سيناريو الغدر والصدمة .. هل يحتل السيسي رفح عوضا عن الاحتلال بحدود “موراج”؟!

- ‎فيتقارير

منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 لم يتورع الانقلابيون عن تنفيذ أبشع المجازر ضد رافضي الانقلاب، وارتقى آلاف الشهداء وسقط آلاف الجرحى والمصابين، وصارت السجون تعج بآلاف المعتقلين الذين صدعوا بالحق في وجه خائن جائر، وهو في ذلك الوقت غير عابئ بمصر ومستقبلها بل هو يعبأ فقط بسرقتها، وفرض سلطانه عليها سواء كان شعبها حي أم ميت (في الوعي والتفاعل)، واليوم يستعد المنقلب عبدالفتاح السيسي إلى سيناريو شبيه في غزة إلى حد بعيد، وهو سيناريو الغدر والصدمة الذي اتقنه السيسي مع ثورة المصريين وإفرازاتها، الهدف منه تنحية حماس بالمطلق وليس فقط نزع سلاحها، بل أن يجاور قيادات حماس والقسام بمن فيهم د.محمود الزهار فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين د. محمد بديع في سجن بدر 1 ، حيث الأوضاع الأسوأ من سجون الاحتلال.

تهيئة الأجواء

ويفترض بالأجواء هي المشابهة بين الأحداث التي وظفها السيسي لصالحه، سواء كان بمعاونة العصابة المحلية أو الإقليمية أو الدولية ومنها كيان العدو.

وترتكز الخطة (ربما مبدئيا) فيما يبدو على الجزء عن الجزء الجنوبي من غزة (الأكبر مساحيا من بقية الأجزاء في الوسط والشمال) ويشكل رافعة لحماس، وهو اتضح أثناء العدوان على غزة وعلى سبيل المثال لا الحصر، كانت تصريحات الإعلام الحكومي من جنوب غزة وتقارير هاني المغازي لقناة الأقصى من الجنوب أيضا، وتركز القوة الأمنية الشرطية في الجنوب.

 ويكون دور الاحتلال من الخطة:
1-  محور موراج.
2- تصفية قيادات حماس في المنطقة. الجنوبية، لاسيما الإدارية والأمنية منها، والذي تم بمعاونة مصرية.
3- تعليق قناة الأقصى.
4- تعليق القنوات الداعمة (اليرموك ودعوة و…)
5- فصل الجنوب عن بقية الأجزاء.
6- قهر الشعب الفلسطيني، وتجويعه بمنع المساعدات.
7- عدم الدخول في مراحل الاتفاق وأقربها المرحلة الثانية.
8- أخرى..

أما دور الطابور الخامس:

1- انطلاق المظاهرات الرافضة لحماس.
2- المساعدة في الفلتان الأمني.
3- الاستحواذ على المساعدات الغذائية.
4- التنسيق مع أجهزة العدو الأجهزة. العملية لرصد قيادات حماس بصفوفها الأول والثاني والثالث.
5- قيادة ورقة تمرد على من كان السبب، وإلقاء اللوم علىى حماس.
6- توفير مادة لقنوات العربية وسكاي نيوز وتلفزيون فلسطين لمهاجمة حماس.
7- تجهيز الحشود المرحبة بالتدخل المصري بمزاعم الصالح الفلسطيني.
8- تجهيز قيادات أمنية بديلة وعناصر لقوة أمنية وسجون.
 

الدور المصري :

1- التلاعب باستدعاءات الوساطة لإشغال ذهن المفاوضين.
2- التلكؤ والتعذر بتنفيذ بنود المرحلة الأولى، كإدخال آليات إزالة ركام حطام المباني والكرافانات.
3- دور غير أمين في كشف خروقات وانحرافات كيان العدو.
4- إغلاق باب المساعدات وخروج الجرحى والمرضى والمصابين.
5- توفير قناة غير شرعية مدفوعة الثمن لتمرير المساعدات وخروج الإصابات.
6- التعامل مع حماس من بوابة المخابرات فقط، وليس الاعتراف بها.
7- الصمت على تلاعب الاحتلال بالورقة القطرية.
8- شحن إعلام المتحدة واللجان الإلكترونية ضد حماس.

تشابهات السيناريو

يفترض المراقبون أن تكون منطقة رفح وحتى محور (موراج) نهاية منطقة السيطرة المصرية نزولا إلى محور صلاح الدين (فلادلفي) وتكون بمثابة بالونة اختبار، إن نجحت ستكون مقدمة لإخلاء بقية غزة من حركة حماس، وستكون على غرار مجزرة الحرس الجمهوري التي غدر فيها السيسي بالمعتصمين في صلاة الفجر.

ويرى المراقبون أن دلالات وجود الدبابات والأليات المصرية وكثافتها في الحدود (11 كم) هو للغوص في مستنقع غزة للهدف ذاته، ودور الدبابات أشبه بدورها في ميدان التحرير، ودورها اللاحق في فض ميدان رابعة العدوية.

ويدعم هذا السيناريو المظاهرات المدفوعة قبل نحو شهر بعنوان (لا للتهجير) والتي تكررت في عيد الفطر بعناصر أمنية ومخابراتية ومنتفعين من الانقلاب في مصر، حشد فيها السيسي كل المرتبطين أمنيا بالانقلاب وهي على غرار حشود 30 يونيو.

حشد السيسي مجموعات من المتظاهرين مقابل (500 جنيه) للمشارك من أعضاء أحزاب "مستقبل وطن" و"حماة وطن" و"الجبهة" و"اتحاد قبائل سيناء" وافتضح ترتيبهم  بسرقة سيارات نقل المساعدات إلى غزة، ثم بالرقص على معاناة الغزيين والهتافات التي تشي بأن هتاف "دوس يا سيسي دوس دوس .. وإحنا معاك من غير فلوس" هو لقتل الفلسطيين والتورط بدمائهم لإرغامهم على شعاره "يا نحكمكم يا نقتلكم".

ويشير المراقبون إلى أنه لا مانع من قنابل الدخان التي تخفي أهدافه مثل تصريحات مدير الشؤون المعنوية السابق سمير فرج، التي وفر به أرضية لإخفاء غرضه بطعن المقاومة في ظهرها، مع الإلحاح من خلال الإعلام وشيوخ السلطان المصريين والعرب بتحميل حماس مسؤولية الدمار والقتل في غزة بعد أن باغتوا الاحتلال القوي والأكثر نفيرا، وظهر ذلك ليس فقط بتصريحات المداخلة من عينة عثمان الخميس وياسر برهامي وعبدالمنعم الشحات وغيرهم.

وتوقع مراقبون أن تظهر مقاطع فيديو، تصبح مادة إعلامية بقنوات المتحدة وبالفضاء الإلكتروني، لإقناع الشعب بأن جريمة السيسي هي عين الصواب، من الانقلاب نفسه لرموز بعمم من عينة الشيخ المتلون علي جمعة وعمرو خالد كالتي كانت في يوليو 2013، بتغيير عقيدة المقتحمين (ضباط وعناصر قوات الأمن المصرية التي ستشارك في الاقتحام) بمزاعم مساواة حماس بكيان العدو، وأن مصر مضطرة إلى خطوة التخلص من "حماقة" حماس ليعيش الفلسطيني بأمان.

الدعم الدولي والإقليمي

ويتوقع مراقبون أن السيسي يبحث أولا عن تثبيت أركان حكمه وأبنائه من بعده من خلال رضا كيان العدو والبيت الأبيض، فضلا عن المنافع المادية الشخصية وبعض بقايا المأدبة من الدعم المالي، التي يمكن أن تصل لحذف جزء من الديون التي أثقل بها المصريين، ليشغل بها الشعب عن خيانته وتربصه بقضايا الأمة.

بشاعة الجرائم

يؤكد المراقبون أن الموثق من جرائم الانقلاب فاقت بشاعتها أفظع الجرائم على مر التاريخ، وغير مستبعد أن يتورط السيسي بدماء جديدة أو جرائك جديدة، وما وثقه المصريون من جرائم السيسي، ما هو إلا جزء بسيط من الصورة القاتمة التي جر الانقلاب البلاد إليها، ولازالت الفظائع تتكشف يومًا بعد يوم.

١- ٢ يوليو ٢٠١٣ .. مذبحة بين السرايات .. ١٣ شهيدا.

٢- ٨ يوليو ٢٠١٣ .. مذبحة الحرس .. ١٠٣ شهيد.

٣- ١٥ يوليو ٢٠١٣ .. مذبحة رمسيس ١ .. ١٠ شهداء.

٤- ٢٠ يوليو ٢٠١٣ .. مذبحة المنصورة .. ١٠ شهداء.

٥- ٢٢ يوليو ٢٠١٣ .. محاولة فض اعتصام النهضة .. ١٢ شهيدا.

٥- ٢٦ يوليو ٢٠١٣ .. مذبحة القائد إبراهيم .. ١٢ شهيدا.

٦- ٢٧ يوليو ٢٠١٣ .. مذبحة المنصة .. ١٣٠ شهيدا.

٧- ١٤ أغسطس ٢٠١٣ .. مجزرة رابعة والنهضة .. ٣٠٠٠ شهيد.

٨- ١٦ أغسطس٢٠١٣ .. مذبحة رمسيس ٢ .. ٢١٠ شهداء.

٩- ١٦ أغسطس ٢٠١٣ .. مجزرة سموحة .. ٣٢ شهيدا.

١٠- ١٨ أغسطس ٢٠١٣ .. مذبحة عربية الترحيلات .. ٣٧ شهيدا.

١١- ٦ أكتوبر ٢٠١٣ .. مذبحة ٦ أكتوبر .. ٥١ شهيدا.

١٢- يناير ٢٠١٤ .. مذبحة الاستفتاء على الدستور .. ١٢ شهيدا.

١٣- ٢٥ يناير ٢٠١٤ .. مذبحة ذكرى الثورة .. ١٠٠ شهيد.

إضافة إلى تصفيات جسدية و اختفاءات قسرية، و أحكام ظاهرة الجور والظلم و انتهاكات للأعراض.

مذبحة الساجدين

في فجر يوم الثامن من يوليو 2013 وأثناء قيام المعتصمين أمام دار الحرس الجمهوري بأداء صلاة الفجر، وبينما هم في الركعة الثانية من صلاتهم قامت قوات من الداخلية والجيش بمحاصرتهم من كافة الجوانب، وبدأت بإلقاء الغاز المسيل للدموع بكثافة، مما أدى لاختناق بعض المعتصمين من بينهم أطفال وعلى امتداد أكثر من خمس ساعات نفذت قوات الجيش مدعمة بقناصة فوق أسطح المباني على جانبي شارع الطيران بارتكاب مجزرة بشرية راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات المصابين.