هاجمت صحيفة إسرائيل هيوم الصهيونية، في محض تعليقها على فتوى “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، بشدة الدعوة للجهاد ضد الكيان، وقالت إنها ليست دعوة دينية للجهاد بقدر ما هي “أجندة إخوانية” تحاول جر المنطقة للفوضى.
وزعمت الصحيفة “مفتي مصر رد بقوة، ورفض هذه الفتوى، وحذّر من العواقب الكارثية لمثل هذه الدعوات، وإن الجهاد قرار سيادي لا يصدر إلا من الدولة”.
المحلل السياسي والباحث في التاريح محمود سالم الجندى قال: “وكان على حدود العالم الاسلامي فيما مضى تتمركز مجموعة من الناس يسمون باهل الثغور. في معظمهم عسكريون. . يحق لهم دعوة المسلمين في القرى والمدن القريبة للجهاد عندما يشعرون بالخطر. . وذلك دون الرجوع للامراء او الحكام او حتى الخليفة في بغداد.. وعندما كانت تصل دعوتهم لهؤلاء “الأخيرين” يباركونها بل ويدعمونها بالرجال والعتاد”.
وأوضح أنهم “.. رجال الله والحد الفاصل والجدار المنيع الذي يذود عن الأمة الاعداء واخطارهم”.
وأضاف أن “معظم فترات التاريخ الذي انشغل فيه الحكام والخلفاء بأنفسهم كانت دعوة الجهاد منوطة بأهل الثغور.. يستجيب لها الأمراء المسلمين ممن يقدرونها حق تقديرها.. وهو ما وجدناه من استجابة الأمير مودود ومن قبله الب ارسلان لدعوات الجهاد من القادة المحليين والسكان الاصليين. “.
وتابع “ويحكي لنا ابن الاثير عبارات جلل في ذلك ويقول… لما وصل السلطان الب ارسلان لاسيا الصغرى واذربيجان انضم لمجموعة هناك وصفهم بعبارة “قادة الجهاد التاريخيين” و “الذين قد ألفوا الجهاد وعرفوا تلك البلاد”. “.
وأشار إلى أن “العجيب انهم اليوم يتركون الأصول ويناقشون الفروع في تغييب للوعي وخبث فاضح.. يتركون اليـ ـهود يذبحون المسلمين ولا نسمع لهم أي خطاب موجه للحكام… لكنهم فقط يجعجعون عندما يجدون الدعوات تتخطى الحكام وتتوجه مباشرة للشعوب”.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=10223777640228179&set=a.10203601501757327
وعلق المتابع أحمد علي (Ahmed Ali Shaheen) عبر فيسبوك قائلا “أسرعت دار الإفتاء المصرية لإعلان فتوى ضد هيئة إسلامية أخرى قامت بالدعوة لإعلان الجهاد ضد اليهود ، بغض النظر عن ان ده او ده فتواه هي اللي صحيحة او احد الطرفين قام بلي عنق النصوص لتوافق هواه لأن قرار الحرب اصلا” قرار سيادي سياسي “.
وأضاف “كنت أتمنى أن دار الإفتاء المصرية تسكت لعل الدعوة للجهاد (تكشش) اليهود شوية بدل ما هم طايحين كدا لعل كلمة جهاد تهدهم شوية . نفسي رجل الدين يعمل ربطة كدا بين ما تعلمه و ما بين الواقع .. الواقع الحزين جدا” يا عم الشيخ اللي فاتح كتب وأخوك مفتوح عليه قنابل محرمة دولية .. ثم إن الناس اللي في رفح مشغلة أغاني وطنية رايحة تعمل إيه ، مافيش شوية من أي حاجة حمراء أو حتى بيضاء اللون ، المواجهة قادمة قادمة حتى لو إنت ما اختارتهاش عدوك منتظرها ، نهاية اليهود ليست بعيدة ، جيش الحق رايته سيتوسطها نسر مصر “.
وعلق سلاح الدين حسن (Salaheldin Hassan) على فيسبوك “الدول القوية والشعوب الحية هي التي تقاتل .. زجت تركيا بجيوشها في الأراضي السورية منذ عقد من الزمن وفرضت إرادتها .. تعرف إن أمنها القومي لا يقف عند الأناضول بل يقف عند حدود الجولان وما بعده .. كذا تفعل إيران .. ترسل مخابراتها ومقاتليها في كل مكان ..آسيا الصغرى والعراق واليمن ولبنان وسوريا .. “.
وأضاف “بكت طهران يوم خسرت دمشق .. إن أمنها القومي لا حدود له .. يعتقد الكيان أن أمنه القومي بين النهرين النيل والفرات .. الأمريكان لابد لهم من غزوة كل حين يجربون فيها السلاح ويدربون فيها الجيل الجديد ويعلنون فيها النصر .. الأنظمة الضعيفة هي من تجلد الضحية لأنها لا تستطيع أن تهاجم الجلاد .. يخشى قادتها من الحرب بعد أن اعتادوا سكنى القصور وألفوا النعمة ..يظنون أن مهادنة الذئاب ستطيل بقاءهم فيكونون على قائمة ضحاياها”.
رد شرعي موثق
الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف د. إسماعيل علي من كبار علماء الأزهر علق عبر منصته على فيسبوك على بيان دار الإفتاء بشأن الجهاد ضد الاحتلال “الإسرائيلي”.
وقال د.(إسماعيل علي) “في الوقت الذي يستبيح فيه العدو المحتل الأرضَ والدينَ والعِرض، ويَفْجر في سفك الدماء، وحرق الأحياء، وتتداعى أمم الكفر ـ على اختلاف مللها ومعتقداتها ـ لنصرة أقذر محتل، ودعمه بجميع وسائل الدعم، وفي كل المجالات، ويعيش إخوتنا في #غزة وفي #الضفة أفظع وأشنع مأساة رآها العالم رأْيَ العين؛ في هذا الوقت أصدرت دار الإفتاء بمصر بيانًا متهافِتًا، ـ بالأمس (7/4/2025) ـ تَقرّ به أعينُ الأعداء، وتَدْمَى منه قلوب الأشقاء، لا علم فيه ولا مروءة ولا حياء !!!
وأضاف قرأت البيان المذكور، بشأن الجهاد والدعوة إليه، وأدنى ما يقال فيه أنه منشورٌ يكتنفه الجهل والتضليل، كتبه (مُخْبِرٌ أمنيٌّ جهول)، وُدُفِع به إلى مدير دار الإفتاء ـ المسمَّى بالمفتي ـ لينشره باسم الدار !!
واستدرك “ولو قرأَ البيانَ طالبٌ مبتدئٌ في كلية الشريعة بالأزهر العامر لَفنَّده وهو يحتسي الشاي (الصعيدي) !!!
• ألم يعلم هؤلاء المخذولون وعلى رأسهم مدير دار الإفتاء أنّ جهاد الطلب غير جهاد الدفع، ولا يخلط بينهما إلا جاهلٌ أو خبيث مضلِّل؟!!!
• ألم يعلموا أن نصرة المسلمين المستضعفين المأسورين فرض على جميع المسلمين، سواء أكانت بالنفس أم بالمال أم بالكلمة؟!!!
• ألم يعلموا أنّ مقاومة المحـ.. tل، ودفعَ العدوَّ الغاzي حق مشروع لجميع الشعوب، وحتى القانون الدوليّ يكفله؟!!!
• البيان يتكلم عن هدي النبي ﷺ !!! فهل كان من هديه ﷺ أن يتخلى عن نصرة المسلمين الذين يقتلون ويحـرقون ويبادون أمام العالم؟!!!
• ثم هل كان من هدي النبي ﷺ أن يشارك المسلم بحصار أخيه المسلم، ويغلق عليه جميع منافذ الحياة، وسبل النجاة، بل ويتآمر على قتله، في الوقت الذي يمد عـدوه بكل ما يحتاج عسكريا ومدنيًّا، ويسمح للعدو الصهيوني بالمرور بسفنه الحربية وأسلحته وعتاده التي جاءته من أمريكا ؟!!!
وفند “د.علي” ما جاء في البيان الفقرة الآتية:
“خامسًا: من قواعد الشرع أن من يدعو إلى الجهاد يجب عليه أولًا أن يتقدم الصفوف بنفسه، كما كان هدي النبي ﷺ في الغزوات بدلا من استثارة العواطف والمشاعر، تاركين غيرهم يواجهون العواقب” أ.هـ.”.
• وعلق “أقول لكاتب البيان الركيك في عباراته، الساقط في مضمونه: “إنّ تسعة أعشار مَن يدعون إلى جهاد العدوّ المحتل ونصرة المستضعفين في #بيت_المقدس جاهزون لتقدم الصفوف؛ فهل يمكن أن تطلب من العميل المجرم أن يفتح معبر #رفح ؟؟؟ “.
وأضاف “اعلم يا أيها البئيس الضال في دار الإفتاء أنّ ملايين المسلمين على أتم الاستعداد للدخول إلى قلب المعركة، وأسعد أيامهم يوم يلقون الله شهداءَ على تراب الأرض المباركة.
وأشار إلى “أنه لمن أعجب العجب أن نرى جميع الملل في العالم ينصر بعضُهم بعضًا، ويوالي بعضُهم بعضًا، في حين يُمنَع المسلمون من نصرة قضاياهم العادلة، والوقوف مع إخوانهم المستضعفين والمظلومين، الذين يُصبّ عليهم الجحيم !!”.
في الحرب الأخيرة بين #أرمينيا و #أذربيجان (منذ أربع سنوات) قال رئيس أرمينيا: “مِن حقّ أيّ أرمينيّ أن يقـ..اtل إلى جانب أرمينيا، لا عَيب في أن يساعد الأرمن أشقاءهم” .. ويأتي بيان دار الإفتاء ليعطل حقًا من حقوق المسلم على أخيه، وهو نصرته حال وقوع الظلم والعدوان عليه !!
• وأختم هذا التعليق بنقل نصّيْن لإمامين من أئمة المسلمين، كفيلين بنسف تضليل بيان دار الإفتاء:
• الأول للإمام ابن القيم، حيث قال:
قتال الدَّفع أوسعُ مِن قتال الطلبِ وأعمّ وجوبًا، ولهذا يتعين على كل أحدٍ [يقوم] ويجـاهد فيه؛ العبدُ بإذن سيّدِه وبدون إذنه، والولَد بدون إذن أبويه، والغريم بغير إذن غريمِه، وهذا كجه ا د المسلمين يوم أحد والخندق ..
ولا يُشترَط في هذا النوع مِن الجهاد أن يكون العدوّ ضِعفَي المسلمين فما دون؛ فإنهم كانوا يومَ أُحدٍ والخندق أضعافَ المسلمين، فكان الجه ا د واجبًا عليهم؛ لأنه حينئذ جه ا د ضرورة ودفع، لا جهاد اختيار ..
فجهاد الدّفع يَقصِده كلُّ أَحد، ولا يَرغب عنه إلا الجبانُ المذمومُ شرعًا وعقلًا. أ.هـ.
• الثاني من تفسير الإمام القرطبي، حيث قال:
يقول الله عز وجل: {وإِنِ استَنْصرُوكمْ في الدِّين فعليكمُ النّصْرُ إلا علَى قوْمٍ بينَكمْ وبينَهمْ مِيثاقٌ واللهُ بما تَعملونَ بصير} [الأنفال:72]
يريد إنْ دَعَوا هؤلاء المؤمنون الذين لم يهاجروا مِن أرض الحrب عونَكم بنفيرٍ أو مالٍ لاستنقاذهم فأعينوهم، فذلك فَرْضٌ عليكم فلا تخذلوهم، إلا أن يستنصروكم على قوم كفارٍ بينكم وبينهم ميثاق فلا تَنصروهم عليهم، ولا تَنقضوا العهدَ حتى تتم مدتُه، قال ابن العربيّ: إلا أنْ يكونوا أُسَراءَ مستضعفين فإنّ الولاية معهم قائمة، والنُّصرة لهم واجبة، حتى لا تَبقَى منا عين تَطْرِف حتى نَخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك، أو نَبذل جميعَ أموالِنا في استخراجهم حتى لا يَبقى لأحد درهم، كذلك قال مالك وجميع العلماء، فإنا لله وإنا إليه راجعون، على ما حَلّ بالخَلق في ترْكِهم إخوانَهم في أَسْر العَدوّ وبأيديهم خزائن الأموال، وفُضولُ الأحوال، والقدرةُ والعدد، والقوة والجَلَد. أ.هـ.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=2397882510570496&set=a.124627797895990
في بيان رسمي قالت دار الإفتاء المصرية “الجهاد في الإسلام مفهوم شرعي منضبط، له شروط محددة، ولا يجوز لأي جماعة أو جهة غير مخولة أن تصدر فتاوى أو دعوات بشأنه بمعزل عن المؤسسات الدينية والدول الرسمية، مؤكدة أن مثل هذا التحريض قد يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وإلى نتائج كارثية تمس الشعوب الإسلامية ذاتها.”.
وأضافت أن “مناصرة الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه واجب شرعي وإنساني، شريطة أن يتم ذلك ضمن مسارات واقعية تحقق مصلحة الفلسطينيين، دون الانخراط في مغامرات غير محسوبة قد تزيد من معاناتهم وتؤدي إلى مزيد من الكوارث.”.
وتابعت “إعلان الجهاد واتخاذ قرار الحرب لا يجوز شرعًا إلا من خلال الدولة الشرعية وقيادتها السياسية، مشيرة إلى أن الدعوات التي تحرض الأفراد على تجاوز أنظمتهم الرسمية تشكل خرقًا لثوابت الشريعة، وتنذر بانتشار الفوضى والإفساد في الأرض”.
وأردفت، “تجاهل الواقع السياسي والعسكري والاقتصادي للأمة، والدعوة إلى القتال دون دراسة للمآلات، يخالف المقاصد العليا للشريعة، التي تدعو إلى تقدير المصالح ودرء المفاسد.”.
وأكملت “من مقتضيات الشجاعة والمسئولية أن يتقدم من يدعو للجهاد الصفوف بنفسه، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، بدلًا من إطلاق الشعارات وترك الآخرين يتحملون النتائج وحدهم.”.
وختمت بيانها بقول: “أهمية تغليب الحكمة والبصيرة، وضرورة التركيز على الجهود السياسية والإنسانية الرامية إلى وقف التصعيد ومنع التهجير، بدلًا من الانجرار إلى مواجهات عشوائية تزيد الوضع سوءًا.”..
ويأتي بيان دار الإفتاء ردًّا على فتوى أصدرها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، دعا فيها إلى تدخل عسكري فوري من الدول الإسلامية لمساندة الفلسطينيين، معتبرًا ذلك فرض عين على المسلمين، ومشددًا على وجوب قطع أي دعم عن الاحتلال الإسرائيلي وفرض حصار شامل عليه برًّا وبحرًا وجوًّا.
واعتبر الاتحاد أن هذا الواجب لا يحتمل التأجيل، نظرًا لما قد يترتب على التراخي في تنفيذه من مفاسد عظيمة واضطرابات تهدد استقرار الأمة.
