تأجيل زيادة أسعار المحروقات: خوف من الغضب الشعبي أم مراعاة للأوضاع المعيشية؟

- ‎فيتقارير

رغم الضغوط المالية التي تعانيها حكومة الانقلاب بسبب فشل وفساد وخيانة عصابة العسكر التى تدير البلاد ،منذ الانقلاب على الدكتور محمد مرسى أول رئيس مدنى منتخب في تاريخ مصر ،، جاء قرار تأجيل زيادة أسعار المحروقات ليكشف عن هواجس السلطة من انفجار شعبي محتمل في ظل موجة الغلاء الطاحنة وتدهور الأحوال المعيشية. مصادر مطلعة في وزارة البترول كشفت لوسائل إعلام محلية أن لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية أوصت برفع الأسعار، إلا أن القرار تم تأجيله لأسباب سياسية وأمنية بناءً على تعليمات عليا.

 

أسعار مرتفعة رغم الدعم الظاهري

 

ورغم الحديث الرسمي المتكرر عن أن أسعار الوقود ما تزال مدعومة، يرى خبراء اقتصاديون أن الأسعار الحالية للمحروقات في مصر تفوق قدرتها الشرائية، بل تتجاوز في بعض الحالات أسعارها في دول أعلى دخلًا، ما يزيد من الضغوط على الأسر الفقيرة ومتوسطة الدخل.

 

فيما أكد الخبير الاقتصادي ممدوح الولي في تصريحات صحفية أن "المواطن المصري يدفع ثمنًا باهظًا للمحروقات مقارنة بدخله، حيث أن متوسط الأجور في مصر لا يتجاوز 250 دولارًا شهريًا، في حين أن سعر لتر البنزين يقارب الأسعار في دول أوروبية يصل فيها الحد الأدنى للأجور إلى 1500 يورو وأكثر".

 

من جانبه، أشار الباحث الاقتصادي المعتقل بسجون الانقلاب عبد الخالق فاروق في تصريحات  صحفية سابقةإلى أن "السلطة تراهن على تعويم الأسعار لإرضاء صندوق النقد، لكنها تخشى في الوقت نفسه من تداعيات اجتماعية قد تخرج عن السيطرة"، لافتًا إلى أن "التأجيل يعكس مأزقًا سياسيًا واقتصاديًا في آنٍ واحد".

 

مقارنة زمنية بين الرئيس مرسي  والمنقلب السيسي

 

شهدت أسعار المحروقات قفزات غير مسبوقة منذ استيلاء  عبد الفتاح على السلطة بعد الانقلاب ، مقارنة بما كانت عليه خلال عام حكم الرئيس الراحل الشهيد الدكتور  محمد مرسي، الذي حافظ على الأسعار دون تغييرات تُذكر رغم الأزمة الاقتصادية حينها.

 

جدول مقارنة أسعار المحروقات بين عهد مرسي وعهد السيسي

 

| نوع الوقود     | السعر في عهد مرسي (2013) | السعر الحالي في عهد السيسي (2025) |

|—————-|—————————|————————————-|

| بنزين 80       | 0.90 جنيه                 | 10.00 جنيه                         |

| بنزين 92       | 1.85 جنيه                 | 11.50 جنيه                         |

| بنزين 95       | 5.75 جنيه                 | 12.50 جنيه                         |

| السولار         | 1.10 جنيه                 | 9.25 جنيه                          |

| أسطوانة الغاز المنزلي | 8 جنيه                     | 75 جنيه                            |

 

المصدر: بيانات رسمية من وزارة البترول 

 

مقارنة إقليمية: مصر الأغلى على الفقير

 

وعند مقارنة أسعار المحروقات مع دول أخرى في المنطقة، يتضح أن المواطن المصري يدفع من دخله نسبة تفوق ما يدفعه نظيره في دول مثل الجزائر أو العراق، حيث تدعم الحكومات الوقود بصورة أكبر:

 

| الدولة         | سعر لتر بنزين 92 | متوسط دخل الفرد شهريًا |

|—————-|——————|————————–|

| مصر            | 11.50 جنيه       | 7,500 جنيه               |

| الجزائر        | 3.50 جنيه         | 18,000 جنيه              |

| العراق         | 4.00 جنيه         | 15,000 جنيه              |

| السعودية       | 2.30 ريال (19 جنيه) | 35,000 جنيه              |

 

الخبير الاقتصادي مصطفى إبراهيم، المقيم في الولايات المتحدة، قال في تصريح صحفى "لا يمكن مقارنة الأسعار مجردة دون النظر إلى القوة الشرائية والدخل، فما يُعد سعرًا عادلاً في أوروبا، يصبح كارثيًا في مصر بسبب الفجوة الهائلة في الدخول".

 

التأجيل ليس حلًا

 

في ظل هذا الواقع، يرى محللون أن قرار تأجيل الزيادة قد يكون تكتيكًا مؤقتًا لامتصاص الغضب الشعبي، لكنه لا يعالج جذور الأزمة المتمثلة في تدني الأجور وانهيار الجنيه وتآكل الطبقة الوسطى. بينما تبقى معادلة "سعر مرتفع + دخل منخفض = سخط اجتماعي" قائمة، ينتظر الشارع المصري إجابات لا وعودًا.