تأكد بعد نحو 3 شهور أن الباحثة داليا زيادة المساعدة السابقة للراحل سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون بالقاهرة عميلة للكيان الصهيوني، فمنذ فبراير الفائت أُشيع أنها رحلت إلى تل أبيب، ولم يثبت إلا بعد أن نشرت صحيفة معاريف الصهيونية، تقريرًا عن العلاقات المصرية الإسرائيلية، تضمّن تصريحات للباحثة المصرية داليا زيادة، وعرفتها الصحيفة أنها الباحثة في مركز القدس لدراسات الأمن والشؤون الخارجية.
وبالعودة لموقع المركز الصهيوني في الأراضي المحتلة وتفحص فريق العمل والمتعاونين معه، فإذ بتعريف لداليا زيادة أنها "زميلة أولى للأبحاث الدبلوماسية".
وظهر داخل موقع مركز (القدس لدراسات الأمن والشؤون الخارجية) الرسمي أن "زيادة" تعمل لصالحهم بالفعل، حيث ظهر اسمها وصورتها في قائمة خبراء مركز القدس، والذي يعرفها إنها: "كاتبة مصرية حائزة على عدد من الجوائز، وزميلة أولى في قسم البحث والدبلوماسية".
ونشر الموقع تقارير ومقالات لداليا زيادة منذ فبراير 2025، تتناول موقف ترامب من قطاع غزة، وعلاقة ترامب بالأمير السعودي محمد بن سلمان، ولقاء مصور يستضيف فيه رئيس المركز، دان ديكر، "زيادة"، بعنوان: "لماذا يعتقد العالم العربي بوجوب هزيمة حماس مهما كلف الأمر، بينما يظل الغرب متردداً".
وفي تعريف داليا زيادة (مدير معهد الديمقراطية الليبرالية كما كان تعريفها في القاهرة) على الموقع أشار إلى أنها شغلت سابقًا مناصب قيادية في مراكز أبحاث إقليمية ودولية بارزة ومنظمات مجتمع مدني، وأنها خاضت معارك سياسية شرسة ضد جماعة الإخوان المسلمين (الإسلام السياسي) من أجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، وأن لها كتاب باسم: "الحالة الغريبة للذئب ثلاثي الأرجل – مصر: الجيش والإسلاموية والديمقراطية الليبرالية".
ودعمت داليا زيادة سكرتير مركز ابن خلدون للدراسات والتي سافرت للكيان دون أي عوائق أو توقيف في المنافذ الرسمية والمطارات على غرار زملائها العاملين فيه، ما وصفته بـ "حق "إسرائيل" في الرد"، متجاهلة حقوق الفلسطينيين ورفض الانتهاكات الإسرائيلية، والموقف المعلن الرسمي من دعم تلك الحقوق.
وفي بلاغ قدمه المحامي محمود أشرف الروبي طالب بإسقاط جنسية داليا زيادة بتهمة التخابر مع إسرائيل، والإساءة لمصر ودعم العدوان على غزة في تصريحات إعلامية ، قالت فيها: "يجب علي الدول العربيه أن توجه الشكر لإسرائيل، لقيامها بقتال حماس، نيابةً عنها".
واستعان الروبي بما نشرته داليا زيادة على حسابها على فيسبوك فضمن بلاغه للنائب العام عقدها لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، ونشرت تفاصيل هذه اللقاءات.
وتضمن أيضًا اتهامًا لها تصريحًا سابقًا لزيادة اتهمت فيه مصر بأنها تخضع لإملاءات حركة حماس، وزعمت أن القمة العربية كانت "مدبرة للهروب من مواجهة حماس"، مما اعتُبر تقليلاً من مواقف مصر الثابتة في دعم القضية الفلسطينية.
البلاغ الأول
وفي نوفمبر 2023 تقدم المحامي عمرو عبدالسلام ببلاغ للنائب العام ضد داليا زايدة واتهما أيضا بالتخابر مع إسرائيل، وهي ما زالت في مصر وتستضيفها القنوات المحلية في مداخلات وكضيفة تهاجم حركة حماس.
وقال "عبدالسلام" وهو عضو اتحاد المحامين الأجانب بألمانيا في بلاغه: "إن وسائل الإعلام الصهيوينة باتت تستضيف زيادة ضمن برنامج بوكاست المُذاع من قلب إسرائيل، لتبرر لجيس الاحتلال جرائمه في غزة التي يرتكبها بحق النساء والأطفال والشيوخ بقطاع غزة، بزعمها بأحقية الجيش الإسرائيلي في الدفاع عن نفسه ضد الفصائل الفلسطينية".
وأضاف "إن الفيديو المنشور لداليا زيادة كانت في مقابلة مع "معهد الأمن القومي الإسرائيلي" التابع للموساد الصهيوني والذي نشره المعهد بعنوان "إسرائيل لا تحارب فقط حماس هي تحارب المتطرفين في المنطقة : مقابلة رائعة مع باحثة مصرية".
وادعت داليا زيادة القول: "شاهدت بنفسي قيام رجال المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة باقتحام منازل المستوطنين، واغتصاب السيدات وقتل المستوطنين بشكل بشع" .
وقال المحامي: "إن ذلك خلاف مع الرواية الرسمية الصادرة عن إعلام إسرائيل والقنوات الاخبارية العالمية والمقاطع المذاعة والمصورة في القنوات الإخبارية" ولام عمرو عبدالسلام موقفها أيضا من انتقاد الإعلام المصري الذي اعتبرته تابعا للقيادة السياسية والجهات السيادية بالدولة".
المركز يتبع نتنياهو
ومركز القدس تبين أنه ليس مركزا بحثيا عاديا في الكيان بل يتبع رئيس حكومة الاحتلال مباشرة، كما يضم مجموعة من السياسيين وصناع القرار في الكيان، كما أن نتنياهو هو من باحثي المركز وينشر باسمه تحليلت وأبحاث منذ العام 2007.
وتأسس المركز في 1976، وعمل لصالحه مجموعة من أبرز القيادات العسكرية الإسرائيلية، مثل موشيه يعلون، وزير الجيش سابقًا، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، وعوزي أراد، المستشار السابق لرئيس الوزراء، ورئيس الأمن القومي، وعمل لمصلحة الموساد، واللواء بيني جانتز، رئيس سابق لهيئة الأركان، وشارك في حرب لبنان 2006، وفي قمع الانتفاضة الأولى والثانية.
ويركز المركز في عمله ضد حركة المقاطعة (BDS)، الهادفة لسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على كيان العدو، وضد ما أسموه "معاداة السامية" ضد إسرائيل.