“المتحدة للإعلام” من الإعلام للإجرام !؟.. تورط مذيعة في تهريب المخدرات بعد فضيحة نهب “الطاهرى “للمليارات؟

- ‎فيتقارير

"المتحدة للإعلام " من الإعلام للإجرام ؟

تتوالى الفضائح التي تضرب مؤسسة "المتحدة للإعلام" التابعة للمخابرات بنظام المنقلب السفاح السيسى، والتي طالما قدمت نفسها كأداة الدولة في "ضبط المشهد الإعلامي"، لتتحول إلى ما يشبه وكرًا منظمًا للجريمة والفساد، وسط تساؤلات متزايدة حول من يحمي هذه المنظومة ومن يديرها فعلًا.

 

فبعد الاتهامات التي لاحقت رئيس تحرير "القاهرة الإخبارية" أحمد الطاهري بسرقة مليارات الجنيهات من أموال الشركة، فجّرت أجهزة الأمن مفاجأة جديدة بإلقاء القبض على الإعلامية والمنتجة الفنية بالشركة ذاتها، سارة خليفة، بتهمة الاتجار بالمخدرات، في قضية تتجاوز حدود الجرائم الفردية إلى بنية منظمة عابثة بالدولة والمجتمع.

 

شبكة مخدرات عابرة للحدود

بحسب ما كشفت عنه التحقيقات، لم تكن سارة خليفة تعمل بمفردها، بل قادت شبكة محكمة التنظيم تضم أكثر من عشرة أفراد، بينهم شركاء أجانب كانوا يتولون توفير المواد الخام من الخارج. الشبكة كانت متورطة في تصنيع وتوزيع "الحشيش الاصطناعي"، أحد أنواع المخدرات شديدة الخطورة والانتشار مؤخرًا في السوق المصري.

 

اللافت أن خليفة استخدمت شقة فاخرة في التجمع الخامس كمركز لتخزين وتوزيع المواد المخدرة، حيث عُثر بداخلها على كميات هائلة من "الشابو" و"الاستروكس" ومواد يُشتبه بأنها هيروين، إلى جانب معدات تصنيع وتغليف احترافية، في عملية تم تقدير قيمتها السوقية بـ 420 مليون جنيه.

 

الإعلام كغطاء.. والمخابرات كمظلة

كشفت التحريات أن خليفة كانت تعمل في مجال الإعلام دون تراخيص، بل إنها لا تحمل مؤهلًا دراسيًا معتمدًا، ولم تحصل على عضوية نقابة الإعلاميين، ومع ذلك تم تصعيدها في مناصب حساسة داخل "المتحدة للإعلام"، ما يثير تساؤلات حول من يقف خلفها ويمهّد لها الطريق.

 

ووفقًا لمصادر أمنية، فإن الإعلامية التي بدأت مسيرتها عبر الزواج من رجل أعمال عربي، تمكنت لاحقًا من بناء شبكة علاقات في دول عربية مختلفة، استُخدمت كغطاء لنشاط غير قانوني متعدد الأوجه، وسط تقارير تفيد بتورط مسؤولين في غض الطرف عنها رغم تحذيرات متكررة.

 

ضبط بالمليارات وتحقيقات موسعة

أسفرت المداهمة الأمنية عن ضبط 200 كيلوغرام من المواد المخدرة، وخمس سيارات فاخرة، وأدوات تصنيع احترافية، وأجهزة إلكترونية جرى تفريغ محتواها لمعرفة حجم الشبكة والمتورطين فيها.

 

وقد قررت النيابة العامة حبس خليفة وشركائها أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع التحفظ الكامل على الممتلكات والمضبوطات، فيما كُلّفت الأجهزة الأمنية بإجراء تحريات موسعة حول علاقات المتهمة داخل وخارج الشركة.

 

هل تتحول المتحدة للإعلام إلى غطاء للأنشطة غير المشروعة؟

تأتي هذه الفضيحة بعد شهور من تسريبات وتقارير تتحدث عن فساد مالي ضخم داخل مؤسسة "المتحدة"، حيث تورط أحمد الطاهري، المقرب من دوائر القرار، في قضايا اختلاس مالي بلغت مليارات الجنيهات، دون أي مساءلة حقيقية حتى اللحظة.

 

ويرى مراقبون أن المؤسسة التي صُممت لتكون الذراع الإعلامية للمخابرات، باتت مرتعًا للفشل الإداري والفساد المالي والانحراف الأخلاقي، في ظل غياب الرقابة الفعلية، وتغليب الولاء السياسي على الكفاءة والمهنية.

 

من هي سارة خليفة؟

ولدت سارة خليفة عام 1994 في القاهرة، وبدأت مشوارها الإعلامي في قناة ART قبل أن تنتقل إلى قناة الشرقية حيث قدمت عدة برامج ترفيهية. في 2016، تزوجت من لاعب الأهلي والزمالك السابق محمود عبد المنعم "كهربا"، في علاقة انتهت سريعًا بالخلافات والاتهامات القضائية، إذ تقدمت ضده ببلاغات تتعلق بتبديد منقولات زوجية وشبكة ذهبية بقيمة 200 ألف جنيه.

استغلال أجهزة الدولة لمنصات الإعلام

تكشف هذه القضية مجددًا عن خطورة استغلال أجهزة الدولة لمنصات الإعلام في غير أغراضها، وتحويلها إلى غطاء سياسي ومالي لأشخاص محصنين من المساءلة. ومع تعدد القضايا التي تمس قيادات "المتحدة"، تتصاعد المطالبات بفتح تحقيق شامل في تركيبة هذه المؤسسة ونشاطها، وصولًا إلى محاسبة من يقف وراءها ويمدها بالحماية من أعلى المستويات.