استهداف عيادة “الأونروا” فى جباليا جريمة حرب يجب أن يحاكم عليها الصهاينة أمام الجنائية الدولية

- ‎فيتقارير

 

 

آثار هجوم قوات الاحتلال الصهيونى على عيادة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"

في جباليا انتقادات عربية ودولية خاصة أن مبنى العيادة كان يؤوي أكثر من 700 شخص عند استهدافه أغلبهم من النساء والأطفال  ما أدى إلى استشهاد أكثر من 22 منهم بجانب عشرات الجرحى كما قامت طائرات الاحتلال بشن غارات جوية وإطلاق نار كثيف من الدبابات الإسرائيلية على منازل بحي تل السلطان غربي مدينة رفح الفلسطينية .

 فيما اعتبر خبراء وسياسيون هذه الهجمات بمثابة جريمة حرب يجب أن يحاكم عليها المسئولون الصهاينة أمام الجنائية الدولية .

وطالب الخبراء الدول العربية والاسلامية باتخاذ موقف حاسم لوقف الإبادة الصهيونية والتمسك باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس من أجل انهاء الصراع العربى الصهيونى واحلال السلام فى المنطقة . 

 

22 شهـيدا

 

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ارتفاع عدد ضحايا مجزرة الاحـتلال بقصف عيادة أونروا في جباليا إلى 22 شهـيدا بينهم 16 طفلا ونساء ومسنون وعشرات الجرحى.

وأكد المكتب الإعلامي أن العدوان الصهيوني يستهدف بشكل متعمد المنشآت الطبية والملاجئ الإنسانية، إضافة إلى استهداف 228 مركز نزوح وإيواء في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية التي تضمن حماية المدنيين.

وأشار إلى أن استهداف عيادة طبية تابعة لمنظمة أممية جريمة حرب مكتملة الأركان تتطلب محاسبة دولية عاجلة، مطالبا الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية باتخاذ إجراءات عاجلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الإبادة الجماعية.

 

الأمم المُتحدة

 

من جانبها طالبت الأمم المتحدة، بحماية العاملين في المجال الطبي والإنساني وتسهيل حصولهم على الخدمات الأساسية المنقذة للحياة.

ودعت الأمم المتحدة لإجراء تحقيق مستقل وسريع وشامل في استشهاد عدد من أفراد طواقم الهلال الأحمر والدفاع المدني برفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة وايضا فى الهجوم على عيادة الاونروا .

 

لجنة دولية

 

من جانبها كثفت طواقم الإسعاف وفرق الإنقاذ في غزة، جهودها لانتشال الشهداء والجرحى بعد غارة الاحتلال على العيادة.

وطالبت هيئة الدفاع المدني في غزة، بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق طواقمها في رفح الفلسطينية.

وقالت الهيئة فى بيان لها إن أحد أفراد طاقمها الذي استشهد بمنطقة تل السلطان في رفح الفلسطينية وجدوه مقطوع الرأس.

وكشفت عن ارتفاع عدد الضحايا في صفوف طواقم الدفاع المدنى جراء حرب الإبادة الصهيونية إلى 110 شهداء .

وأشارت الهيئة إلى أن الاتصال انقطع بطواقمها وأفراد الهلال الأحمر في منطقة تل السلطان برفح بعد توجههم بعشر دقائق.

وشددت على أن الاحتلال ارتكب جريمة إبادة جماعية بحق طواقمها في رفح مما أدى إلى استشهادهم جميعا.

وذكرت هيئة الدفاع المدني في غزة أن مركباتها ومركبات الهلال الأحمر كانت تحمل شارة الحماية المدنية أثناء تعرضها للقصف الصهيونى برفح.

 

إدعاءات كاذبة

 

وقالت حركة "حماس" إن إدعاءات دولة الاحتلال بشأن عيادة الأونروا محض كذب.

وكشفت الحركة فى بيان لها أن شهود عيان كانوا داخل العيادة قبيل ارتكاب المجزرة أكدوا أن جميع من كانوا فيها هم من المدنيين وغالبيتهم من النساء والأطفال.

واعتبرت أن مزاعم الاحتلال وادعاءاته الكاذبة بشأن استخدام العيادة مقرا لقيادة كتيبة جباليا لا تعدو كونها افتراءات مكشوفة تهدف إلى تبرير جريمته .

 

هيومن رايتس

 

وأكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أن قوات الاحتلال الصهيوني ارتكبت جرائم حرب مشيرة إلى أنها تسببت في استشهاد ومعاناة كان يمكن تجنبها لمرضى فلسطينيين، أثناء عدوانها على المستشفيات في قطاع غزة.

وأشارت المنظمة الحقوقية إلى توثيقها قيام قوات الاحتلال بحرمان المرضى من الكهرباء والماء والغذاء والأدوية، وأطلاق النار على المدنيين، وأساءة معاملة العاملين الصحيين، وتدميرها عمدا المرافق والمعدات الطبية .

وحذرت من أن الإخلاء القسري غير القانوني عرض المرضى لخطر جسيم، وأدى إلى توقف عمل المستشفيات التي تشتد الحاجة إليها.

 

أحلام صهيونية

 

من جانبه أكد أستاذ العلاقات الدولية الدكتور رامي عاشور  أن دولة الاحتلال ماضية في تنفيذ مخططاتها التي لم تتحقق من الحرب الأولى  مشيرا إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار كان بالنسبة لحكومة الاحتلال مجرد فترة مؤقتة قبل العودة للحرب مرة أخرى من اجل تحقيق أهداف سياسية تدخل في إطار المخططات الاستيطانية الصهيونية في غزة .

وقال "عاشور" فى تصريحات صحفية ان وقف إطلاق النار كان عقبة بالنسبة لحكومة نتنياهو الراغبة في استمرار الحرب من أجل تحقيق مكاسب سياسية والحفاظ على مقاليد السلطة في دولة الاحتلال، والسعي لتبديد أي اتفاق يقضي بوقف دائم لإطلاق النار من أجل تحقيق الأحلام الصهيونية التي تتبناها دولة الاحتلال.

ولفت إلى أن ما أثار غضب حكومة الاحتلال هو أن الفلسطينيين مستعدون للبقاء والعيش على أراضيهم رغم أنها مدمرة، بالإضافة إلى الجهود الكبيرة من أجل إيجاد حلول تؤدي إلى إعادة الإعمار.

وكشف "عاشور" أن الاحلام اليهودية اصطدمت بواقع مغاير وصادم من إصرار الفلسطينيين على التمسك بأرضهم، مشددا على ضرورة توحيد كل الفصائل الفلسطينية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه القضية الفلسطينية، وتفويت الفرصة على استغلال الاحتلال للتناقضات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية، من أجل تعزيز الانقسام بهدف إضعاف الموقف الفلسطيني.

 

الدولة الفلسطينية

 

وطالب أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي بضرورة العمل على إعادة ترتيب الأوضاع السياسية والاستراتيجية في غزة، من خلال تحركات دبلوماسية واسعة مدعومة من الجهود العربية والدولية، تهدف في النهاية إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، عبر حلول جذرية لإنهاء النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، والتوصل إلى حلول مرضية للقضية الفلسطينية.

وشدد"فهمي" فى تصريحات صحفية على ضرورة الوقوف على العديد من الثوابت ومن أهمها الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني للعيش على أرضه، والتوصل إلى تسوية عادلة تضمن مستقبل أفضل للدولة الفلسطينية.