بعد مرور أكثر من 3 أسابيع على الضربات الأمريكية التى قرر الرئيس الإرهابى دونالد ترامب توجيهها إلى اليمن في 15 مارس الماضي احتجاجا على دعمها للمقاومة الفلسطينية فى غزة ضد حرب الإبادة الصهيونية تصاعدت الانتقادات التى وجهتها الدوائر الأمريكية لقرار ترامب مؤكدة فشل هذه الضربات فى تحقيق أى من أهدافها خاصة أنها لم تمنع هجمات الحوثيين ضد السفن الإسرائيلية فى البحر الأحمر ولم تمنع الصواريخ التى يطلقها الحوثييون ضد دولة الاحتلال بل دفعتهم لمهاجمة حاملات الطائرات والسفن الحربية الأمريكية فى مياه البحر الأحمر .
فى هذا السياق اعترف مسئولون بوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» بعدم تحقيق الولايات المتحدة نجاحا في تدمير ترسانة الحوثيين الضخمة رغم القصف الذي أكدوا أنه أكبر بكثير من الضربات التي نفذتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.
وقالوا إن الضربات الأمريكية على اليمن كان نجاحها محدودا في تدمير ترسانة الحوثيين المتمركز معظمها تحت الأرض، من الصواريخ والطائرات المسيّرة وقاذفات الصواريخ.
وأشار مسئولو وزارة الدفاع الأمريكية إلى أنه خلال 3 أسابيع، منذ 15 مارس الماضي، تم استخدام ذخائر بقيمة 200 مليون دولار، بالإضافة إلى التكاليف التشغيلية والبشرية الباهظة لنشر حاملتي طائرات وقاذفات «بي 2» والطائرات المقاتلة، إضافة إلى نظامي «باتريوت» و«ثاد» في الشرق الأوسط، فيما قد تتجاوز التكلفة الإجمالية، مليار دولار.
فشل في تحقيق أهدافه
فى المقابل قال عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي، إن العدوان الأمريكي فشل في تحقيق أهدافه في اليمن فيما يسميه تصفية قيادات جماعته والقضاء عليهم.
وأضاف الحوثي في كلمة مصورة له إن جماعته في موقف متقدم على المستوى البحري، مشيرا إلى أن عمليات استهداف القطع البحرية الأمريكية مستمرة بفعالية عالية، كاشفا ان حاملة الطائرات الأمريكية ترومان في حالة مطاردة باستمرار، وهي تهرب في أقصى شمال البحر الأحمر.
وأكد الحوثى أنهم سيواصلون التصدي للأمريكي الذي يشترك مع العدو الإسرائيلي ويسنده ويحميه ويشاركه في عدوانه على فلسطين وضد شعوب أمتنا.
واشار إلى أن العدو الأمريكي يعتمد في تصعيده على اليمن على طائرات الشبح وقاذفات القنابل التي تأتي من قواعد أخرى غير حاملة الطائرات ترومان مؤكدا إسقاط 17 طائرة من نوع (إم كيو 9) وهذا عدد كبير وحالة فريدة لا نسمع بمثلها.
وشدد الحوثى على أن العدوان الأمريكي فشل في تحقيق أهدافه فيما يسميه تصفية قيادات جماعته والقضاء عليهم، لافتا إلى أن غارات واعتداءات الأمريكي تصل في بعض الأيام إلى أكثر من 90 غارة.
قلعة منيعة
من جانبه أكد اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات العامة المصرية الأسبق، الذي شارك في حرب اليمن لمدة 18 شهرًا، أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تحقق أي نجاحات في هجماتها على الحوثيين.
وقال رشاد، في تصريحات صحفية إن التضاريس الوعرة في مناطق معاقل الحوثيين باليمن بمثابة قلعة منيعة، ولن تتأثر حتى بالقنابل الذرية، ومن ثم ستحميهم من أي هجمات تستهدفهم سواء من البر أو البحر أو الجو، وبالتالي ستكون الخسائر في صفوفهم وعتادهم ضئيلة للغاية، موضحا أن جماعة الحوثى تنفذ عملياتها ثم تفر سريعا إلى المغارات التي تمتلأ بأسلحتها أيضا ولن يستطيع أحد هزيمتها.
وشدد على أن الحوثيين لن يتراجعوا عن هجماتهم، ضد السفن الغربية والإسرائيلية في البحر الأحمر، بل قد يتطور الأمر إلى معاودة استهداف الأراضي المحتلة بالصواريخ، طالما ما زال الحصار الإسرائيلي على غزة قائمًا، ولم يتم وقف تام لإطلاق النار.
وكشف رشاد أن جماعة الحوثيين لديها العتاد والسلاح الكامل بالمغارات التي تتموضع بها، بالقدر الذي يُمكنها من إزعاج الولايات المتحدة بمواصلة عملياتها في البحر الأحمر، وقصف الأراضي المحتلة، فضلًا عن انفتاح طرق الإمداد لها من الجانب الإيراني.
وفيما يتعلق بالدعم الإيراني للحوثيين أكد أن جماعة الحوثيين هي الورقة الوحيدة الفعالة الأهم بالنسبة لإيران، ضد الولايات المتحدة أولًا وإسرائيل ثانيًا، ولن تتنازل عنها طهران إلا بعد تسوية ملفها النووي برفع الولايات المتحدة العقوبات عنها.
وتوقع رشاد أن تتصاعد هجمات الولايات المتحدة الأمريكية ضد الجماعة خلال الفترة المقبلة وقد تشبه تلك التي امتدت لسنوات ضد تنظيم القاعدة وداعش، لكنها لن تجدي أي نفع بالنسبة لـ “ترامب” معتبرا أنه رجل أهوج ليس لديه أي دراية بالمسرح اليمني على أرض الواقع ولا يعي سوى إعطاء الأوامر.
وشدد على أن الضربات الجوية لن تبني مواقف على الأرض بل تدعمها إذا كانت موجودة، ولن تجرؤ الولايات المتحدة أو غيرها على تغيير المشهد في اليمن للقضاء على الحوثيين من خلال الزج بالقوات البرية هناك بسبب صعوبة الميدان .
بلطجة أمريكية
ووصف أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن سلامة، التصعيد الأخير في المشهد باليمن بأنه نوع من البلطجة الأمريكية، مشيرا إلى أن إدارة ترامب، تحاول أن تتقمص دور "شرطي العالم" الذي يستطيع أن ينظم العالم وفق رؤيته.
وقال “سلامة”، في تصريحات صحفية، ان إدارة ترامب حددت البؤر التي هاجمتها حسب أهوائها دون أن تلتفت إلى السبب الرئيسي في الأزمة وهو الممارسات الصهيونية ضد سكان غزة التي دفعت الحوثيين لهجماتهم بالبحر الأحمر، متسائلًا: هل عين أمريكا التي ترى الحوثيين تغفل عن إسرائيل وهي السبب الرئيسي؟ وما حدث يعالج العرض وليس المرض.
وأكد أن الهجمات الأمريكية ستدفع المنطقة إلى أهوال التصعيد، وأن إيران من الممكن أن تنخرط بشكل أو بآخر في الأزمة خاصة في ظل ارتباطها الوثيق بجماعة الحوثيين، متوقعا أن تواصل إيران تزويد الجماعة بالسلاح مما يترتب عليه زيادة هجماتها الملاحية ضد دولة الاحتلال، ومن ثم ستزيد حدة الصراع.
وأوضح “سلامة” أن الطبيعة الجبلية التي يسكنها الحوثيون ستفرض نفسها بقوة على المشهد وستكون عائقا كبيرا أمام الولايات المتحدة في هجماتها على الحوثيين، متوقعا أن تتحول الهجمات إلى حرب أمريكية ممتدة وفق رغبة من الرئيس ترامب.