مع ترقب زيادة وشيكة في أسعار الوقود، تسود حالة من التخوف بين المصريين من موجة غلاء جديدة خاصة أن أي زيادة في سعر الوقود يليها سلسلة من الارتفاعات في أسعار كافة السلع والخدمات، في الوقت الذي لا يستطيعون فيه تلبية احتياجات أسرهم الضرورية .
ورغم إعلان حكومة الانقلاب عن زيادة رواتب الموظفين في دولة العسكر وأصحاب المعاشات، مع الميزانية الجديدة في شهر يوليو القادم، إلا أن ملايين المواطنين ينتابهم الخوف من حدوث تضخم جديد لأنه كالعادة تأتي موجات ارتفاع الأسعار لتلتهم أي زيادة في الرواتب لتعيش الأسر المصرية حالة مستمرة من صعوبة مواجهة مستلزمات الحياة الأساسية.
هكذا يعيش المصريون واقعًا مؤلمًا في ظل غياب الرقابة الكافية على الأسواق واستغلال بعض التجار لحاجة المواطنين للسلع الأساسية، وبالتالي يجد الكثيرون أنفسهم عاجزين عن تلبية احتياجات أسرهم الأساسية.
ندفع الثمن
حول هذه التخوفات قال حمد عبدالله، موظف حكومي : "زيادة المرتب خبر جيد، لكن الأسعار ترتفع أسرع بكثير من أي زيادات في المرتبات، ولا نشعر بأي تحسن".
وأكد عبدالله أن التجار يستغلون أي زيادة في الدخل، لرفع الأسعار بشكل غير مبرر .
وأعربت نوال جمال، ربة منزل، عن مخاوفها قائلة: "كلما زادت الرواتب، ارتفعت أسعار السلع في اليوم التالي"، وانتقدت عدم وجود رقابة حقيقية على الأسواق من جانب حكومة الانقلاب، مؤكدة أن المواطنين هم الذين يدفعون الثمن في النهاية .
غياب الرقابة
وشددت هبة سعيد، ربة منزل، على أن غياب الرقابة الحقيقية على الأسواق يسمح بحدوث ارتفاعات غير مبررة في الأسعار .
وقالت : "كلما زادت أسعار الوقود، ارتفعت أسعار السلع في اليوم التالي، ولا يخفف من الأزمة أي محاولات لرفع الرواتب، لافتة إلى أنه ليس كل المصريين يعيشون على رواتب ثابتة".
وطالبت هبة سعيد بضرورة وجود آليات حكومية لضبط الأسواق، ومنع التجار من استغلال أي زيادة في الرواتب لتحقيق أرباح غير مشروعة على حساب المواطنين.
القطاع الخاص
وقالت «علياء»: إن "راتب زوجها 5 آلاف جنيه وبعد دفع الإلتزامات الشهرية لا يتبقى سوى 2700 جنيه، متسائلة كيف لأسرة أن تقضي شهرا كاملا بهذا المبلغ وسط غول الأسعار ؟"
وأضافت: "لسه متجوزة جديد، ومش عارفين نعيش أنا وجوزي، أمال لو خلّفنا عيال نعمل إيه مش عارفه ؟".
وتابعت : مع كل زيادة في ارتفاع الوقود، يقوم بعض التجار برفع الأسعار؛ بحجة ارتفاع التكاليف وأسعار البنزين، مؤكدة أن الموظفين في القطاع الخاص ضحايا الزيادات التي تتم من قبل دولة العسكر، فترتفع الأسعار في الأسواق ورواتب العاملين في القطاع الخاص «محلك سر» .
وأكدت أنّ حديث حكومة الانقلاب بتطبيق زيادة الرواتب على القطاع الخاص «حبر على ورق»، موضحة أنه بالبرغم من وصول الحد الأدنى لـ7 آلاف جنيه، فإن العاملين في القطاع الخاص لا يتحصلون على 4 آلاف جنيه وبعضهم 3 آلاف جنيه، ما يدفعهم للعمل في أكثر من مكان لسد احتياجات أسرهم.
الأكل والشرب
وقال فهمي، موظف في إحدى الشركات الخاصة: إن "راتبه الشهري لا يتجاوز 3,000 جنيه، ومع ذلك، فإنه بالكاد يكفي لتغطية احتياجات أسرته الأساسية".
وأضاف: زمان كنت بقدر أوفر جزء من المرتب لأي طوارئ، لكن دلوقتي كل الفلوس بتروح على الأكل والشرب، وحتى الحاجات الأساسية بقت غالية، مش عارف أعمل إيه لما الأسعار هتزيد أكتر؟ .
وأشارت أم محمود، ربة منزل وتعول أربعة أطفال، إلى المعاناة اليومية في شراء الطعام، قائلة: "زمان كنا بنشتري كيلو لحمة كل أسبوع، دلوقتي بقى صعب نجيبه مرة في الشهر، كل حاجة زادت، حتى الفراخ بقت غالية، وبقينا نعتمد أكتر على البقوليات والخضار، بس حتى دي أسعارها بقت نار".
التجار
وأعرب حسن، سائق تاكسي، عن أسفه لاستغلال التجار، ورفع الأسعار بشكل غير مبرر حتى قبل ارتفاع أسعار البنزين .
وقال : "كل سنة نفس القصة، الأسعار بتولع فجأة، وكأن الناس مش محتاجة تأكل وتشرب، التجار بيحتكروا السلع ويخزنوها عشان يبيعوها بأسعار أعلى، ومحدش بيحاسبهم".
اللحمة رفاهية
وكشفت سامية، أم لأربعة أطفال في مراحل تعليمية مختلفة، عن معاناتها مع غلاء الأسعار، قائلة: "جوزي بيقبض 3,000 جنيه، وبالكاد بيكفي مصاريف الأكل والشرب، ده غير الإيجار والكهرباء والمياه".
وقالت : "عندي 4 عيال في المدارس، كل واحد ليه طلباته، والدروس الخصوصية بقت حمل تقيل علينا، دلوقتي حتى الأكل العادي بقى غالي، مش عارفة هنعيش إزاي؟".
وأضافت سامية: زمان كنا بنحوش فلوس علشان المناسبات، دلوقتي بقينا بنحسبها بالورقة والقلم، وأحيانًا بنستغنى عن حاجات أساسية علشان نقدر نكمل الشهر، كيلو اللحمة بقى رفاهية، وبقينا نعتمد أكتر على العدس والفول عشان نشبّع العيال .
الدولار والبنزين
وقال محمود، موظف حكومي وأب لثلاثة أطفال: "كل سنة قبل ارتفاع أسعار البنزين الأسعار بتولع، وكأننا لازم ندفع ضريبة عشان نعيش".
وأضاف : التجار بيخزنوا السلع ويرفعوا الأسعار، ولما تيجي تشتكي يقولك الدولار والبنزين غلي/ والموردون زودوا الأسعار، رغم إن المخزون القديم عندهم أصلاً.
العيشة صعبة
وقالت الحاجة نوال، سيدة مسنة تعيش مع ابنها وعائلته : "كنا زمان بنشتري كرتونة البيض بـ30 جنيها، دلوقتي بقت بـ120جنيها، السكر والزيت والدقيق كل حاجة زادت، ومعاشي على قد الحال".
وأضافت : العيشة صعبة بقت علينا إحنا الكبار، فما بالك بالشباب اللي عندهم عيال ومسئوليات ؟.
