في أول أزمة تكشف عن فشل حكومة الانقلاب في تنظيم الحجاج المصريين وسفرهم إلى الأراضي المقدسة، أعلنت السلطات السعودية عن احتجاز أكثر من 500 حاج مصري في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، بسبب محاولتهم أداء فريضة الحج باستخدام تأشيرات زيارة أو تأشيرات سياحية غير صالحة لهذا الغرض، دون الحصول على تأشيرات الحج الرسمية المطلوبة.
وقالت السلطات السعودية: "إنها رفضت السماح لهؤلاء الحجاج بالدخول، وتم إبلاغهم بضرورة العودة إلى مصر، بسبب عدم امتلاكهم التصاريح اللازمة، مشيرة إلى أن هناك إجراءات مشددة على التأشيرات خلال موسم الحج، بهدف تنظيم تدفق الحجاج وضمان سلامتهم".
كانت السلطات السعودية، قد أعلنت عن قيود صارمة على استخدام التأشيرات السياحية والزيارة خلال موسم الحج، زاعمة أن هذه الإجراءات تهدف إلى تنظيم أعداد الحجاج، ومنع الزحام، وضمان سلامة المسجلين رسميًا، ونتيجة لذلك، تم اتخاذ قرار بإعادة الحجاج المصريين المحتجزين إلى بلادهم.
وكالات غير مرخصة
في خذا السياق تنصلت حكومة الانقلاب من مسئوليتها عن هذه الأزمة، واتهمت الوكلاء والشركات السياحية غير المرخصة بأنها المسئولة عن هذه المشكلة.
وزعمت أن هذه الشركات تستغل رغبة الحجاج في أداء الفريضة بتكلفة أقل، وتقدم لهم تأشيرات سياحية أو تأشيرات زيارة، والتي تمنعهم من دخول مكة المكرمة بشكل قانوني، مشيرة إلى أن هذه الوكالات تروّج لمسارات غير قانونية، مما يعرض الحجاج لمخاطر الاحتجاز أو الترحيل وفق تعبيرها .
وقالت حكومة الانقلاب: "إنه في بعض الحالات، يتم خداع الحجاج بوعود كاذبة، مثل توفير حافلات مكيفة لنقلهم إلى مكة، بينما يُتركون للسير لمسافات طويلة في درجات حرارة مرتفعة".
توعية الحجاج
في المقابل اتهمت السلطات السعودية حكومة الانقلاب بأنها لا تعمل على توعية الحجاج المصريين بإجراءات الحج الرسمية، مشيرة إلى أن بعض الوكلاء غير المرخصين وأحيانًا بعض الأئمة في المساجد يستغلون هذا النقص، ويقنعون الحجاج بأن بإمكانهم أداء الحج بتأشيرات غير مخصصة لهذا الغرض.
وحذرت من أن هذا الافتقار إلى المعرفة يجعل الحجاج عرضة للاستغلال، مما يؤدي إلى حوادث مثل تلك التي وقعت في مطار جدة.
وأشارت السلطات السعودية إلى أن القيود التي تفرضها ضرورية لضمان سلامة الحجاج وتجنب الزحام، مؤكدة أنه سبق لها أن أعلنت عن تعليق إصدار تأشيرات الزيارة والسياحة والعمرة لمواطني 14 دولة، بما في ذلك مصر، خلال موسم الحج، والذي يمتد حتى منتصف يونيو 2025.
وقالت: "إن هذه الإجراءات تأتي في أعقاب مأساة العام الماضي، حيث توفي أكثر من 1300 حاج، معظمهم من الحجاج غير المسجلين، بسبب الحرارة الشديدة والزحام".
