بعد 24 أسبوعا من الحضور الإلزامي أمام الأكاديمية العسكرية حضر السيسي مجددا، لتخريج 550 من أئمة الأوقاف الذين فرض عليهم بين طابور طويل من الأئمة الحضور بالجبة والعمة والقفطان وشارة حمراء وقسم ولاء للسيسي، ليخرج حفل طويل عبر الإعلام المحلي ليهين أئمة وخطباء مصر ليقول عنهم خالد الجندي: "عصر الداعية التقليدي وغير اللائق بدنيا وذهنيا انتهى ، لأنه يرى أن الإمام الذي يتخرج من الأكاديمية العسكرية هو المستنير، وإن إمام وزارة الأوقاف غير لائق بدنيا وذهنيا ".
المتخصص في التنمية البشرية د. مراد علي وعبر @mouradaly قال: إن "خضوع أئمة الأوقاف للتأهيل داخل #الأكاديمية_العسكرية يأتي ضمن تغوّل المؤسسة العسكرية في قطاعات لم تكن يوماً من اختصاصها، بدءاً من الاقتصاد مروراً بالإعلام، وانتهاءً الآن بالدعوة والخطابة الدينية".
وأضاف "إخضاع الأئمة لتأهيل عسكري ليس إصلاحًا دينيًا، بل تسييس مُمنهج للمنبر والمسجد مما يُفقد الخطاب الديني مصداقيته، حيث يُصبح الأئمة أداة لنشر خطاب النظام بدلاً من التركيز على الجوانب الروحية والأخلاقية.".
ورأى ثالثا أن ذلك " يُقلل من استقلالية الأزهر ويُضعف دوره التقليدي كمرجعية دينية مستقلة.".
ورابعا أشار إلى أن "فرض خطاب ديني موجه من قبل الجيش يُثير استياء شرائح كبيرة من المجتمع التي ترى في هذا التدخل محاولة للهيمنة على كل مناحي الحياة، بما في ذلك المعتقدات الدينية، مما يُعمّق حالة الانفصال بين الدولة والمجتمع".
وخلص مراد علي إلى أن هيمنة الجيش المصري على الاقتصاد والإعلام والقضاء والدعوة الدينية خطرٌ حقيقي على التنمية والاستقرار في مصر، هذه الهيمنة تُعيق النمو الاقتصادي، تُضعف المؤسسات المدنية، وتُقلل من فرص بناء مجتمع ديمقراطي عادل.
وأكد أن "الحل يكمن في وقف تدخل الجيش في السياسة والاقتصاد، وضمان استقلالية القضاء والإعلام والمؤسسات الدينية. دون هذه الإصلاحات، ستبقى مصر عالقة في دوامة من التحديات البنيوية التي تعيق تقدمها وتهدد استقرارها.".
الصحفي طه خليفة وعبر فيسبوك قال: "كما فهمت مما هو منشور أن هذه الدورة هي الثانية التي يتخرج فيها أئمة من الأكاديمية العسكرية".
والسؤال: ما علاقة إمام وخطيب مسجد بالعلوم العسكرية، أو التدريب العسكري، أو الدراسة في أكاديمية عسكرية لمدة 24 أسبوعاً، أو حتى الحضور والمكوث فيها ولو من دون دراسة أو تدريب؟.".
وتساءل "هل الهدف تعليمه الانضباط والاستيقاظ مبكراً، أو التدريب صفا وانتباه، والحركة بالخطوة السريعة، وصُف، واجرِ في المكان، وستة استعد، أم ماذا بالضبط؟ وهل بعد تخرجه سيحمل درجة أو رتبة عسكرية مثلاً بجانب وظيفة الإمام والخطيب؟.".
واختصر الناشط تامر جمال عبر @tamergamalhosny قائلا: "فضيلة الشيخ عادل العقيد، أول دفعة أئمة الهايكستب #مصر، أدى القسم أمام #السيسي".
https://twitter.com/tamergamalhosny/status/1914775737992720745
وعبر عبفتاح القصري عن تعحبه "أنتم متخيلون الصورة فيها كام مختار كفتة على كام هلالى وجندى؟ هكذا كان كهنة فرعون، سبحان الله التاريخ واحد بس البشر والأسماء اللي بتتغير، اعتراف رسمى بجح أنهم خُدام الحاكم وليس رجال دين الله #نهاية_الزمان".
https://www.facebook.com/photo/?fbid=122164714196369501&set=a.122108098106369501
وتساءل طارق الحلو على فيسبوك Tariq Elhelw "ما كانوا يجيبوا روبوتات من الصين يبرمجوها و يحطوها في المساجد تاعبين نفسهم ليه ؟".
أئمة على نهج خالد الجندي و سعد الهلالي ومن على شاكلتهما، والخطبة كلها هتبقى أوامر وصفا وانتباه واقعد القعدة العسكرية يامستمع منك له، دول هيخطبوا فينا واللا هيزعقوا لينا ، كل الجامع انتباه كله يحاذي على اليمين، اسمع الكلام يامصلي منك له 😡😡😡😡".
وتساءل "حتى الدين ؟ اتركوا أهل الدين فأنتم أهل دنيا، هل الأزهر قصّر ولا كليات الدعوة وأصول الدين والشريعة والقانون والدراسات الإسلامية مفيهاش تعليم حاليا ؟".
عسكرة الخطاب الديني
منصة (الموقف المصري) أشارت إلى أنه "من تجديد الخطاب الديني إلى عسكرته، الخيال الشمولي للنظام مازال جامحا، معتبرة أن عبارة، شهد السيسي حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة الأوقاف في الأكاديمية العسكرية المصرية هو في حد ذاته، تثير التساؤل والدهشة في أي بلد طبيعي في العالم، لكن في بلد معسكر زي مصر، معدش ده غريب، بعد ما أصبح القضاة والدبلوماسيون والمعلمون وأئمة الأوقاف مطلوبا منهم الخضوع لدورات في أكاديمية عسكرية.".
وعن كون الدورة استمرت لمدة 24 أسبوعا، وشهدت تخريج 550 إماما من أئمة الأوقاف، والهدف منها وفق التصريح تعزيز قدرات الأئمة على مختلف المستويات بما يسهم في الارتقاء بالخطاب الديني تساءلت المنصة، هل ظباط الكلية الحربية كانوا يدرّسون علوما دينية لشيوخ الأوقاف؟ قطعا لأ، هل الأمر كان متعلقا بتطوير أدوات الاتصال مثلا ومهارات التواصل عندهم؟ طيب هذا الأفضل يتعمل في كلية التربية أو كلية الإعلام أو كلية الآداب مش في الكلية الحربية.".
مشهد من القرون الوسطى
واعتبرت المنصة أن "المشهد لم يتوقف عند هذه النقطة، وإنما اكتمل بإلقاء الأئمة لقسم ولاء، وده بيصعّب المشهد أكثر، لأن من غير المفهوم لماذا يقسم رجال الدين قسم ولاء ولأي جهة؟".
ورأت مشهد القسم أشبه بمشهد في رواية ديستوبيا زي روايات جورج أورويل، الزعيم السياسي فيها يتحكم في حياة كل إنسان في الشعب، بما في ذلك في شكل تدينه وطريقة تفكيره وطريقة كلامه، ويوصف أي حاجة تختلف معاه بأنها تطرف يجب معاقبته.
وقالت: إن "القرون الوسطى وقت ما كان الحكام بيشوفوا نفسهم ظل الإله في الأرض، وإن مهمة المؤسسة الدينية هي تأكيد شرعيتهم وتجريم معارضتهم".
وخلصت إلى أن ما حدث في الأكاديمية العسكرية مشهد عبثي ومرعب، يستأنف مسيرة طويلة عمرها أكثر من عشر سنوات من الخيال الشمولي إلى السلطة الحالية بتتخيل فيه إنها هتحوّل الشعب إلى نسخ مطبوعة من بعضه، مفيش اختلافات، فيه فقط انصياع وخضوع مطلق للسلطة، لدرجة إلقاء قسم ولاء أمامها.".
الراحل د. يحيى القزاز كان له تعليق بعد الدورة الأولى لأئمة الهايكستب في سبتمبر 2023 وقال @KazzazYahia: "اللواء الطبيب واللواء المهندس واللواء الإمام (إمام المسجد)، وغدا اللواء شيخ الأزهر واللواء وزير الأوقاف واللواء المفتي، واللواء رئيس المحكمة واللواء مدير المدرسة واللواء رئيس الجامعة، عسكرة الدولة فعليا من أهم إنجازات السيسي، لم يبق سوى الإعلان عنها رسميا.".
وأضاف عبدالله ضيف @111111_abdallah "العسكري أبو عمة أحدث إصدارات الجنرال السيسي بعد عسكرة مصر".
المؤسسة العسكرية تقوم بترويض الأئمة المرشحين للعمل بوزارة الأوقاف، حتى يقوموا بدورهم بترويض الناس"
