ما انفكت إسطوانة عقدية الشيعة تراوح مكانها مجددا، كما كانت أثناء الحرب التي خاضها حزب الله في لبنان وأثخنت في جيش العدو وأظهرت ضعفه، وإن كانت مستمرة مع الشقيق اليمني الذي أيد غزة ودفع عنها تحقيقا لمصالحها القومية بالدرجة الأولى، ثم تأتي الشعارات الأخرى بالدرجة الثانية، وهذا مفهوم فكل ذخيرة حزب الله و الحوثي من إيران أو بدعم إيراني و معظم ذخيرة حماس المصنعة في غزة كانت بدعم إيراني بالمال والتقنية والتدريب.
الباحث صفوت بركات كتب مفسرا "الصّراع بين المغضوب عليهم والإيرانيين" وأنه "..دائرٌ على حرمان إيران من قاعدة علميّة مُتقدّمة مُستقلّة ذات أبعاد متعدّدة لا علاقة له ببعد دينيّ أو إثنيّ.".
وأشار إلى أن "فأصل الصّراع في الشرق الأوسط منع أي قاعدة علميّة مُتقدّمة مُستقلّة ذات أبعاد متعدّدة تمكّن أيّ دولة من الاستقلال والسّيادة وقول "لا" للمغضوب عليهم".
واعتبر أن "..اجترار الدين والعقيدة والصّراع المذهبيّ فهي مبررات يُصدّرها ويرعاها الفشلة في الشرق الأوسط لستر خيبتهم وفشلهم وتخلفهم وعجزهم عن امتلاك مفردات القوّة المستقبليّة ألا وهي المعرفة والتّقنيات قبل الاكتفاء الاقتصاديّ.
ورأى محمود العجمي Mahmoud Elagamy أنه "لا مجال للمقارنات وأتمنى أن تكون هذه المقارنة مجرد مقارنة فنية تعليمية بغرض تعلم الدروس واستلهام العبر، لا لغرض طائفي بغيض وفتان يحاول إثبات أيهم جند الله وأينا إلى الله أقرب وأي الفريقين مؤيد من السماء، ولنتذكر أن جبهة الإسناد والمقاومة واحدة ومعسكر المقاومة واحد وعدونا واحد ومعركة الشرف لا التباس فيها".
وقال "العجمي": ".. ماتنساش أن حماس بتقاتل بدعم وتسليح إيراني وما تنساش أن جبهة الإسناد من الحوثيين وحزب الله هم المدافع الوحيد والمشارك الوحيد في القتال وأن إيران تعاقب وتدفع فاتورة دعمها الكامل لفلسطين، وهذه بطولة وشرف من العار تشويهها لأسباب طائفية".
وكتب الشيخ عبدالله رشدي @abdullahrushdy مجيبا على متسائلين، "الشيعة ليسوا كفاراً، هم مسلمون "مُبتدعة" من أهل القبلة، ولا يكفر أحدهم إلا أن يأتي بناقض من نواقض الملة.
١- وهذا كمن يزعم أن علياً خيرٌ من نبينا محمد.
٢-أو أن الرسالة أُنزلتْ على نبينا محمدٍ خطأً.
٣-أو أن يرمِيَ أحدُهم عائشةَ بما برأها الله منه.
٤-أو أن يزعم أن القرآن مُحرَّفٌ أو سبَّ صحابياً من أجلِ الصُّحبةِ.
فهذا الذي ذكرناه هو ما به يكون الكُفر.
وأما سبُّ الصحابة لا بسبب الصُّحبةِ بل لسبب آخر كأن يظن أنهم أخذوا حق عليٍّ في الخلافةِ أو ضربوا فاطمةَ ونحو ذلك من الأكاذيبِ، فهذا كبيرةٌ وفِسقٌ؛ لكنه ليس كُفراً.
هكذا تحرير المسألة.
وبناءً عليه فنقول:
روَّقوا على العِدا سدَّد الله الرَّمْيَ.
https://x.com/abdullahrushdy/status/1933619383940887039
العقيدة الحقة
وعلق الكاتب الفلسطيني بالشرق القطرية أدهم شرقاوي @adhamsharkawi قائلا: "كأنَّها الجولة الأخيرة! .. إنَّ زوال "إسرائيل" من الوجود حقيقة قرآنيّة، ووعدٌ نبويٌّ، لهذا نحن لا نسأل هل ستزول أم لا؟ لأنها زائلة لا محالة! وإنما السُّؤال هو متى؟!.. وليس من مذهبي القعود عن العمل وانتظار المعجزات، بل إني أؤمنُ أن المعجزات إنما تأتي بعد أن يستنفدَ المؤمنُ أقصى ما يستطيعُ من العمل! حين يرمي الباطل بكلِّ قوته فيبدو على بعد خُطوة من الظَّفرِ، ويصمدُ الحقُّ حتى آخر ذرَّة فيه الصمود، فيبدو أنَّه قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة، تأتي المعجزة.
القرآن الكريم يُعلَّمنا حقيقة ثابتة وهي أنَّ صراع النفوذِ يختلفُ عن صراع العقيدة!
في صراع النفوذ يذرُ اللهُ النَّاسَ لما بين أيديهم من الأسباب وموازين القوى، فمن ملكَ أقواها غلبَ!
أمّا في صراع العقيدة، فلا يلزمُ أبداً أن تتكافأ القوى، ولا أن تتقابل موازين الأسباب!
كل الطغاة الذين أخذهم الله أخذ عزيز مقتدرٍ إنما أخذهم وهم في قوّة جبروتهم!
حين أهلكَ اللهُ فرعون لم يهلكه بتغيير موازين القوى، وإنما أهلكه وهو يقول: أنا ربكم الأعلى. أخذه وهو في أوج قوّته، على رأسِ جيشه المدجج!
وحين أهلكَ اللهُ النمرود لم يهلكه في لحظة ضعفٍ، وإنما أهلكه وهو قمّة غطرسته، يُنادي في النَّاس: أنا أُحيي وأميتُ.
وحين أهلكَ اللهُ عاداً، لم يهلكها بتغيير الأسباب، وانقلاب الموازين، وإنما أهلكهم وهم يقولون: من أشدُّ منّا قوَّة.
وحين أهلكَ اللهُ ثمود، فإنما أهلكهم وهم ما زالوا يجوبون الصَّخر بالواد.
وحين شتَّتَ اللهُ شمل الأحزاب يوم الخندق، كانت الأرض قد ضاقتْ على المؤمنين بما رحبت، وبلغت القلوب الحناجر.
جولة من الجولات
وأضاف، ".. حين بدأتِ الحربُ على غزَّة كنتُ أعتقدُ أنها جولة من جولات الحرب، ستنتهي كما انتهتْ كلّ الجولات التي قبلها، أما الآن فشيءٌ ما في داخلي يقول إنها الجولة الأخيرة! وإنها لن تبقى على الشكل الذي هي عليه الآن، ستأتي ريح الأحزاب بإذن الله، ورياح اللهِ لها ألف شكلٍ وهيئة، وما يعلمُ جنود ربّك إلا هو!.. وحتى إن انتهت كما انتهتْ الجولات السّابقة، فستكون قد بدأت من حيث انتهتْ!.. ولكن الشيء المؤكد أنَّ هذه الحربُ خرجتْ منذ زمنٍ من أيدينا وأيديهم، يدُ اللهِ تُسيِّرها!".
واستدرك، " لستُ ضدَّ العقلانيّة، وحساب الأسباب، والنظر إلى الواقع! ولكن العقلانيّة ترفضُ كلَّ هذا الصمود، كلُّ ما يحدثُ هو ضدُّ العقل أساساً! والأسباب لا تُنتج كلّ هذا الثبات!
والواقع يقول إن دولاً عظمى كانت لتنهار تحت كل هذا القصف والعدوان فكيف يصمد قطاع هو أصغر مساحةً من كلِّ عواصمنا؟! والأدهى من ذلك أنه بجغرافيته المسطحة بلا جبال ولا وديانٍ ولا غابات هو منطقة ساقطة عسكرياً عند أول هجوم من هذه الترسانة المهولة التي تملك البحر والجو واليابسة! وبالنظر إلى أنَّ حروب “إسرائيل” السابقة مع جيوشنا كانت تنتهي بساعات، فالحديث عن الواقعيَّة يبدو إيماناً مادياً غثيثاً!
وخلص "شرقاوي" إلى أنه "لا يوجد محتلٌ بقيَ على احتلاله، هذه حقيقة ثابتة لا يستطيع أحد تكذيبها، بغض النظر عن عقيدة أصحاب الأرض! كل احتلالٍ زال هكذا يخبرنا التاريخ، وكل الغزاة رحلوا نهاية المطاف، وهذا الاحتلال زائل طال الوقت أم قَصُرَ، وعسى أن يكون قريباً!
https://x.com/adhamsharkawi/status/1933866013541404994