مساعدات الأمريكان في غزة مصائد للقتل .. والصهاينة يرعون مجددا سيناريو الفوضى والعصابات

- ‎فيعربي ودولي

حوّل الاحتلال الصهيوني غزة إلى مصائد للقتل الجماعي بعد 22 شهيداً وأكثر من 115 مصاباً بمواقع توزيع "المساعدات الأمريكية – الإسرائيلية" فجر الأحد ما رفع عدد الشهداء في تلك المواقع إلى 39 شهيداً وأكثر من 220 جريحاً في أقل من أسبوع من التجربة الفاشلة لإغاثة الغزيين الذين يتعرضون إلى حرب شاملة، والعصابات والمجرمين والفوضى في القطاع جزء منها.

 

الصحفي تامر @tamerqdh من غزة أشار إلى أن الأوضاع في قطاع غزة مُخيفة إلى درجة لا تُوصفُ، فوضى، جريمة، سرقة، عصابات، لم تعد هناك أي سيطرة أمنية، بعد الاستهداف الهائل لأبطال التأمين والنظام في الفترة الأخيرة، وتجميع كامل سكان القطاع في مناطق ضيقة لا تتسع لهم، مع تقديم مساعدات لا تكفي 1% منهم.".
 

ولخص المشهد قائلا: "إسرائيل  تسمح بدخول شاحنات المساعدات عبر مؤسسات دولية، لكنها تُنهب بالكامل،نعم، بالكامل ،وهي تعرف ذلك مسبقًا.، وربما يكون هذا هو السبب الحقيقي لسماحها بالدخول، إذ تحدد مسار سير الشاحنات لتكون أسهل للسرقة.".

ونبه إلى أن "الحشود باتت تهاجم بعضها البعض من أجل كيس طحين، والمواطن العادي بات يخشى السير في الشوارع وهو يحمل زجاجة زيت في بعض المناطق ، المجاعة تنتشر كالسرطان، وتدفع الناس إلى فقدان عقولهم، قد يكون هذا النداء الأخير: أنقذوا غزة، أنقذوها من هذا الشر الذي قد لا يتوقف، حتى لو جاء وقف إطلاق النار متأخرًا، غزة بحاجة إلى وقف الحرب، لتتنفّس قليلًا، قبل أن تختنق تمامًا".
 

 

https://x.com/tamerqdh/status/1928724176044454244
 

 

مجموعة ياسر أبو الشباب

ويبدو أنه لم تقض قوة مجد على ياسر أبو الشباب خليفة دحلان في القطاع ومنظم الفوضى الأول، باعتباره من الترابين وابن عمومة لإبراهيم العرجاني.

ويمر "أبو شباب" ومجموعته في أنحاء غزة، بضوء أخضر صهيوني وتجميع "الكواد كابتر" الصهيونية فضلا عن علاقاته بعناصر من قوى الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وضمن نقاط تمركزها.

و"أبو شباب" يعتبر قائد ميليشيا تنهب المساعدات الإنسانية المقدمة لأهل القطاع، وتثير الفوضى الأمنية وتشارك في الإبادة.

وهو بحسب (محمد الفاتح) تبرأت منه قبيلته الترابين في رفح المحتلة، حيث إنه من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ينتمي إلى قبيلة الترابين الممتدة بين غزة، صحراء النقب، وشبه جزيرة سيناء، برز اسمه في سياق أحداث مثيرة للجدل خلال الحرب في القطاع.

 

 

وارتبط أبو شباب بأنشطة إجرامية تتعلق بنهب قوافل المساعدات الإنسانية، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الاحتلال، وفقًا لتقارير إعلامية ومصادر أممية.

 

وقاد "أبو شباب" مجموعة مسلحة تضم حوالي 100 عنصر، معظمهم من ذوي السوابق الجنائية، استغلوا الفوضى الناتجة عن الحرب للسيطرة على توزيع المساعدات، بما في ذلك سرقة شاحنات تحمل مواد غذائية وإمدادات أساسية.
 

وفاقمت عمالته أزمة المجاعة في غزة، حيث أعاقت توزيع المساعدات، خاصة في جنوب القطاع وتأكد تعاونه مع الاحتلال، حيث أشارت مصادر مثل صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة قدس الإخبارية إلى أن أبو شباب كان يعمل تحت حماية وتنسيق مباشر مع جيش الاحتلال في مناطق مثل شرق رفح ومحيط معبر كرم أبو سالم.
 

في مايو 2025، ظهرت صورة له وهو يرتدي خوذة مكتوب عليها "قوة مكافحة الإرهاب" بجانب دبابة صهيونية، عززت هذه الصورة الاتهامات بأنه يعمل كشريك أمني للاحتلال تحت غطاء حماية المساعدات ضمن خطة إماراتية-صهيونية لنشر الفوضى في غزة ودعم ترتيبات ما بعد الحرب.

ولهذا الرجل سجل جنائي، واعتقلته أجهزة أمن غزة قبل الحرب بتهم تتعلق بتهريب خمور ومخدرات، وأُفرج عنه بعد تدمير مقار أمنية جراء القصف الصهيوني في بداية الحرب.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=3276171395859371&set=a.289892634487277

 

المساعدات لا إنسانية

وقال المكتب الإعلامي الحكومي: إن "تكرر جريمة قتل الفلسطينيين وهم في طوابير انتظار المساعدات جريمة متكررة تثبت زيف الادعاءات الإنسانية، بعد مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين الجوعى الذين احتشدوا في مواقع توزيع ما يُسمى "المساعدات الإنسانية"، التي تشرف عليها شركة أمريكية "إسرائيلية" بتأمين من جيش الاحتلال ضمن ما يُعرف بالمناطق العازلة في مدينة رفح".

وأكد المكتب الإعلامي أن "ما يجري هو استخدام ممنهج وخبيث للمساعدات كأداة حرب، تُوظف لابتزاز المدنيين الجوعى وتجميعهم قسراً في نقاط قتل مكشوفة، تُدار وتُراقب من قبل جيش الاحتلال وتُموّل وتُغطى سياسياً من الاحتلال والإدارة الأمريكية، التي تتحمّل المسؤولية الأخلاقية والقانونية الكاملة عن هذه الجرائم".

وأكد أنه "ثبت بالدم، وبشهادات العيان والتقارير الميدانية والدولية، أن مشروع "المساعدات عبر المناطق العازلة" هو مشروع فاشل وخطير، يشكّل غطاءً لسياسات الاحتلال الأمنية والعسكرية، ويُستخدم للترويج الكاذب لمزاعم الاستجابة الإنسانية، في الوقت الذي يُغلق فيه الاحتلال المعابر الرسمية، ويمنع وصول الإغاثة الحقيقية من الجهات الدولية المحايدة".
 

وحملت حكومة غزة الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن المجازر المستمرة في مواقع توزيع "المساعدات" التي تُنفذ تحت غطاء إنساني كاذب، كما نحمّله ومعه الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية المباشرة عن استخدام الغذاء سلاحاً في الحرب على غزة.

 

وطالبت "الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، وفتح المعابر الرسمية فوراً دون قيود، وتمكين المنظمات الأممية والدولية من تقديم المساعدات بعيداً عن تدخل الاحتلال أو إشرافه".
 

ودعت إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة على وجه السرعة، لتوثيق هذه المجازر، بما فيها جرائم القتل في مواقع توزيع المساعدات، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية.

 

ورفضت حكومة غزة "رفضاً قاطعاً كل أشكال "المناطق العازلة" أو "الممرات الإنسانية" التي تُقام بإشراف الاحتلال أو بتمويل أمريكي، ونُحذر من خطورة استمرار هذا النموذج القاتل الذي أثبت أنه فخ للمدنيين الجوعى لا وسيلة للنجاة" مطالبة الدول العربية والإسلامية والدول الحرة في العالم بالتحرك العاجل والفاعل لتأمين ممرات إنسانية مستقلة وآمنة بعيداً عن الاحتلال، وإنقاذ ما تبقى من سكان غزة المحاصرين في مواجهة المجاعة والمجازر اليومية.