بعد محور “موراج”.. هل تكون الحرب الامريكية على إيران غطاء والهدف الحقيقي استهداف مصر ؟!

- ‎فيتقارير

توقع مراقبون مصريون، منهم الكاتب عبدالناصر سلامة، أن الهدف الرئيسي للتهديدات الامريكية لإيران هو مصر ؟! وان طلب الكيان الصهيوني في تل أبيب تفكيك منشآت تابعة للقوات المسلحة في سيناء يندرج ضمن هذا الإطار.

وقال سلامة رئيس تحرير جريدة الأهرام سابقاً ".. الاعتراض الإسرائيلي على وجود بنية تحتية عسكرية مصرية في سيناء، يأتي في إطار التمهيد لما يجري من جهة، حتى تستجيب مصر للأحداث، ومن جهة أخرى تمهيد واضح لمواجهة قادمة مع مصر، شئنا أم أبينا".

وأضاف، "تغيير خريطة الشرق الأوسط، ليس معناه أبداً غزة أو الضفة أو حتى إيران، فلا خرائط بلا مصر.. ترامب عايز مصر تكلف على قصف اليمن بحجة تسيير الملاحة بالقناة، وعايز إتاوة سنوية من دخل القناة بحجة حماية البحر الأحمر، وليس الهدف السيطرة على قناة بنما فقط، بل كل الممرات المائية في العالم".

وأكد عبدالناصر سلامة أن "..نشر الجيش في كامل سيناء، أصبح أمراً حتمياً، في ضوء التجاوزات الإسرائيلية للقوانين الدولية والاتفاقيات مع كل دول المنطقة، وفي ضوء البلطجة الأمريكية، وأعتقد ان السماح بضرب إيران أو اليمن، سوف ندفع ثمنه غالياً".

وتابع "في حرب 1973 كانت لدينا قوات من عدد كبير من الدول العربية، ودعم مالي وعسكري من الجميع، ودعم سياسي بلا حدود، وظهير سياسي سوفييتي، ودول عدم الانحياز، وما تسمى الكتلة الشرقية آنذاك، كيف سيكون الموقف حالياً؟!  هذا هو السؤال.".

الحشد الأمريكي العسكري

المحلل السياسي على قناة الجزيرة لقاء مكي وعبر حسابه @liqaa_maki قال: "حتى الآن، ما زال الحشد العسكري الأميركي المتواصل في المنطقة وما حولها، يستهدف الضغط على إيران للقبول بالشروط التي أرادها ترامب في رسالته لطهران، ولا يبدو أن الأمر يتعلق بحسم قرار الحرب. هذا القرار  سيحتاج إلى استعدادات أخرى غير عسكرية، اقتصادية ودعائية، وهذا لم يحصل حتى الآن".

واعتبر أن " الوقت مبكر نسبيا على الوصول إلى حافة الحرب، وسيتضح الموقف بشكل أكبر بعد زيارة ترامب للمنطقة أواسط الشهر المقبل. المهم هنا أن قبول إيران بمطالب ترامب مستبعد جدا، ولو حصل، فإن إيران ستعود كما كانت بعد الحرب العراقية الإيرانية، دولة لا تتدخل بشئون الآخرين، وتحاول لملمة نفسها. أما لو رفضت وهو المتوقع، فخيار الحرب سيكون راجحا بقوة، بسبب القلق الشديد من بلوغ إيران مرحلة متقدمة نحو صناعة سلاح نووي.".

https://x.com/liqaa_maki/status/1907246842884018573

إلا أن شخصا بحساب موثق بعلامة إكس الزرقاء هو (عقيد حسام حموده) بحساب (@MIRHSC1) استعرض ما اسماه "تحليل استراتيجي مهم" مستعرضا أن "الخدعة الكبرى: الهدف الحقيقي هو الجيش المصري، وليس إيران"!

وقال: "يُروَّج في الآونة الأخيرة لهجوم وشيك على إيران، إلا أن هذا الحديث ليس إلا غطاءً لمخطط أخطر يستهدف الجيش المصري، وذلك للأسباب التالية:

أولاً: لماذا استهداف إيران مجرد خدعة

تدمير قدرات الحرس الثوري الإيراني لا يحقق فائدة استراتيجية كبرى للغرب في المرحلة الحالية. وضرب إيران سيؤدي إلى رد فعل عنيف من الصين وروسيا، نظراً لتحالفهما الوثيق مع طهران، فالصين تستورد أكثر من 11 مليون برميل نفط يومياً من إيران. روسيا ترتبط بطهران باتفاقية تعاون في مجالي الأمن والدفاع تمتد لعشرين عاماً.

وعن النفوذ الإيراني في المنطقة قال إنه "تراجع فعلياً" موضحا أن "أذرع إيران في جنوب لبنان وسوريا تم تحجيمها.. جماعة الحوثي في اليمن تعاني من حصار شديد.".

وفي إجابته عن سؤال: لماذا الجيش المصري هو الهدف الحقيقي؟!

قال "حمودة": "الجيش المصري هو الجيش العربي الوحيد القادر على الوقوف بوجه المخططات الممتدة من الفرات إلى النيل.. "مضيفا أن "انتشاره في سيناء يمثل تهديداً مباشراً للعمق الاستراتيجي للعدو.".

وعلق أن "العقبة الرئيسية أمام مخطط السيطرة الخليجية – خصوصاً السعودية – على الاقتصاد المصري، خاصة مع تصاعد الشكاوى منذ عام 2023.. في حال خُيّر حكّام الخليج بين دعم الجيش المصري أو التحالف مع العدو، فإن الكثير منهم سيرجّح كفة العدو.".

وعن سيناريو الحرب، أوضح مجيبا على سؤال ثالث: " ما الذي سيحدث في حال تدمير الجيش المصري؟

سيتم احتلال كامل سيناء من قِبل العدو، وسيُرفع الضغط المصري عن إثيوبيا وسد النهضة، وسيتم تنفيذ مشروع خط المياه من إثيوبيا إلى سيناء، ثم إلى الكيان المحتل، وهو ما يُعتبر شريان الحياة المستقبلي لذلك الكيان، وستتفرغ القوى الغربية والعدو بعد ذلك للتدخل في سوريا، ثم الأردن، ثم العراق.

الموقف الدولي

ورأى أن المجتمع الدولي لن يتدخل، تماماً كما ظلّ صامتاً على مدار 16 شهراً، رغم سقوط أكثر من 160 ألف شهيد وجريح.!

وأشار إلى أن الحديث عن ضرب إيران مجرد تضليل. المخطط الحقيقي يستهدف جيش مصر وشعبها، وهو ما يجب التنبه له. إن تدمير الجيش المصري سيكون نقطة تحول خطيرة في مستقبل المنطقة بأسرها. مستعرضا أن "ولنعلم أن يوقف هذا المخطط اي دبلوماسية لذا خير وسيلة للدفاع الهجوم ثم الهجوم ثم الهجوم.." ربما قصد قال "لن يوقف" ولكن هذا ما سجله

https://x.com/MIRHSC1/status/1907386189759574119

محور موراج

الصحفية بيســــان شرفي من فلسطين وعبر @Bisan_Shrafi قالت: "محور موراج، الذي تحدّث عنه نتنياهو اليوم، سيفصل خانيونس عن رفح، ويُعيد كابوس مستعمرة غوش قطيف إلى أذهان سكان جنوب قطاع غزة.. على الأرض بدأ الجيش عملياته منذ يومين للسيطرة على المنطقة وإعادة إنشاء المحور، الذي يحمل نفس اسم مستوطنة موراج التي أقامها الاحتلال عام 1982 في نفس المكان.".

وأضافت "لو نفّذت إسرائيل ما تقوله بالفعل (إعادة إنشاء محور موراج) فهذا يعني أنّ محافظة رفح بأكملها ستصبح تحت السيطرة الإسرائيلية، كمنطقة عازلة، ولن يكون هناك أيّ حدودٍ بين قطاع غزة ومصر، بل توسعة لهذه الحدود، وسيعود القطاع لسيطرة الاحتلال بالكامل دون أيّ حدود مع العالم الخارجي".

احتمالية تزداد

وعن ماذا لو نشبت الحرب ضد إيران؟، أوضح د. لقاء مكي الباحث في معهد الجزيرة للدراسات أن "احتمالية الحرب تزداد، لا سيما بعد التصريحات الفرنسية، لكن ما زال هناك منفذ للإفلات من الحرب، في حال جرى التركيز فقط على الموضوع النووي، فإيران حينها يمكن أن تقدم ضمانات وحتى تنازلات محدودة، لكن لو أصر ترامب على وضع القوة الصاروخية والمسيّرات والامتداد الإقليمي لإيران ضمن المطالب، فمن المؤكد رفض إيران وفشل التفاوض، وحينها تكون الحرب حتمية ".

وأضاف أنه "من المتوقع أن تكون الحرب على شاكلة حرب ١٩٩١ ضد العراق، بحملة جوية وصاروخية متواصلة لعدة أسابيع، تستهدف البنى التحتية الخدمية والاقتصادية، ومواقع القيادة والسيطرة، والمنشآت العسكرية من معسكرات وقواعد جوية ومقرات، فضلا بالطبع عن المنشآت النووية".

وتابع: "في إيران آلاف الأهداف من هذا النوع، فهي بلد كبير وقديم، حتى لو كان قد تهالك بسبب العقوبات، ولذلك ستطول الحملة.".

الرد الايراني

وأضاف أنه "بالمقابل، من المتوقع أن ترد إيران بضربات صاروخية وبالمسيرات مستهدفة القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، وربما منشآت نفطية واقتصادية في أي دولة بالمنطقة تسهم بالحرب إلى جانب القوات الأمريكية وأولها إسرائيل. سيكون هناك طبعا دفاعات جوية متقدمة بدأت الولايات المتحدة بنشرها في المنطقة، لكن من غير المحتمل صد جميع الضربات الإيرانية، كما أن الطائرات الأمريكية ستحاول منع إيران من إطلاق الصواريخ، لكن ذلك أيضا لن ينجح بشكل كامل، ونذكر كيف أن غطاء جويا من طائرات الأمريكيين وحلفاءهم والأقمار الصناعية، فشل عام1991 في منع العراق من إطلاق ٣٩ صارخا تجاه إسرائيل سقط معظمها في مناطق مأهولة بتل أبيب وحيفا وديمونة".

وأردف: "كذلك ستعمل إيران على إغلاق مضيق هرمز، وخلق أزمة نفطية عالمية، لذلك، ينبغي النظر إلى الإجراءات الأميركية لتوفير النفط البديل عن ذاك الذي سيتوقف تصديره عبر هرمز قبل توقع اقتراب الحرب.

محور مساندة

وقال إنه "بالتوازي ستقوم فصائل عراقية بضرب القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، وهذا سيقود لشمول العراق بالقصف لكن بأهداف منتخبة خاصة بهذه الفصائل، وربما تحاول هذه الفصائل قصف منشآت نفطية واقتصادية وخدمية في الكويت والسعودية وربما في دول خليجية أخرى بالطائرات المسيرة والصواريخ، َكذلك سيفعل الحوثي في اليمن، بمعنى أن إيران لن تضرب هذه الدول ما لم تشارك بالحرب، لكن الفصائل العراقية والحوثي سيفعل على الأرجح".

ورجح أنه "لن ينتهي الصراع بانتهاء الحرب، فتوقف إطلاق النار سيتبعه فوضى كبيرة في إيران، وتحرك للمعارضين في الأطراف، وقد يمتد هذا الصراع بشكل أو آخر إلى الدول المجاورة في وسط آسيا والخليج والعراق.. هذه الحرب إن حدثت لن تكون سهلة ولا هينة، وليس متوقعا أن أي طرف في المنطقة يريدها، باستثناء اسرائيل، فتداعياتها صعبة للغاية على البعض، ولذلك فما زال هناك فرصة لمنعها بالضغط على إدارة ترامب..هناك بالطبع متغيرات دولية تتعلق بموقف روسيا والصين، ودور أذربيجان، نتحدث عنه لاحقا.