad قال: إن هناك “.. غضب يعم الجمهور الصهيوني بعد تأكيد مصادر استخبارية صهيونية خبر تفقد القائد السنوار لمواقع قتال في القطاع فوق الأرض وليس في الأنفاق.”.
وأضاف أن “الرسالة التي تعمد السنوار إيصالها بعد 200 يوم من حرب الإبادة كانت مهينة للكيان باتجاهين؛ فشل أمني وعسكري لم تتمكن من خلاله الأجهزة الأمنية من الوصول للمطلوب رقم 1، ومن ناحية أخرى فشلت في كسر إرادة المقاومة وصناعة فجوة بين القيادة والجند، أو القيادة والشعب”.
وقال مصدر قيادي بحركة حماس وقتئذ إن “المقاومة لا تزال بخير، ولا تزال تتحكم بشكل منضبط ضمن هياكل متكاملة في ميدان العمليات”.
وشدّد على أن السنوار “ليس معزولاً عن الواقع هناك، على الرغم من الحرب الدائرة والعمليات الاستخبارية الإسرائيلية التي لا تتوقف على مدار اليوم”.
قائد يحب الميدان
المصدر القيادي الذي تحدث وقتئد كشف أن يحيى السنوار يمارس عمله قائدا للحركة في الميدان، مضيفا أن الحديث عن أن السنوار قابع معزول في الأنفاق، ما هو إلا زعم من جانب بنيامين نتنياهو وأجهزته ليغطي على فشله في تحقيق الأهداف المعلنة أمام الشارع “الإسرائيلي” وأمام حلفائه..
ولفتت تقارير إلى أن خروج السنوار في غزة وتجوله في الطرقات بين المقاتلين، أثار الاستياء في كيان الاحتلال، وخصوصاً في صفوف أهالي الأسرى الذين رأوا أن خروج السـنوار من أعماق الأنفاق، حيث لا يزال الأسرى الإسرائيليون، هو صورة الفشل الإسرائيلي..