لايبدو أن لقاء القاهرة قبل أيام بين السيسي وماركون وعبدالله الثاني إلا نقاط على حروف مكر جديد، فمبجرد كشف "حماس" عن رفصها المفاجأة التي تلقاها وفدهم المفاوض في القاهرة، بطلب نزع سلاح المقاومة وتهجير المقاومين، أعلنت الداخلية الأردنية عن اعتقال 16 مشتبها به في الانتماء لحركة حماس، وضبط عبوات ومسيرات معدة لتهديد أمن البلاد، ثم عبر رئيس فرنسا ماكرون عن دعوته لوقف دائم لإطلاق النار في غزة (وله جنود من الجيش الفرنسي يشاركون جيش الاحتلال الصهيوني النازي قتل النساء والأطفال الفلسطينين في غزة) مع الإفراج عن الرهائن، مؤكدًا ضرورة نزع سلاح الفصائل الفلسطينية وإبعادها عن المشهد.
أي سلاح ؟؟
وكأن السلاح الذي يطلب الانقلابيون "المصريون" من المقاومة تسليمه يساوي في ميزان التسليح العسكري شيئا، على هذا النحو، كتب الباحث من غزة محمد النجار أسئلة كاشفة فاضحة:
هل تمتلك غزة سلاحا يستحق التفاوض بشأنه؟
هل تمتلك غزة طيرانًا حربيًا؟
هل لدى غزة دبابات وراجمات؟
هل لدى غزة مضادات طيران ودروع؟
هل لدى غزة صواريخ باليستية أو فرط صوتية؟
هل لدى غزة ترسانة سلاح تتفوق على أصغر دولة عربية؟
وساخرا كتب الأكاديمي الفلسطيني د. إبراهيم حمامي "تفاؤل حذر بعد العرض المصري، غزة توافق على وقف تخصيب اليورانيوم وتفكيك منشآتها وتحصيناتها النووية، ووضعها تحت الرقابة الدولية، وتقدم في محادثات التخلي عن برنامج الأسلحة الباليستية، والفرط صوتية العابرة للقارات".
وزاد في سخريته عبر @DrHamami "العقدة هي مسألة حاملات الطائرات التي ما زالت غزة ترفض تسليمها".
https://x.com/DrHamami/status/1912059241977757955
وسبق وتساءل المحلل السياسي سعيدالحاج قائلا: "أي سلاح مطلوب من المقاومة الفلسطينية تسليمه؟ مقاتلات إف٣٥؟ أم حاملات الطائرات؟ أم الصواريخ الباليستية؟ أم الصواريخ حاملة الرؤوس النووية؟ أم الدبابات المدرعة؟".
https://twitter.com/saidelhaj/status/1911864485792334017
وأضاف أن "أسئلة كثيرة تخطر على البال، بعضها ورد على لسان الفنان الراحل #أحمد_زكي، لكن السؤال المناسب للسياق، هنا يمكن أن يكون: ماذا تستفيد #مصر من عرض كهذا؟!!".
وللتوضيح عن طبيعة المتحكمين بمصر الآن قال الصحفي والمستشار الإعلامي أحمد عبد العزيز @AAAzizMisr: "سحب سلاح المقاومة، دعونا نقرأ الموضوع بالعكس؛ حتى نفهم إلى أين وصلت #مصر؟".
وأضاف أن "نقل ما يسمونه "الوسيط المصري" طلب العدو الصهيوني إلى #حماس وخلاصته: سلموا سلاحكم، تخلوا عن سلاح المقاومة، بعبارة أخرى "استسلموا" رغم أن العدو الصهيوني هو الطرف الخاسر والمهزوم، حتى الساعة!".
وتابع أن قبول "الوسيط المصري" بنقل هكذا رسالة إلى من يشكلون خط الدفاع الأول عن مصر، يعني بكل وضوح: أنه لا مانع لدى "الوسيط المصري" أن يستسلم إذا دخلت مصر حربا، ومن ثم، فإن الحديث عن الوطنية في الأغاني والمسلسلات والخطب ليس سوى تهريج، ولغو، وضحك على ذقون المصريين".
وأردف، "وأنه (الوسيط المصري) يرى #المقاومة_الفلسطينية عدوا كما يراها الإسرائيلي عدوا، وإلا لكان رفض نقل مثل هذا الاقتراح، واعترض عليه!".
وخلص إلى أن "الجيش المصري، بقيادته الحالية، ليس جيشا وطنيا، غير أمين على مصر وشعبها، تنحصر وظيفته الحالية في المحافظة على نظام معادٍ لمصر وشعبها، وسلاحه موجه للداخل لا للخارج، أي موجه لصدور المصريين الذين ينفقون من أقواتهم على تسليحه، وليس لصدور أعداء مصر، اقتلاع هذا النظام من جذوره، واجب شرعي، وضرورة وطنية؛ لأجل مصر وشعبها أولا .".
السلاح درع ضد التهجير
وذكر الغزاوي خالد صافي @KhaledSafi أن غزة درع ضد التهجير، وتساءل وهل تطلب من الجبل أن يُسلم ظله؟ أن تطلب من غزة أن تنزع سلاحها، فكأنك تطلب من القلب أن يتخلى عن نبضه، من الأرض أن تتخلى عن جذورها، ومن الشعب الفلسطيني أن يسلّم رقبته بعد أن قدّم كبده!".
وأضاف أن "وفد المقاومة في القاهرة فوجئ اليوم بأن المقترح المصري يحمل بندًا صريحًا لنزع سلاح المقاومة، حسبما ورد في الأخبار العاجلة على الجزيرة.
لكننا نقولها كما قالوها هم تحت القصف، وتحت الركام، وتحت النار منذ 18 شهرًا: "نموت ولا تُنتزع البندقية من كتفنا"..
واستدرك "ألا تعلم القاهرة أن هذا السلاح، هو الدرع الذي صدّ التهجير؟ هو الجدار الذي كسر خطة الاحتلال في تحويل غزة إلى مخيم نكبة جديدة؟ ألم يرَ العالم كله كيف صمدت غزة بسلاحها، والتفاف الشعب حول خيار المقاومة، لا ببيان بمقاومتها، لا بوعود المانحين، من خان يونس إلى الشجاعية، من النفق إلى سماء الطائرات المُسيّرة، لم تسقط البندقية من يد المقاومة يومًا، حتى وهم يصارعون الموت دون ماء أو خبز أو ظهرٍ يُسندهم.".
واعتبر أن "نزع سلاح المقاومة اليوم ليس تفاوضًا، بل إعلان قتل لما تبقى من فلسطين؛ لأن البندقية اليوم لم تعد خيارًا بل صارت شرط بقاء.".
ووجه نداء للشعب المصري "ويا أهل القرار في القاهرة: إن كنتم ترفضون التهجير، فاعلموا أن الذي أوقفه هو السلاح، لا الورق، وإن كنتم تحرصون على الأمن القومي المصري، فاعلموا أن السلاح الفلسطيني هو المتراس الأول لكم في سيناء وغزة على السواء.".
وفي رسالته إلى آخرين، أضاف "وإلى أولئك الذين يلوّحون بورقة ما بعد الحرب، نقول: "ليس في التاريخ ثورة سلمت سلاحها وبقيت، من الجزائر إلى فيتنام، من بيروت إلى بغداد، مؤكدا أن كل من سلّم سلاحه، سلّم شرف أهله بعده، والشعب الفلسطيني اليوم، يربط حياته بظل السلاح، أكثر مما يربطها برغيف الخبز.".
وقدم في تغريدته التحية للوفد المقاوم المفاوض، بعدما رفض المساس بثوابت الكرامة، تحية لمن قال "لا" في وجه من أراد تحويل المقاومة إلى ورقة مساومة.
نحن لا نخاف من الموت، بل نخاف أن نموت بلا بندقية في يدنا".
واستدعى الصحفي من غزة رضوان الأخرس عبر @rdooan كلمات الرئيس الشهيد د. محمد مرسي وعلق قائلا: "عندما حكم مصر رجل حر عزيز شريف، يتحدث هنا بلسان شعب أصيل، ويعبر عن روح أمة ترفض الخيانة والذل والظلم والمهانة.".
https://x.com/rdooan/status/1911879001179562171
الكاتب الفني عزالدين دويدرا توقع أن يفزع المصريون لتنحية الخونة وقال: "اللي يفكر ينزع سلاح المقاومة في غزة ، إحنا المصريين هننزع روحه بإذن الله.".
وعبر @ezzeldendevidar أضاف، "رسالة من #المصريين_الحقيقيين للمقاومة ، ارفعوا أحذيتكم في وجه السيسي، ولا تردوا حتى على #مقترح_العهر الذي يقدمه هذا القواد، المصريون مع المقاومة، هنسقط هذا القواد وهندوسه بإذن الله، وسننزعه من مقعده بحول الله وقوته ".
https://x.com/ezzeldendevidar/status/1911840949749096785
اليوتيوبر عبدالله الشريف @AbdullahElshrif أشار كلمات الأفغان عن جلوسهم مع الأمريكان للتفاوض، فكتب ""لولا هذا السلاح ما جلستم معنا من البداية" ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في مفاوضات الدوحة 2020 رداً على الشرط الأمريكي بنزع سلاح الحركة قبل المفاوضات، معلنا لمن لا يعلم "#السيسي_خاين_رسمي".
https://x.com/AbdullahElshrif/status/1911896855488905576
د.حمزة زوبع وعبر @drzawba علق "كفاية فضايح باسم مصر، مصر أكبر وأعز وأشرف وأنزه من أن يُقْرَن اسمها بمثل هذه المطالب السخيفة والجبانة والرخيصة، يا إخواننا مصر مخطوفة، ولا أحد يصدق ما تقوله أو يقال نيابة عنها، وهي رهن الاختطاف والتعذيب، سامحونا يا إخواننا في فلسطين والعالم.".
https://x.com/drzawba/status/1911884717974331688
واسترشد الأكاديمي أحمد بن راشد بن سعيّد @LoveLiberty_2 بما قاله الله عزوجل في هذا الشأن ﴿ ودَّ الذين كفروا لو تغفُلون عن أسلحتِكم وأمتعتِكم، فيميلون عليكم ميلةً واحدة ﴾.
https://twitter.com/LoveLiberty_2/status/1911850924131115031
