في حمص والحسكة ودمشق ومدن سورية عديدة خرج السوريون يحتفلون بالاتفاق الذي وقعه الرئيس السوري أحمد الشرع (رئيس إدارة العمليات العسكرية التي أطاحت بالسفاح بشار الأسد قبل نحو 4 أشهر) ورئيس حركة سوريا الديمقراطية (قسد) كممثل لجانب من الأكراد (ليسوا قوة غالبة في المكون) الذي في غالبهم مع الدولة السورية.
وقال رئيس (قسد) مظلوم عبدي الذي شارك الشرع التوقيع : “في هذه الفترة الحساسة، نعمل سوياً لضمان مرحلة انتقالية تعكس تطلعات شعبنا في العدالة والاستقرار”.
وأضاف @MazloumAbdi، ” نحن ملتزمون ببناء مستقبل أفضل يضمن حقوق جميع السوريين ويحقق تطلعاتهم في السلام والكرامة. نعتبر هذا الاتفاق فرصة حقيقية لبناء سوريا جديدة تحتضن جميع مكوناتها وتضمن حسن الجوار.”.
وانقسم المراقبون بين متحفظ ومستبشر مثل الباحث الموريتاني محمد المختار الشنقيطي @mshinqiti الذي كتب “أخبار مبهجة جدا من #سوريا، وهي اتفاقية سلام بين #قسد وقيادة سوريا الجديدة، وانفتاح أبواب الأمل في حل دائم وجذري للمسألة الكردية في سوريا، بعد بشائر حلها في تركيا مؤخرا. أتمنى أن تكون هذه فاتحة مرحلة جديدة من الأخوَّة بين العرب والكرد والترك، ضمن فضاء الحضارة الإسلامية الجامعة”.
ملاحظات سريعة
وكمحلل سياسي علق د. ابراهيم حمامي بـ (ملاحظات سريعة) عبر @DrHamami حول الاتفاق بين الدولة السورية و”قسد”:
1) الاتفاق لم يحدث في ليلة وضحاها، بل كانت هناك اتصالات سبقته، لكن هذا لا يمنع أن توقيت التوقيع عليه كان موفقاً جداً بعد أحداث الساحل
2) وبذكر أحداث الساحل، فقد كان لها دور حاسم في تسريع الاتفاق: أولاً بسبب الموقف الحاسم للدولة، وثانياً بسبب الموقف التركي وثالثاً وهو الأهم موقف الشعب السوري الذي هب عن بكرة أبيه لمواجهة الفلول والعصابات
3) اتضح بعدها أن أي مواجهة مع الدولة والحكومة تعني مواجهة مع الشعب بأكمله، بما فيه المناطق التي تحت سيطرة “قسد” في الحسكة والرقة ودير الزور
4) الاتفاق وقعه السيد احمد الشرع بصفته رئيساً للجمهورية العربية السورية، وهو ما يعني بشكل لا لبس فيه إقرار “قسد” بالشرعية في سوريا
5) الاتفاق مكتوب باللغة العربية فقط، وهي اللغة الرسمية الوحيدة في الجمهورية العربية السورية
6) لتأكيد هذه الشرعية والسيادة الكاملة، يتوجه رتل من وزارة الدفاع السورية إلى الحسكة، وكذلك تستلم وزارة الدفاع السجون من “قسد”
7) هذه السجون التي كانت كمسمار جحا بحجة أن فيها الآلاف من داعش وأن حماية السجون ستتعرض للخطر إن تركتها “قسد”
8) الاتفاق ينسف تماماً أحلام الانفصاليين ودعاة التقسيم في سوريا، ويمهد لسوريا واحدة موحدة
9) كالعادة لم يعجب أي نجاح سوري أعداء الإنسانية في تل أبيب، فقاموا بسلسلة غارات على مواقع فارغة لجيش بشار السابق، فقط للتنغيص
10) الاتفاق خطوة أولى لا تخلو من الصعوبات أو العقبات، لكنها بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح إن خلصت النوايا، والتزم الجميع بما تم الاتفاق عليه
إعلان مفاجئ وتوقيت مريب!
المحلل السياسي السوري زهير سالم مدير مركز الشرق العربي وعبر حساب إكس @zohersalm، كتب مقالا بعنوان؛ (حول إعلان الاتفاق المفاجئ مع مظلوم عبدي ومع من يمثله) قائلا: “.. أعلم أن توقيع السيد أحمد الشرع الاتفاق مع مظلوم عبدي هو توقيع رئيس الجمهورية العربية السورية الذي يجب أن يمثل كل السوريين.”.
وأعتبر أن “الإعلان المفاجئ عن الاتفاق، وفي الظرف الخاص الذي تم الإعلان عنه، وببنود الاتفاق المعماة أو المعممة؛ كل ذلك يجعلنا نبلع ريقنا مرة ومرة قبل أن نتكلم…”.
وتساءل “سالم”، “أين ذهب وعد السيد رئيس الجمهورية عندما أعلن منذ الأيام الأولى أنه لن يتعامل مع كيانات. والوعود وفاء!! ..”، مضيفا، “ومن حقنا أن نتساءل، وأين ستقع حقوق إخواننا في المجلس الوطني الكردي الذين كانوا منا ومنهم، وكانت ثورتنا ثورتهم واحدة، على مدى أربعة عشر عاما، وهل يعقل أن يلغي المحاربون حقوق الداعمين والمسالمين؟”.
وأشار إلى أن “..هؤلاء الذين تم الاتفاق معهم في أعناقهم دماء آلاف السوريين والسوريات، بل وفي أعناقهم مع الدماء أعراض!! وأنا أتكلم عن سوريين وسوريات بالمطلق ولا أتكلم عن أي ثنائيات أخرى..”.
وأكد أن “الولاية على الحقوق الشخصية لا يمكن أن يتنازل عنها غير أصحابها. المظالم التي وقعت على كل واحد منا، سنحملها معنا إلى قبورنا لنطالب بها يوم الدين ليس من أنزلها بنا فقط؛ بل وكل من غامر بها أيضا.. “.
وأوضح “من حقنا أن نستبشر بهدم كيان بغي.. طالما عانينا منه ومن تجنيه على سورية والسوريين… ومن حقنا أيضا أن نذكر الرئيس الشرع بقوله تعالى: وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل.. والتحية والتجلة والتقدير لإخواننا في المجلس الوطني الكردي، ولكل سوري عرف الحق ولهج به”.
بنود الاتفاق
ووقع أحمد الشرع رئيس سوريا وقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي اتفاق دمج قسد في مؤسسات الدولة، ونشرت الرئاسة السورية بيانا وقعه الطرفان وجاء فيه 8 بنود كما يأتي.
1 – ضمان حقوق جميع السوريين في المشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة، بغض النظر عن خلفيتهم الدينية أو العرقية.
2- الاعتراف بالمجتمع الكردي كجزء أصيل من الدولة السورية، وضمان حقوقه في المواطنة والحقوق الدستورية.
3- وقف إطلاق النار على جميع الأراضي السورية.
4- دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز.
5 – تأمين عودة جميع المهجرين السوريين إلى مدنهم وقراهم، وضمان حمايتهم من قبل الدولة السورية.
6- دعم الدولة السورية في مواجهة فلول الأسد وجميع التهديدات التي تستهدف أمن سوريا ووحدتها.
7 – رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفرقة بين كافة مكونات المجتمع السوري.
8 – تعمل وتسعى اللجان التنفيذية على تطبيق الاتفاق بما لا يتجاوز نهاية العام الحالي.