بينما كانت القاهرة تغرق في موجة حر شديدة، اندلع حريق هائل صباح الإثنين في مبنى “سنترال رمسيس” التاريخي، وسط العاصمة ، ليتحول سريعًا إلى أزمة كشفت هشاشة منظومة الاتصالات الوطنية وأثارت تساؤلات عميقة عن مستقبل وسط القاهرة، وهل ما جرى تمهيد خفي لبيع منطقة الوزارات كما لمح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي قبل أشهر؟
عقل الاتصالات يحترق.. والدولة تتفرج؟
سنترال رمسيس ليس مجرد مبنى إداري؛ بل هو بمثابة العقل المدبر لشبكة الاتصالات المصرية، يضم تجهيزات حساسة تربط مئات الآلاف من المشتركين بخدمات الهاتف الأرضي والإنترنت في مناطق واسعة من القاهرة الكبرى. تعطل السنترال أدى إلى:
انقطاع الإنترنت والخطوط الأرضية عن أجزاء من العاصمة.
تعطل ماكينات الصراف الآلي ATM.
شكاوى واسعة من توقف نقاط البيع الإلكترونية و”الفيزا” في المتاجر والصيدليات.
بل وامتد التأثير حتى قنوات فضائية مصرية، حيث لاحظ مراقبون انقطاع البث عن بعض برامج التوك شو لفترات قصيرة.
يقول أحد موظفي الاتصالات، رفض ذكر اسمه خوفًا من الملاحقة:
“السنترال يحتوي على كبائن رئيسية للكابلات الضوئية، حريق بهذا الحجم يعني توقف شبه كامل في الاتصالات لو امتد، ومن المستحيل أن يحدث ماس كهربائي عادي دون إطفاء آلي.. هناك شيء مريب.”
6 ساعات من اللهب.. لماذا لم تتدخل الدولة سريعًا؟
ورغم خطورة الموقع، استمر الحريق أكثر من 6 ساعات، ما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا. تساءل الناشط الحقوقي أحمد الباقر على تويتر:
“أين طائرات الجيش التي نراها في عروض أكتوبر؟ لماذا لم تستخدم لإخماد حريق سنترال رمسيس؟ هل المطلوب أن يحترق المبنى بالكامل تمهيدًا لإزالته؟”
بينما كتب الصحفي الاقتصادي حسام عبدالعزيز على فيسبوك:
“تذكروا تصريح مدبولي: سيتم بيع منطقة الوزارات بعد نقلها للعاصمة الإدارية.. هل هذه صدفة؟”
هل الحريق مقدمة لبيع وسط البلد؟
قبل شهرين فقط، أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن الحكومة “تخطط لطرح منطقة الوزارات وسط البلد للاستثمار بعد انتقال المصالح الحكومية للعاصمة الإدارية”.
هذا التصريح أعاد للأذهان مخاوف بيع أصول الدولة قطعة قطعة، خاصة مع الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها مصر.
يقول الخبير العمراني د. محمد أبوالسعود:
“إحراق المباني القديمة قد يكون وسيلة غير معلنة لتسريع إخلاء وسط البلد أمام مستثمرين خليجيين وآخرين مرتبطين بالجيش.”
ويضيف:
“العاصمة الإدارية التهمت المليارات، والآن يريدون استرداد الأموال ببيع قلب القاهرة.”
مواطنون عالقون.. وحياة مشلولة
على الأرض، عبّر المواطنون عن غضبهم من الآثار المباشرة للحريق، تقول منى عبدالسلام، موظفة بنك:
“تعطلت ماكينات الـATM أمام العملاء، والناس واقفة بالطوابير مش لاقية كاش.”
ويضيف سائق أوبر، أحمد شوقي:
“النت فصل فجأة.. لا
بينما كانت القاهرة تغرق في موجة حر شديدة، اندلع حريق هائل صباح الإثنين في مبنى “سنترال رمسيس” التاريخي، وسط العاصمة ، ليتحول سريعًا إلى أزمة كشفت هشاشة منظومة الاتصالات الوطنية وأثارت تساؤلات عميقة عن مستقبل وسط القاهرة، وهل ما جرى تمهيد خفي لبيع منطقة الوزارات كما لمح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي قبل أشهر؟