في مشهد غير مسبوق منذ احتلال القدس عام 1967، يشهد المسجد الأقصى موجة متصاعدة من الاقتحامات الاستفزازية، التي تجاوزت حدود العبث إلى محاولة فرض أمر واقع جديد.
خلال الأسبوع الماضى، اقتحم نحو 7 آلاف مستوطن ساحات الحرم القدسي، في مشهد يعكس تحوّلا خطيرا في مسار الصراع.
ولم يتوقف الأمر عند الاقتحامات، بل انتقل إلى حرب نفسية وتحريضية جديدة تقودها الجمعيات الاستعمارية والمتطرفين داخل تل أبيب، من خلال نشر مقطع فيديو مُنتجا بتقنية الذكاء الاصطناعي، يُظهر مشهدا صادما لتفجير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، تحت عنوان "العام القادم في القدس".
معرض للانهيار
من جانبه، قال الدكتور محمد حمزة، أستاذ الحضارة الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن دولة الاحتلال تنفق 30 مليون دولار سنويا للبحث والحفر على الآثار في القدس والضفة الغربية، وجميع الآثار التي تم اكتشافها منذ عام 67 تم تسجيلها باسم دولة الاحتلال.
وأكد «حمزة» -في تصريحات صحفية أن المسجد الأقصى معرض للانهيار في أي وقت، لأنه بلا أساس ومبني على جبل يسمى «موريا»، ومشكلة القدس أنها مبنية على أرض جبلية جافة، والمسجد الأقصى منذ زمن الخليفة العباسي المهدي، وكان الأول 15 رواقا والآن ومنذ عهد الحملة الصليبية أصبح 7 أروقة فقط، وقبة الصخرة تم بناؤها في عهد عبد الملك بن مروان والمبنى الحالي للمسجد بُني في عهد الوليد بن عبد الملك.
وأشار إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما عرج للسماء في رحلة الإسراء والمعراج وصلى بالأنبياء والرسل، لم يكن هناك مسجد بل كان هناك موضع للسجود فقط كما كان الحال بالنسبة للحرم المكي، والفارق بين موضع الحرم المكي وموضع المسجد الأقصى 40 عاما فقط..
قافلة الأجيال
وأضاف«حمزة» : ما يحدث الآن بساحة الأقصى هو من أعلى سياسات التهويد وتيرةً ومعظمها يجري في الخفاء، ومنها حفر شبكات أنفاق متشعبة يصل طول بعضها إلى 600 متر، وبعضها يخطَّط له أن يصل إلى مقارِّ المباني الحكومية داخل المدينة وبناءُ كنيس من طابقين في الزاوية الجنوبية الغربية، وتفريغُ الأرض لكشف أساسات الأقصى، واستخدامُ المذيبات الكيماوية للتأثير على أساسات المسجد، وإنشاءُ مبنى قافلة الأجيال الذي يحوي عدة غرف تتحدث عن التاريخ اليهودي.
وتابع: الصهاينة يسعون إلى بناء كنيس غرب ساحة الأقصى على مساحة 50 مترا، كما قاموا بتركيب عشرات كاميرات المراقبة على أسوار المسجد لمراقبة المصلين، وتركيب أجهزة خاصة حول الساحات تُصدِر شحنات كهربائية لتفريق تجمعات المصلين داخل ساحات المسجد .
10 أعمدة
وكشف «حمزة» عن وجود مخطط خطير يراد بالأقصى مستقبلًا يتضمن بناء 10 أعمدة بعدد الوصايا العشر قرب الحائط الغربي من المسجد الأقصى؛ بحيث تكون الأعمدة على ساحة المسجد حاليًا، ومن ثَمَّ يقام عليها الهيكل، وكذلك إقامة الهيكل قرب الحائط الغربي من المسجد الأقصى بشكل عمودي؛ بحيث يصبح الهيكل أعلى من المسجد مع ساحة المسجد من الداخل، وحفر مقطعٍ التفافي حول مسجد قبة الصخرة بعمقٍ كبيرٍ، ونقلِ المسجد كما هو خارج القدس، وإقامةِ الهيكل مكانه وبالتالى هدم الأقصى برمَّته، وإنشاء الهيكل مكانه.