أجرت شبكة سي إن إن الأميركية حوارا مع أبو محمد الجولاني القيادي في إدارة العمليات المشتركة التابعة للمعارضة السورية، والذي أكد أن الهدف من التحركات الأخيرة في سوريا هو الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في نهاية المطاف.
وقال الجولاني خلال مقابلة حصرية أجرتها معه الشبكة: إن “هدف الثورة السورية هو إسقاط النظام، مؤكدا على حقها في استخدام كل الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف”.
وتحدث الجولاني في أول مقابلة إعلامية يجريها منذ سنوات عن خطط لتشكيل حكومة قائمة على المؤسسات ومجلس يختاره الشعب السوري، واصفا نظام الأسد بأنه قد مات.
وعن هذا الحوار تحدث الكاتب الصحفي جمال سلطان قائلا أنه حوار شديد الأهمية للقائد أحمد الشرع “أبو محمد الجولاني” مع شبكة سي إن إن الأمريكية.
ووصف الكاتب الصحفي أن المقابلة التي أجرتها سي إن إن أمس، مع القائد السوري المعارض أحمد الشرع ، والذي كان يلقب بـ “أبو محمد الجولاني”،بالهامة كاشفا عن جوانب من تفكيره الذي تطور كثيرا، واختلف جذريا عن أفكاره السابقة، وتحدث عن طموحه ورؤيته لأهداف الثورة السورية، في المقابلة التي جرت بعد الانتصارات المذهلة التي حققتها قوى الثورة السورية وكانت منظمته تمثل الكتلة الأهم فيها .
تغير في الأفكار
وتابع سلطان أن الجولاني تحدث عن التغييرات في أفكاره ومواقفه، وقال إنها طبيعية لنضج الإنسان مع خبرات الحياة، وقال حرفيا : “الشخص في العشرينات من عمره ستكون له شخصية مختلفة عن شخص في الثلاثينيات أو الأربعينيات من عمره، وبالتأكيد سيختلف الشخص عندما يكون في الخمسينيات من عمره، هذه هي الطبيعة البشرية”.
وأوضح أنه يفسر بذلك قطيعته الكاملة مع المرحلة التي كان فيها جزءا من تنظيم القاعدة، وأنه طواها بأفكارها ومواقفها.
وتابع سي إن إن قالت: إنها “لاحظت أن هذا الشخص الذي تحاوره، مختلف بشكل جذري حسب تعبيرها عن الخطاب المتشدد الذي استخدمه في أول مقابلة تليفزيونية له وكانت مع قناة الجزيرة عام 2013 “.
موقفه من الأقليات والانتهكات
وأكمل أما عن الموقف من الأقليات والطوائف الدينية المختلفة، قال أحمد الشرع : “كانت هناك في السابق بعض الانتهاكات من قبل أفراد معينين خلال فترات الفوضى، لكننا عالجنا هذه القضايا ومنعناها”.
وأضاف الشرع : ” هذه الطوائف تتعايش في هذه المنطقة منذ مئات السنين، ولا يحق لأحد القضاء عليها، ولا يجوز لأحد أن يقصي أحدا” .
ولفت سلطان أنه أيضا اعترف بوجود بعض الانتهاكات ضد معارضيه في إدلب، لكنه قال إنها ممارسة أفراد خاطئة وأن الهيئة قامت بمحاسبة من تورطوا فيها.
وأشار أن الجولاني تحدث أيضا عن رغبته في خروج القوات الأجنبية جميعها من سوريا، وأضاف: “أعتقد أنه بمجرد سقوط هذا النظام، سيتم حل المشكلة، ولن تكون هناك حاجة لبقاء أي قوات أجنبية في سوريا”.
طموحات الجولاني
أما عن طموحه فقال الكاتب الصحفي أن أحمد الشرع “الجولاني” قال في المقابلة: إن “طموحه مع قوى المعارضة أن تكون هناك دولة مؤسسات في سوريا، ويكون القرار فيها للشعب باختيار حر، وأضاف : سوريا تستحق نظام حكم مؤسسي، وليس نظاماً يتخذ فيه حاكم واحد قرارات تعسفية، فلقد ظلت أسرة الأسد في السلطة لمدة 53 عاما، منذ عام 1971، ومن أجل الحفاظ على حكمها الذي دام عقودا من الزمن، قتل النظام مئات الآلاف من الأشخاص، وسجن المعارضين، وقام بتشريد الملايين بوحشية في الداخل والخارج” .
مصير هيئة تحرير الشام
وعن مصير هيئة تحرير الشام التي يقودها، قال : “نحن نتحدث عن مشروع أكبر نتحدث عن بناء سوريا، وهيئة تحرير الشام مجرد جزء من هذا الحوار، ويمكن أن تتفكك في أي وقت، فهي مجرد وسيلة لمقاومة النظام الديكتاتوري، وليست غاية في حد ذاتها”.
خطاب يبعث على الاطمئنان والتفاؤل
وأكد جمال سلطان أن حوار القائد السوري “أحمد الشرع” مع سي إن إن، هو خطاب رجل دولة، وسياسي ناضج، حركته خبرات الحياة وتقلباتها، وما يقدمه من رؤية تتطابق ـ في اعتدالها وثوريتها ـ مع كل ما نادت به ميادين الثورة في الربيع العربي، في سوريا ومصر وتونس واليمن وليبيا، وهو خطاب يبعث على الاطمئنان والتفاؤل، كما يستوجب استقباله بتجاوب وعقلانية، بعيدا عن تراشقات الماضي التي لا يمكن تبرئة أي طرف من الخطأ فيها، أيا كان موقعه .