جرائم الإبادة الصهيونية فى قطاع غزة لا تترك شيئا إلا أتت عليه تدميرا وهدما وقتلا وسفكا للدماء.. فمجرمو الصهاينة لا يقيمون وزنا لا لقيم ومبادئ دينية ولا لقوانين دولية ولا حتى لطواقم الإغاثة الإنسانية ولا للمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية.. ولا لموظفى الأمم المتحدة وجميعات العمل الأهلى والمجتمع المدنى، الكل مستهدف بدعم من الرئيس الأمريكي الإرهابى دونالد ترامب الذى يعمل على تجريف قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين ويزود جيش الاحتلال بكل ما يحتاجه من أسلحة وذخيرة حتى الأسلحة المجرمة والمحظورة دوليا .
كانت قوات الاحتلال الصهيونى قد استهدفت الأسبوع الماضى أطقم الدفاع المدنى حيث انتشل 14 جثمانا بعد قصف صهيونى على مدينة رفح ، بينهم 8 من طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني و5 من الدفاع المدني وموظف يتبع لوكالة أممية.
جاءت هذه الجريمة البشعة فى اطار استهداف ممنهج للمسعفين وعمال الإغاثة والأطقم الطبية تنتهجه قوات الاحتلال منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وتأتى هذه الحادثة لتفضح جرائم الاحتلال بحق المسعفين حيث استهدفتهم طائرات الاحتلال أثناء قيامهم بواجبهم في إغاثة المصابين في قطاع غزة.
الصحة العالمية
من جانبها أدانت منظمة الصحة العالمية استهداف المسعفين في قطاع غزة مؤكدة أن الاستهداف المتكرر لفرق الإغاثة يثير الكثير من القلق على حياة المدنيين والأطقم الطبية في القطاع.
وقال تيدروس أدهانوم، رئيس منظمة الصحة العالمية، تدين المنظمة مقتل 8 مسعفين من الهلال الأحمر الفلسطيني في هجوم صهيونى أثناء قيامهم بواجبهم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية تشعر بقلق بالغ إزاء صحة المسعف أسعد النصاصرة الذي كان مفقودا والذى عثر على جثمانه فيما بعد .
وشدد " أدهانوم " على ضرورة حماية العاملين في مجال الصحة بموجب القانون الإنساني الدولي، مطالبا بإنهاء الهجمات على العاملين في المجال الصحي والإنساني فورا.
30 سيارة إسعاف
وأعلن الدكتور بشار مراد، مدير البرامج الصحية في الهلال الأحمر الفلسطيني، عن استهداف قوات الاحتلال انحو 30 سيارة إسعاف في قطاع غزة منذ استئناف الاحتلال لهجماته على القطاع في الأيام الأخيرة، داعيا إلى ضرورة فتح ممر إنساني آمن بقطاع غزة حتى تتمكن فرق الإسعاف والأطقم الطبية من أداء مهامها.
وقال مراد فى تصريحات صحفية ان العمليات العسكرية الصهيونية تتركز في المناطق الشمالية بغزة وغرب رفح الفلسطينية، مشيرا إلى أن 16 سيارة إسعاف توقفت عن العمل بسبب نفاد الوقود .
وأكد أنه تم إنشاء مستشفى ميداني في مدينة غزة لتقديم الخدمات للمصابين، مؤكدا أن الاحتلال الصهيونى يقصف مباني سكنية مأهولة بالسكان في قطاع غزة .
الإغاثة الإنسانية
ولم تكتف قوات الاحتلال الصهيونى باستهداف الأطقم الطبية والمسعفين، بل تخطى الأمر ذلك بعد استهداف عمال الإغاثة الإنسانية في غزة، وكشف تقرير حديث صادر عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن قوات الاحتلال قتلت ما يزيد على 408 عاملين في المجال الإنساني بغزة.
وأعرب فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عن حزنه العميق لمقتل موظفـين في الوكالة و8 من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والمسعفين ، مشددا على ضرورة حماية المدنيين في جميع الأوقات وضمان المساءلة عن الانتهاكات.
وقال "لازاريني" فى تغريدة عبر حسابه على موقع "إكس"، إن ذلك يرفع عدد عاملي الإغاثة القتلى في غزة منذ بدء الحرب قبل نحو عام ونصف إلى 408 منهم 280 من وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين "الأونروا".
وأضاف : عُثر على جثة زميلنا الذي قتل في رفح مع عمال إغاثة من الهلال الأحمر الفلسطيني، ألقي بهم جميعا في مقابر ضحلة، انتهاك جسيم للكرامة الإنسانية، إنهم كانوا عاملي إغاثة، سواء على الخطوط الأمامية أو في بيوتهم مع أسرهم، مشددا على ضرورة حماية المدنيين في جميع الأوقات .
واعتبر لازاريني، ان استهداف المستجيبين للطوارئ أو الصحفيين أو عاملي الإغاثة أو تعريضهم للخطر، يعد تجاهلا صارخا وكبيرا للقانون الدولي معربا عن أسفه لأنه في غزة أصبح هذا القتل أمرا روتينيا. لا يمكن أن يكون ذلك هو الواقع الجديد، يتعين ضمان المحاسبة، وأن يطبق القانون الدولي على الجميع بدون استثناء .
هجوم حارق
فى سياق متصل أدان رولاند فريدريك مدير شئون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الضفة الغربية ، الهجوم الحارق الذي استهدف مجددًا مقر الأونروا في القدس الشرقية، واصفًا إياه بالعمل المُدان الذي يأتي في سياق تحريض ممنهج ضد الوكالة منذ أشهر".
وأشار فريدريك في بيان للوكالة، إلى أن موظفي الأمم المتحدة اضطروا لإخلاء المقر في يناير 2025، مع بدء تنفيذ القوانين الصهيونية التي تستهدف عمل الأونروا، في ظل تكرار الاعتداءات والتهديدات .
وأكد أن هذا المقر لا يزال تابعًا للأمم المتحدة، ويخضع للحماية بموجب القانون الدولي. مطالبا دولة الاحتلال بصفتها عضوًا في الأمم المتحدة وطرفًا في اتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة، بالالتزام بحماية موظفي ومرافق المنظمة الدولية في جميع الأوقات .
وشدد فريدريك على أن هذه المقرات تقدم خدمات إنسانية حيوية للاجئي فلسطين الأكثر ضعفًا، ويجب ألا تكون هدفًا للاعتداء.
