مشروع وقتي .. “محمد حافظ”: فيض منخفض القطارة بمياه بحيرة توشكى مشروع له إيجابياته وسلبياته

- ‎فيتقارير

قال خبير السدود بجامعات ماليزيا د. محمد حافظ إن مياه بحيرة توشكى ستظل موجودة ما بقيت الحرب في السودان وما لم تبن إثيوبيا سدا جديدا على النيل الأزرق فضلا عن السد الإثيوبي الكبير المعروف بسد النهضة، واستغلال المياه بهذه البحيرات يمكن قبل أن ينفد مخزونها ونقلها إلى منخفض القطارة مشروع جيد إلا أنه يحتاج إلى دراسة جدوى.

وبعد تفصيله في منشور على "فيسبوك" متطلبات المشروع بوجهة نظره، قال إن "الاستفادة من هذا المشروع ستكون على المدي القصير لفترة ربما لا تتعدي (7 سنوات) فقط".

وأوضح أنه "..لا بد من عمل دراسة جدوي للمقارنة بين تكاليف البنية التحتية المطلوب إنشاؤها والعائد من تلك الــ (70,000 فدان) على مدار تلك الفترة القصيرة. وهل يمكن تحويل وظيفة تلك المنشآت بعد جفاف بحيرات توشكي لأي (وظيفة أخري). بحيث يستفاد من وجود المحطة الشمسية (واحد من مقترحاته للمشروع).

وعبر ‏‎Mohd Hafez‎‏  وفيسبوك رد د.حافظ على مقترح من أحد رواد صفحته على المنصة عبارة عن "..ربط بحيرات توشكي الممتلئة بالمياه  بمنخفض القطارة .. تلك المياه منصرفة من بحيرة ناصر نتيجة ارتفاع منسوب البحيرة بسبب (عدم تخزين سدود السودان) منذ اندلاع الحرب الأهلية بالإضافة أن فيضان (أغسطس 2023+ أغسطس 2024) كانا (فوق المتوسط).".

وعلق قائلا: "بالطبع الفكرة جيدة جدا .. فمنسوب بحيرات توشكي أعلى بكثير من منسوب منخفض القطارة وعليه فمياه توشكي سوف تهبط بالجاذبية الأرضية لمنخفض القطارة دون الحاجة لأي محطات رفع."

واستدرك "..علي الرغم من أن منسوب بحيرات توشكي أعلى بكثير من منسوب (حافة منخفض القطارة) إلا المسافة بين موقع (توشكي) ومنخفض القطارة تزيد على (400 كم) معظم تلك المسافة عبارة عن هضاب وجبال بارتفاعات تزيد عن منسوب بحيرات توشكي بقرابة (100 متر على الأقل).".

وأوضح أنه ليتحقق هذا الإقتراح "فإنه يجب شق قناة داخل كتل تلك الجبال ذات المناسيب الأعلى من (250 فوق سطح البحر) والوصول لمنسوب بحيرات توشكي عند منسوب (150 فوق سطح البحر).".

مياه مؤقتة

بالطبع هذا عمل ضخم جدا وخاصة أن المياه الموجودة في جميع بحيرات توشكي ليست دائمة ولكنها مؤقتة ويمكن الرجوع من خلال (جوجل إيرث) لمعرفة كيف كان حال بحيرات توشكي بين الفترة (2007- 2018) كانت صحراء قاحلة ليس بها (نقطة مياه واحدة) غير (عين صغيرة جدا) في غرب البحيرات.

وأضاف "فمياه توشكي ستظل موجودة طالما استمرت الحرب الأهلية في السودان لفترة أطول وأيضا في حالة (عدم بناء إثيوبيا) لأي سد جديد على النيل الأزرق.  حيث من المنتظر أن تجف بحيرات توشكي بعد (خمس سنوات) من بدء تشغيل السدود السودانية بشكل منتظم مثلما كانت عليه خلال العام المائي السابق للحرب الأهلية أي عام (2021- 2022)".

100 مضخة رفع

ومن جانبه، اقترح على "الحكومة المصرية" فكرة مبسطة تتلخص برفع مياه توشكي من خلال  قرابة (100 مضخة كهربائية مغمورة) تعمل بالطاقة الشمسية نهارا . حيث سيتم تخزين قرابة (5 ملايين متر مكعب) بعدد من الخزنات الضخمة بقطر يعادل (50 مترا وارتفاع 30 مترا) أي بسعة تقارب (55000) متر مكعب. أي سنحتاج لقرابة (100 خزان خرساني).

وأبان أنه "سيتم بناء تلك الخزنات عند منسوب يعلو عن منسوب بحيرات توشكي بقرابة (90-100 متر) وهذا هو الضاغط المناسب لتلك الطلمبات الألمانية والتي سيتم تثبيتها على (رصيف عائم) يطفو على سطح بحيرات توشكي ليضخ قرابة 1.5 مليون متر مكعب يوميا لملء تلك الخزنات ذات الــ (5 ملايين متر مكعب).".

وفصّل قائلا: "سيتم تصريف المياه من تلك الخزانات من خلال (مواسير بقطر متر واحد تقريبا) تربط بين تلك الخزنات ومحطة توليد كهرباء تقع على بعد قرابة الكيلو متر من موقع الخزان وتنخفض عن منسوب تلك الخزنات بقرابة (50 مترا).".

توليد الكهرباء

ورأى أنه "..يمكن الإستفادة من تلك الــ (1.5 مليون مكعب يوميا) لتوليد (قدر من الكهرباء) يستفيد منها مجتمع صغير لا يزيد تعداده على (20 الف نسمة) من الشباب خريجي كلية الزراعة الذي يمكنهم الاستفادة من تلك المياه المنصرفة ذات (1.5 مليون متر مكعب) في زراعة محاصيل (غالية) مثل النباتات الطبية بهدف تصديرها للخارج".

وأشار إلى أن يتوقع أن"المساحة المنزرعة تحت محطة الكهرباء لا بد حسابها وفقا لحجم (المقنن المائي) للفدان بتلك المنطقة الذي أعتقد بأنه يزيد على (7000 متر مكعب مياه سنويا) وذلك بسبب درجة الحرارة. فإذا كان أقصي ما يمكن رفعه سنويا يعادل قرابة (500 مليون متر مكعب سنويا) فهذا يكفي لري قرابة (70 ألف فدان) سنويا.

 

https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2FEGYPT008%2Fposts%2Fpfbid037U8QBDHbdgeZ7hvmhDXcZNZaFhFZMZUirdyo1UDi7PDmnqXBS5s1Qmd1iqx7Ho9Fl&show_text=true&width=500

يُشار إلى أن شركة أبكس انترناشيونال انيرجي رصدت 100 مليون دولار لضخها في العمليات التشغيلية والرأسمالية في مصر، وكانت تقوم بعمليات البحث والتنقيب عن النفط الخام في منطقة منخفض القطارة، بحسب بيان من الشركة في يوليو 2023.

وعمق منخفض القطارة 133 مترا، وسعته 300 مليار متر مكعب من المياه، ويحتاج ملء المنخفض حصة مصر من مياه النيل لمدة 6 سنوات. بعد الملء سيكون سطح المياه -76 متر، وسنحتاج لرفعها بمحطات رفع وضخ تستهلك طاقة هائلة.