يبدو أن المنقلب السفيه السيسي ما زال مُصِرًّا على أن يرى المصريين العجب العجاب، كما قال في أحد أحاديثه، لكن الشعب لم يرَ منه منذ قدومه المشؤوم سوى الخيانة والخراب. فمنذ انقلاب السيسي على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، الشهيد محمد مرسي،تحرّك سعر صرف العملة المحلية
مقابل الدولار الأمريكي من 7 إلى 51.29 جنيهًا وفق سعر السبت رسميًا، ومن 80 قرشًا إلى 15.75 جنيهًا وصل سعر (بنزين 80)، ومن 2.6 إلى 17.25 تحرك (بنزين 92)، ومن 1.8 إلى 15.25 وصل سعر السولار.
أما العجب العجاب فكان هذه المرة في القرار الصادر عن لجنة تسعير المواد البترولية بسلطة الانقلاب، والمنوط بها مراجعة أسعار المحروقات بشكل ربع سنوي اعتمادًا على سعر النفط في الأسواق العالمية، فعلى الرغم من تراجع سعر البترول عالميًا لأدنى مستوى منذ 2020، ووصول سعر البرميل إلى ما بين 60 و63 دولارًا، إلا أن السيسي أصر على رفع أسعار المحروقات بشكل غير مسبوق فجر الجمعة الماضية، تنفيذًا لتعليمات صندوق النقد الدولي للحصول على قروض جديدة لإهدارها على مشاريع هدفها الوحيد أن تكون منجمًا للسرقة والنهب من جانب عصابة الجيش الانقلابي.
الرئيس السيسي للمصريين: اصبروا وسترون العجب العجاب في مصر
وقد حدّدت حكومة الانقلاب مخصصات الوقود في موازنة (2024/2025) على أساس سعر برميل البترول بـ85 دولارًا، ما يعني أن وصول السعر إلى 60 دولارًا يحقق وفرًا في الموازنة يبلغ 25 دولارًا عن كل برميل.
كما خفّضت الحكومة من تقديراتها لسعر البترول في موازنة العام (2025/2026) إلى 77 دولارًا للبرميل، بانخفاض عن موازنة العام المالي الحالي بـ5 دولارات، فيما تستهدف خفض مخصصات دعم الوقود بمشروع الموازنة إلى 75 مليار جنيه.
وكانت حكومة الانقلاب قد رفعت جميع أسعار المحروقات فجر الجمعة الماضية، بمعدل 2 جنيه للتر الواحد في كل أنواع الوقود، حيث ارتفع سعر "بنزين 95" –وقود الأغنياء– من 17 إلى 19 جنيهًا للتر بزيادة 11.8 بالمئة، و"بنزين 92" من 15.25 إلى 17.25 جنيهًا للتر بزيادة 13.1 بالمئة، و"بنزين 80" –يستخدمه الفقراء– من 13.75 إلى 15.75 جنيهًا للتر بزيادة 14.5 بالمئة.
كما ارتفع السولار من 13.5 إلى 15.5 جنيهًا للتر بنسبة 14.8 بالمئة، وسعر الكيروسين بنسبة 14.8 بالمئة إلى 15.50 جنيهًا للتر بدلًا من 13.50 جنيهًا.
ورفعت حكومة الانقلاب كذلك سعر أسطوانة البوتاجاز المنزلي 50 جنيهًا دفعة واحدة (من 150 إلى 200 جنيه) بزيادة 33 بالمئة، وأسطوانة البوتاجاز التجاري 100 جنيه كاملة (من 300 إلى 400 جنيه).
وارتفع سعر طن الغاز الصب من 12 إلى 16 ألف جنيه، وطن المازوت من 9500 إلى 10500 جنيه للطن، مع رفع الغاز المورد لقمائن الطوب من 190 إلى 210 جنيهات للمليون وحدة حرارية، وتثبيت المازوت المورد للكهرباء والصناعات الغذائية، وغاز تموين السيارات.
كذلك، ارتفع سعر أنبوبة الغاز المنزلي من 7 جنيهات إلى 200 جنيه، وهو ما قابله ارتفاع الدين الخارجي من نحو 40 مليار دولار إلى أكثر من 160 مليار دولار.
الزيارة الرابعة خلال عام
قرار حكومة الانقلاب برفع أسعار المحروقات هو الرابع خلال عام، والثاني خلال 6 شهور، ويأتي بعد زيادات طالت أسعار الوقود ثلاث مرات خلال العام الماضي، فيما يتزامن مع قرارات خفض أسعار المحروقات في عدة دول عربية، بينها الأردن وقطر والإمارات والمغرب.
وبهذا القرار، زادت أسعار الوقود في البلاد للمرة الـ19 منذ بدء عمل لجنة التسعير في تموز/ يوليو 2019، بزيادة إجمالية بلغت 181 بالمئة للسولار (ارتفع من 5.50 إلى 15.50 جنيهًا للتر)، و186 بالمئة لبنزين 80 (من 5.50 إلى 15.75 جنيهًا)، و155 بالمئة لبنزين 92 (من 6.75 إلى 17.25 جنيهًا)، و145 بالمئة لبنزين 95 (من 7.75 إلى 19 جنيهًا).
وتستهدف الزيادة الأخيرة تحقيق وفرة قدرها 35 مليار جنيه في موازنة (2024-2025)، بعدما رفعت الحكومة المصرية أسعار الوقود لتشمل جميع أنواع البنزين والسولار بزيادة كبيرة وموحدة بقيمة 2 جنيه للتر لكل نوع، وسط تطورات كبيرة شهدها يومي الجمعة والسبت، مع رفع أسعار الركوب والنقل والمواصلات، والمأكولات والخبز وغيرها من السلع.
تداعيات كارثية لرفع أسعار المحروقات
تحركت أسعار النقل والمواصلات مباشرة عقب إعلان كل محافظة عن تعريفة الركوب الجديدة، وبينها في العاصمة القاهرة، التي شهدت زيادة بنسبة 15 بالمئة في تعريفة ركوب الميكروباص والنقل الجماعي والعام، والتاكسي الأبيض الذي تحدد له مبلغ 11.5 جنيهًا لفتح العداد و25 جنيهًا لساعة الانتظار.
شعبة المخابز باتحاد الغرف التجارية المصرية، أعلنت بدورها عن ارتفاع بأسعار الخبز السياحي بنسبة 10 بالمئة، نتيجة لزيادة سعر أسطوانة البوتاجاز التجارية.
وتحدّث رئيس جمعية الحق في الدواء، محمود فؤاد، عن زيادات محتملة في أسعار الأدوية إثر قرار رفع أسعار الوقود، مشيرًا إلى بيان رسمي بوجود خطط لزيادة أسعار الأدوية، وأنه بحسب القرار الوزاري (499)، في حالات عدم استقرار أسعار العملة، تتم الزيادة تلقائيًا.